الصحة العالمية: مقتل 56 شخصا وإصابة 266 بمعارك طرابلس

الجمعة 12 أبريل 2019 08:04 ص

أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة أنّ المعارك قرب العاصمة الليبية طرابلس أسفرت عن مقتل 56 شخصاً وإصابة 266 آخرين خلال الأيام الستّة الأخيرة، في وقت تعمل فيه الأمم المتحدة من أجل دعم المستشفيات المكتظة في البلاد.

وأوضحت المنظّمة، في بيان أصدرته الخميس، أنّ "آلاف الأشخاص فرّوا من منازلهم، فيما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع. وتستقبل المستشفيات داخل وخارج المدينة (طرابلس) يوميّاً ضحايا"، مشيرة إلى أنّها تزيد مخزونها من المعدّات الطبّية في مناطق المعارك، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

ونقل البيان عن ممثّل "الصحة العالمية" في ليبيا "سيد جعفر حسين" قوله: "أرسلنا فرق طوارئ طبّية لمساعدة المستشفيات الواقعة في الخطوط الأماميّة في مواجهة عبء العمل ولدعم الموظّفين في قسم الجراحة بالتنسيق مع وزارة الصحة".

ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، إثر جلسة مغلقة لمجلس الأمن، مساء الأربعاء، إلى وقف المعارك والعودة للحوار، قائلا: "نحن بحاجة إلى إعادة إطلاق حوار سياسي جدّي".

وأقر "غوتيريش" بأن  المناشدة التي وجّهها إلى "حفتر" لعدم شنّ هجوم على العاصمة الليبيّة "لم تتم الاستجابة لها".

وأضاف: "لا يزال الوقت متاحًا لوقف إطلاق النّار، ووقف الأعمال القتاليّة، وتجنّب (وَضع) أسوأ قد يكون معركةً عنيفة ودمويّة للسيطرة على طرابلس".

وأشار الأمين العام للأمم المتّحدة إلى أنّ ليبيا تُواجه "وضعًا في منتهى الخطورة"، حاضًّا على وقف المعارك لإتاحة استئناف المفاوضات السياسيّة.

وقال: "من الواضح جدًا بالنسبة إليّ، أنّنا في حاجة إلى استئناف حوار سياسي جادّ ومفاوضات سياسيّة جادّة، لكن من الواضح أنّه لا يمكن أن يحدث ذلك من دون وقفٍ تامّ للأعمال القتاليّة".

معارك محتدمة

يأتي ذلك فيما استمرّت المعارك محتدمة، الخميس، في جنوب طرابلس التي تتعرّض منذ الرابع من أبريل/نيسان لهجوم قوّات "حفتر" الساعي للسيطرة على العاصمة الليبية مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا.

ويأمل "حفتر"، المدعوم من سلطة موازية مقرّها شرق البلاد لكن غير معترف بها دوليًا، في توسيع سلطاته لتشمل الغرب الليبي بعد سيطرته على شرقها وجنوبها، وتُحاول قوّاته التقدّم باتّجاه العاصمة خصوصًا على محورين من الجنوب والجنوب الشرقي.

وفي مواجهته، تؤكّد قوّات مؤيّدة لحكومة الوفاق تصميمها على شنّ هجوم معاكس شامل.

وقال قائد مجموعة مسلّحة موالية لحكومة الوفاق على طريق مطار طرابلس الخارج عن الخدمة والذي شهد الخميس معارك بين الطرفين: "نشهد حاليّاً معارك كرّ وفرّ".

وتشير تقديرات مركز تحليل الأزمات الدولية إلى أن "الطرفين متعادلان عسكريًا" معتبرًا أنّ "انتشارًا أكبر للمقاتلين أو تدخلاً عسكريًا من شأنهما التسبّب في كارثة إنسانيّة".

وجرت معارك الخميس، كما الأربعاء، في عين زارة، حيث نظّمت قوّات حكومة الوفاق زيارةً للصحفيّين الى سجنٍ بهذه الضاحية من العاصمة احتجز فيه أفراد بينهم قصر قدّموا باعتبارهم مقاتلين في جيش "حفتر".

وتمّ تقديم عشرة مساجين الخميس للصحفيّين، بينهم فتى عمره 16 عاماً قال إنّه تمّ تجنيده في صبراتة (غرب).

وتخشى منظّمات دولية أن يدفع المدنيّون مجددًا ثمن المعارك في ليبيا، خاصة أن الأمم المتحدة أعلنت أن 4500 شخص نزحوا حتى الآن بسبب المعارك.

وفيما تقوّض المعارك التسوية السياسية، بدا أنّ إرجاء المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقرّراً بين 14 و16 أبريل/نيسان في غدامس أمر لا مفرّ منه.

وكان مفترضاً أن يسمح هذا المؤتمر، الذي تحضّر له الأمم المتحدة منذ أشهر، بوضع خريطة طريق لإخراج البلاد من الفوضى.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية