جزائريون يتظاهرون للجمعة الثامنة للمطالبة برحيل رموز النظام 

الجمعة 12 أبريل 2019 04:04 ص

توافد المتظاهرون في الجزائر، صباح الجمعة، إلى شوارع وميادين العاصمة، للجمعة الثامنة على التوالي للمطالبة برحيل رموز نظام الرئيس السابق "عبدالعزيز بوتفليقة".

ومن المتوقع أن تشهد تلك المظاهرات زخما واسعا، لأنها الأولى التي تأتي بعد تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية.

ويرفض المتظاهرون التركيبة التي خلفت "بوتفليقة" في الرئاسة والحكومة، معتبرين أنها جزء من النظام ويطالبون برحيلها، ومعها "خارطة الطريق".

غير أن الجيش الجزائري، وبشكل خاص قائده، عبر عن دعمه لتلك الخارطة، التي يرى مراقبون أنها ليست إلا تغييرا شكليا في إطار استمرارية منظومة الحكم نفسها.

وتجمعت حشود من المتظاهرين باكرا في العاصمة، وفي ساحة البريد المركزي الرمزية بشكل خاص.

وردد المحتجون في هذه الجمعة الثامنة من الاحتجاجات، هتافات رافضة للرئيس المؤقت للدولة "عبدالقادر بن صالح"، كما رددوا شعارات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء "نور الدين بدوي" ورئيس المجلس الدستوري "الطيب بلعيز".

وشهدت ساحة البريد المركزي وعددا من شوارع العاصمة انتشارا كثيفا وغير مسبوق لقوات الشرطة الجزائرية، بخلاف الجمعات السبع الماضية، بينما هتف المتظاهرون بساحة البريد المركزي بعبارة: "الجيش والشعب خاوة خاوة" (إخوة إخوة).

ونصبت الشرطة الجزائرية العديد من نقاط المراقبة على الطريق السريع الرابط بين المطار شرق المدينة ووسطها ما تسبب في ازدحام مروري.

لكن تلك القوات لم تلبث أن اضطرت للانسحاب في العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت الجزائر، وذلك بعد أن امتلات الساحة والشوارع بالمتظاهرين.

وقال شهود عيان إن الشرطة حاولت إخلاء ساحة البريد المركزي التي تحولت خلال الأسابيع القليلة الماضية الى نقطة تجمع تقليدية للمحتجين في الجزائر العاصمة، لكنها فشلت في ذلك.

وللمرة الأولى خلال ثمانية أيام جمعة من الاحتجاجات، اصطف عشرات من رجال الشرطة يرتدون الخوذات ويحملون الدروع منذ الصباح لمنع المحتجين من الوصول إلى ساحة البريد في قلب العاصمة.

ووصلت عناصر الشرطة في حوالى الثامنة صباحا بالتوقي المحلي للعاصمة الجزائرية، فاستقبلهم بضع مئات من المتظاهرين بالصفير وتجمعوا منذ الفجر على السلم الكبير للمبنى حيث كان أمضى بعضهم الليل.

لكنه بعد ساعات قليلة، أحاطت الشرطة بهؤلاء المتظاهرين وحاولت إبعادهم عن درجات السلم، لكن المتظاهرين وهم أكبر عدداً، أحاطوا بهم وراحوا يهتفون "سلمية سلمية"، ثم فتحوا مخراج للسماح للشرطيين بالانسحاب من الساحة دون وقوع أي اشتباكات.

وللجمعة الثامنة على التوالي لجأت سلطات مدينة الجزائر لوقف حركة المواصلات العاصمة، وتم وقف حركة قطارات الضواحي والخطوط الطويلة نحو شرق وغرب البلاد، إضافة لإغلاق مترو أنفاق العاصمة وخط الترامواي.

ومنذ تعيين "عبدالقادر بن صالح" رئيسا مؤقتا للدولة الثلاثاء الماضي، انتشرت نداءات على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو للتظاهر بقوة، وذلك برغم ما بدا واضحا من سعي حثيث للسلطات لفرض الأمر الواقع و دعوة "بن صالح" الناخبين  للانتخابات الرئاسية في 4 يوليو/تموز المقبل.

وبرغم ما بدا واضحا التضييق والحشد الأمني الكثيف داخل العاصمة الجزائرية، ومنع المواطنين الراغبين للوصول إليها من المحافظات المجاورة لها للوصول إليها، إلا أن المتظاهرين صمموا على الخروج من أجل التظاهر مجددا تحت الشعار المتداول منذ أسابيع "يتنحاو قاع"، وتعني باللهجة الجزائرية "ليرحل الجميع".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية