قاض سعودي: بدائل جديدة لعقوبة السجن منها «الإلزام بالتطوع» و«الإقامة الجبرية»

الأحد 24 مايو 2015 11:05 ص

أثارت أحكام القاضي بالمحكمة الجزائية بتبوك الشيخ «ياسر بن صالح البلوى» إعجاب واستغراب الكثيرين فبين إلزام المحكوم بالعمل في مخيم النازحين باعتباره عقوبة بديلة، وإلزام شاب عاق لوالده بالاعتذار أمام جماعة المسجد، تتنوع الأحكام البديلة التي أصدرها «البلوي» والذي أفصح عن تضمن النظام المرتقب للعقوبات البديلة للسجن تفعيل الإقامات الجبرية في المنازل، والإفراج المشروط، والإلزام بالأعمال التطوعية.

وأشار القاضي «البلوي» إلى وجود جوانب جديدة سيتضمنها النظام المستقل للعقوبات البديلة للسجن، شارك بعض القضاة في دراسته مع هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، ويُنتظر صدوره واعتماده في القريب العاجل. في تصريح لصحيفة «الحياة».

وحول أبرز الأحكام القضائية التي أصدرها «البلوي»، أكد أنها كثيرة لكنه ذكر بعضها ومنها «إلزام شخص بالعمل ساعات محددة خارج عمله في المركز الطبي لمخيم النازحين وقد نفّذه، وإلزام مروج مخدرات على الكشف عن المهربين الذين يتعامل معهم ليكون موجبا للتخفيف وقد نفّذه، وإلزام شاب عاق بالاعتذار لوالده أمام جماعة المسجد بعد إحدى الصلوات، وإلزام مدان بتنظيف السجن بساعات محددة، وحفظ جزأين من القرآن لإسقاط جزء من المحكومية بالسجن».

وعن «السوار الإلكتروني» الذي اقترحه «البلوي» فى 2010 لتقييد حركة ومراقبة المحكوم عليهم في منازلهم عوضاً عن سجنهم، أكد أنه أصبح فاعلاً في بعض قطاعات دور التوقيف التابعة لوزارة الداخلية ممن يُفرج عنهم إفراجاً مشروطاً بالإقامة الجبرية في المنزل لمدة معينة.

وأشار «البلوي» إلى أن حالات الرفض لتنفيذ العقوبات البديلة تضاءلت كثيرا، لافتا إلى أن هذا «عائد لانتشار الوعي بفائدة مثل هذه العقوبات، وكذلك لانتشار ثقافة التطوع في المجتمع».

وحول الأسباب التي حفزته للمبادرة بانتهاج العقوبات البديلة في أحكام القضايا التي ينظرها، قبل تقنينها، قال «البلوي»: «من أهم الأسباب الآثار السلبية والمشكلات التي تتعرض لها أسرة السجين، نتيجة سجن عائلها، وتتنوع الآثار السلبية من طلاق وخلع وانحراف للأبناء وفقر، إضافة إلى نظرة المجتمع لمن يُسجن، كما لا يمكن إغفال انتفاء هيبة السجن لدى الإنسان، وتزايد الشعور بالبطالة، وعدم وجود العمل، ما يولد اللجوء للجريمة لتأمين بعض حاجاته، أو الرجوع لمجتمع السجن، إذ أظهرت الدراسات أن نسبة العودة إلى السجون تراوح بين 20% و30% من عدد السجناء المفرج عنهم، بما في ذلك التكاليف المالية الباهظة التي تصرف على السجناء ذوي الأحكام البسيطة، وما تشهده السجون حالياً من الاكتظاظ جاعلاً الحياة في السجون مقلقة للراحة».

وشدد «البلوي» أن للأحكام البديلة انعاكاسات إيجابية على المحكوم عليهم، لافتا أنها تساعد على تدريب الجناة على العمل عموماً وتقبلهم له، ما يؤدي إلى رفع همتهم وانتشال نفسيتهم، بل قد تؤدي بهم هذه العقوبة إلى البحث عن فرصة عمل بعد انتهاء محكوميتهم، وقد يجدوا لهم فرصة في الجهة التي أُلزموا بالتطوع فيها».

  كلمات مفتاحية

السعودية المملكة وزارة العدل عقوبات السجن