ستراتفور: ماذا يعني تصنيف ترامب للحرس الثوري منظمة إرهابية؟

الجمعة 12 أبريل 2019 06:04 ص

بعد عامين من النقاش، اختارت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في 8 أبريل/نيسان، تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية أجنبية".

وهذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها وزارة الخارجية الأمريكية فرعا من جيش دولة كمنظمة إرهابية، مما يشكل سابقة دولية خطيرة.

وردت إيران بالمثل في نفس اليوم، ووصفت الولايات المتحدة بأنها داعم للإرهاب، وصنفت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) جماعة إرهابية.

ويعتبر تصنيف "الحرس الثوري الإيراني" كمنظمة إرهابية أجنبية خطوة جديدة ضمن العملية المستمرة التي تقودها الولايات المتحدة لتوسيع وتشديد العقوبات على إيران.

وتأمل واشنطن في نهاية المطاف أن تجبر طهران على التفاوض على اتفاق شامل يحد من دعمها للحلفاء التابعين لها في المنطقة، فضلا عن القضاء على برنامجها للصواريخ الباليستية.

ومع ذلك، تعقد خطوة العقوبات الجديدة أي مفاوضات مستقبلية بين الولايات المتحدة وإيران، حتى بعد ترك "ترامب" منصبه.

ومن شبه المؤكد أن إيران ستطالب بتخفيض أو إلغاء العقوبات على الحرس الثوري الإيراني في أي محادثات حول صفقة شاملة مع الولايات المتحدة.

لكن الولايات المتحدة ستكون أكثر استعدادا لتقديم المساعدة بشأن أنواع أخرى من العقوبات، مثل تلك المتعلقة بأنشطة إيران النووية، أو الصاروخية البالستية، بالنظر إلى الصعوبة السياسية التي سيواجهها أي رئيس أمريكي في محاولة شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في غياب تغيير جوهري في الاستراتيجية والسياسات الإقليمية الإيرانية تجاه (إسرائيل) والولايات المتحدة والغرب.

سابقة دولية خطيرة

وتحتفظ الولايات المتحدة بـ 4 أنواع مختلفة من "القوائم الإرهابية" التي يمكن أن تستخدمها لاستهداف مختلف الأفراد والجماعات والبلدان، وقد صنفت إيران كدولة راعية للإرهاب عام 1984.

وفي عام 2007، تم تصنيف "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يتولى عمليات الحرس الثوري الإيراني في الخارج، كمنظمة إرهابية عالمية.

لكن تصنيف جهة كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل أمريكا، وهي الوحيدة من بين قوائم الإرهاب الـ 4 التي تحتفظ بها الولايات المتحدة للمنظمات، سبق استخدامها فقط لاستهداف الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك "القاعدة" و"حزب الله".

ويأتي إدراج "الحرس الثوري الإيراني" في القائمة، في 8 أبريل/نيسان، لتكون هي المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة وحدة كاملة من جيش أجنبي على أنها منظمة إرهابية أجنبية.

وكانت الولايات المتحدة قد تجنبت سابقا اتخاذ مثل هذا الإجراء، لأنها لا ترغب في افتعال سابقة يمكن استخدامها ضدها.

ومن خلال إبقاء تركيز تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية بشكل مباشر على الجهات الفاعلة من غير الدول، يمكن أيضا تجنب النقاش الشائك حول توجه الدول الأخرى لمثل هذا التصنيف المباشر ضد بعضها البعض.

والآن، كسرت الولايات المتحدة واحدا من المحرمات في العلاقات الدولية، ويمكن للبلدان الأخرى أن تصدر قريبا تصنيفات مماثلة ضد خصومها.

تأثيرات محدودة على الحرس الثوري

ويخضع الحرس الثوري الإيراني ووحداته الفرعية، مثل "الباسيج" و"فيلق القدس"، و"القوة الجوفضائية"، للعديد من العقوبات الأمريكية المتداخلة، لذلك قد لا يكون للتصنيف الجديد تأثير إضافي كبير على قدرة المجموعة على تمويل نفسها وتحريك الأموال لدعم حلفائها. علاوة على ذلك، فقد أثبت الحرس الثوري الإيراني، وإيران نفسها، إبداعهما في تجنب العقوبات الأمريكية.

وفي بعض النواحي، لا يعد تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية قويا مثل الأنواع الـ 3 الأخرى من التصنيفات الأمريكية.

على سبيل المثال، يوفر تصنيف المنظمات الإرهابية العالمية صلاحيات أوسع لمعاقبة الأفراد والكيانات الأجنبية التي تدعم المجموعات المدرجة في القائمة.

ويفرض التصنيف الجديد بعض التحديات الجديدة على الحرس الثوري، فكونك عضوا في الحرس الثوري الإيراني سوف يعرضك الآن لعقوبات أوسع، وسيواجه مسؤولو الحرس الثوري حظرا أوسع على السفر.

ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان المسؤولون الحاليون أو السابقون في الحرس الثوري الإيراني سيحدون من سفرهم إلى الدول الغربية، خوفا من تسليمهم إلى الولايات المتحدة.

وفي كلتا الحالتين، لا تغير العقوبات الجديدة جذريا واقع العقوبات الحالية.

وكما كان الأمر من قبل، تعني طبيعة العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني أنه يتعين على الشركات الأجنبية إجراء عمليات فحص شاملة عند العمل مع الشركات الإيرانية، للتأكد من أن الأخيرة ليس لها علاقات مع الحرس الثوري الإيراني، خشية أن تتحمل الشركات الأجنبية عقوبات مالية أمريكية.

الرد الإيراني

وكان رد إيران الفوري على التصنيف الأمريكي الجديد متناسبا، لكن الفرق هو أن تصنيف إيران للقيادة المركزية الأمريكية والولايات المتحدة رمزي إلى حد كبير.

ومع ذلك، على الأقل من حيث الخطاب، ألمح بعض المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري الإيراني "محمد علي جعفري"، إلى إجراءات أقوى ضد الولايات المتحدة، مثل هجمات قد تشنها قوات الحرس الثوري الإيراني أو الميليشيات التي تدربها إيران في أماكن مثل العراق على القوات الأمريكية في المنطقة.

ومع ذلك، هناك أسباب وجيهة للغاية لعدم قيام إيران بتنفيذ مثل هذه التهديدات، ومنها الرد الأمريكي الكبير المحتمل الذي ستحرض عليه هذه الهجمات، بما في ذلك على أهداف عسكرية في إيران.

ولا تغير التصنيفات القانونية المتبادلة ببساطة العوامل التي تبقي التوتر بين إيران والولايات المتحدة، ولن تحول تلك التوترات إلى صراع مفتوح.

وبدلا من ذلك، من المرجح أن تستمر إيران في اتباع ردود مسحوبة بدقة، مثل الهجمات الإلكترونية ضد الشركات الأمريكية وضد حلفاء في المنطقة.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية