انقلاب السودان يكمم ثلثي الدول العربية.. والجامعة تلتزم الصمت

الجمعة 12 أبريل 2019 01:04 م

التزمت 16 دولة عربية، بالإضافة إلى الجامعة العربية، بالصمت إزاء الأحداث في السودان، رغم مرور نحو 24 ساعة على انقلاب الجيش السوداني على الرئيس السوداني السابق "عمر البشير"، وتسليم السلطة إلى مجلس عسكري انتقالي.

وما يلفت الأنظار أن من بين الذين غابوا تماما عن إبداء أي رأي في انقلاب السودان، دول عربية كبرى كالسعودية أو العراق والجزائر والمغرب، أو طامحة للعب دور أكبر كالإمارات، أو مجاورة تجمعها حدود مشتركة كليبيا، أو حتى حليفة كسوريا التي زارها "البشير" والتقى رئيس نظامها "بشار الأسد" كأول رئيس عربي يزورها منذ اندلاع ثورتها في 2011.

وبينما علقت 6 دول على انقلاب السودان، فإن 5 من بينها اقتصرت بياناتها على أمنيات بتحقيق الاستقرار والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية، دون إبداء موقف واضح، بينما انفردت مصر بتأييد ضمني لتحركات الجيش السوداني الذي وصفته بأنه "وفي".

وظهر التباين في المواقف العربية ونظيرتها العالمية في أن معظم الدول الكبرى بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي علقوا على الأحداث، وأبدوا مواقف واضحة، اعتبر معظمها أن خطوة المجلس العسكري في السودان لا تلبي مطالب الشعب، ودعوا إلى نقل السلطة إلى حكومة مدنية.

لكن الموقف العربي جاء مختلفا، فلاذ ثلثا الدول العربية بالصمت التام دون وضوح أي أسباب، حتى الجامعة العربية لصيقة الصلة بالأمر لم تصدر بيانا واحدا، وحتى المعلقون دار معظمه حول الأماني العامة المبهمة.

مصر: الجيش الوفي

مصر، الوحيدة صاحبة الموقف الواضح، أيدت ضمنيا الانقلاب العسكري على "البشير"، رغم إعلانها مرارا دعمها لنظامه في مواجهة المظاهرات الشعبية ضده.

وعبر بيان مصر، التي سبق أطاح رئيسها الحالي، ووزير دفاعها السابق، "عبدالفتاح السيسي" بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا "محمد مرسي" عام 2013، عن "ثقتها الكاملة في قدرة الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي علي تجاوز تلك المرحلة الحاسمة وتحدياتها".

كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم خيارات الشعب السوداني، وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة".

اهتمام البحرين

من جانبها، قالت المملكة البحرينية إنها تتابع بـ"اهتمام شديد" التطورات الراهنة التي يشهدها السودان، مشيرة إلى تطلعها لتجاوزه هذه "المرحلة الحاسمة".

وأضاف البيان الصادر عن البحرين أن موقف البحرين "الداعم للسودان ولكل ما فيه الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، وكل ما يضمن مصلحة الشعب السوداني".

تفهم موريتاني

موريتانيا التي عرفت الانقلابات (وصل رئيسها للسلطة عبر انقلاب عسكري) أيضا أبدت تفهما "مبهما" لتطلعات الشعب السوداني القادر على تجاوز أمته بالحوار.

ثم أظهر وزير الثقافة الموريتاني والمتحدث باسم الحكومة، سيدي "محمد ولد محمد" عزوفا عن الخوض في المسألة برمتها، معتبرا أن  "التطورات التي حدثت هناك شأنا داخليا".

مناشدة قطرية

أما البيان القطري فقد ناشد بيان الأطراف الفاعلة في السودان، إعلاء المصلحة الوطنية العليا، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني ومطالبه العادلة في الحرية والعدالة.

كما دعا إلى"حقن دماء أبنائه واتباع الوسائل السلمية والحوار البناء سبيلا لإدارة العملية السياسية".

وطالبت قطر جميع القوى الإقليمية والدولية بـ "دعم وحدة وتماسك السودان".

آمال تونسية

وفي بيان لوزارة الخارجية التونسية، أعربت شرارة ثورات الربيع العربي عن أملها في تحقيق "انتقال سلمي للحكم" يلبي تطلعات الشعب السوداني المشروعة إلى الحرية والديمقراطية والتنمية.

وأكد البيان ضرورة احترام إرادة الشعب السوداني وخياراته وطموحه إلى مستقبل أفضل.

تأكيدات الأردن

البيان الأردني الصادر عن وزارة الخارجية أكد من جانبه أهمية الحفاظ على أمن السودان واستقراره وتلبية طموحات شعبه الشقيق وهو يعمل على تجاوز تحديات المرحلة.

والخميس، أعلن وزير الدفاع السوداني "عوض بن عوف"، عزل الرئيس "عمر البشير" واعتقاله، وبدء فترة انتقالية لعامين، وإعمال حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وفرض حظر التجوال لشهر.

وتأتي قرارات الإطاحة بـ"البشير" وتسلم مجلس عسكري للسلطة، عقب احتجاجات تشهدها السودان منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بإسقاط النظام، وأسفرت عن سقوط عديد من القتلى والجرحى.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية