إطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة الإسلامية من أريحا

السبت 13 أبريل 2019 12:04 م

أطلق الفلسطينيون، الجمعة، فاعليات اختيار القدس عاصمة للثقافة الإسلامية، بعرض موسيقي، شارك فيه ما يقارب 60 موسيقيا وفنانا من مختلف أنحاء العالم.

وأجريت مراسم الاحتفال، وسط أطلال قصر الخلفية الأموي هشام بن عبدالملك، في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة.

واختار الفلسطينيون، الإعلان عن انطلاق الفعاليات من مدينة أريحا، بسبب سيطرة (إسرائيل) على المدينة التي احتلتها عام 1967، وعملت خلال السنوات الماضية على إحاطتها بجدار إسمنتي جعل الدخول إليها يتم عبر بوابات حديدية ضخمة، يحتاج من يدخلها إلى موافقة إسرائيلية.

ودعا الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" جميع من في مشارق الأرض ومغاربها إلى شد الرحال إلى القدس، وشراء ساعة رباط فيها وفي أكنافها.

وأضاف في خطاب متلفز ألقاه في الاحتفالية: "ها هو شعب فلسطين، ومن ورائه ملايين العرب والمسلمين وأحرار الكون، يقف كالطود الأشم في وجه صفقة العار التي تريد أن تنتزع القدس من قلوبنا وعقولنا وواقعنا".

وشدد "عباس" على ضرورة ألا تكون القدس وحدها، وألا يبقى الشعب الفلسطيني المرابط وحده في مواجهة الاستعمار والاحتلال.

وتابع: "ليل القدس لن يطول، ولا يجوز أن يطول، بل لا يجوز أن يبقى، وأن الواجب الخالد بأن تبقى قناديل القدس مسرجة بأهلها ومن وراءهم من أبناء أمتنا العظيمة".

من جانبه، قال وزير الثقافة الفلسطيني "إيهاب بسيسو"، خلال مشاركته في الحفل: "عندما نطلق هذه الفعالية من هنا من أريحا، نريد أن نقول إن الاحتلال يعيق الوصول إلى القدس بإجراءاته المختلفة واضطهاده لشعبنا ومؤسساتنا الثقافية المختلفة".

وأضاف: "لكن لا يمكن أن يعيقنا الاحتلال عن الاحتفاء بحقنا أن القدس عاصمة الثقافة الإسلامية وأيضا عاصمة للثقافة العربية".

وتابع: "عندما نطلق الفعالية من قصر هشام بن عبدالملك في مدينة أريحا أيضا، نلفت الانتباه إلى ثراء فلسطين المعرفي، وإلى ثراء فلسطين الحضاري والإنساني وأن فلسطين تعلم ثقافة الوطن والحرية".

ويرى "بسيسو" أن "الاحتفال رمزي وهو رسالة أمل وتجدد للأمل وتحدي أننا على موعد لإطلاق فعالياتنا في القدس أسوة بكل شعوب العالم الذين من حقهم أن يحتفلوا بعاصمتهم".

وخلال الحفل، استخدم القائمون على الاحتفال العديد من تقنيات الصوت والإضاءة والعزف والغناء والرواية في سرد العديد من القصص عن تاريخ المدينة المقدسة، وعلاقتها بالدول الإسلامية عبر التاريخ.

واستحضر القائمون على الحفل كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل "محمود درويش"، من خلال بث صوته، وهو يقرأ مقاطع من قصيدته "في القدس"، مع كتابة بالضوء على شاشة وضعت في ساحة الحفل للبيت الأول من القصيدة وهو "في القدس.. أعني داخل السور القديم".

وتقمص الفنان "عامر حليحل"، شخصية "بن بطوطة" في تقديم شرح عن المدينة والحضارات التي مرت عليها، وتقديمه للفقرات الفنية التي قسمت لإحدى عشرة فقرة، لفرق فنية من أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى والهند، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية.

وجاء في نشرة عن الحفل الموسيقي الذي نظمته مؤسسة الكمنجاتي الموسيقية أنه "مثال رائع على الإبداع الجماعي".

وتضيف النشرة أن "أصل الحكاية مدينة القدس المدينة الروحية التي نحملها في أنفسنا... هذا الإنتاج الأصلي لمهرجان الكمنجاتي لعام 2019 هو منتدى لالتقاء الثقافات والتقاليد الروحية من فلسطين ومختلف دول العالم".

من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "يوسف بن أحمد العثيمين"، في كلمة مسجلة بثت خلال الحفل، إن هذا الإعلان "رسالة رمزية بكل تأكيد للمسلمين وغير المسلمين على هذه المكانة العظيمة للقدس الشريف في الثقافة".

وأضاف: "وأنا أرجو وأتمنى للجميع أن يستفيد من هذه المناسبة في إبراز الوجه الثقافي للقدس ورمزيته في وجدان العالم الإسلامي في فعاليات ومناسبات ثقافية وغير ثقافية".

وأوضح "العثيمين" أن هذا الاحتفال "يتضامن مع المقدسيين وإخواننا المناضلين في القدس الشريف وتأكيد لقرارات الشرعية على أهمية القدس وعدم العبث بها... أهيب بالمسلمين جميعا الاستفادة من هذه المناسبة لدعم الفلسطينيين في نضالهم المشروع وفق قرارات الشرعية الدولية".

وتابع: "اختيار القدس عاصمة للثقافة الإسلامية ما في شك أنه جاء في محله ومكانه وتوقيته المناسب لمكانة القدس الشريف في قلوب المسلمين جميعا وعلى وجه الأرض البالغ عددهم 1.7 مليار مسلم على وجه البسيطة".

واعتمد وزراء ثقافة الدول الإسلامية، أربع عواصم للثقافة الإسلامية وهي القدس عن المنطقة العربية، وتونس عن المنطقة العربية أيضا بمناسبة احتضانها للدورة الحادية عشر للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، وبندر سري بيجاوان عاصمة سلطنة بروناي عن المنطقة الآسيوية، ومدينة بيساو عاصمة جمهورية غينيا بيساو عن المنطقة الإفريقية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تحت شعار ثقافتنا نور.. الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي للعام 2021