إعلام السيسي يستعد لاستغلال حادثة البنطال لمهاجمة الطيب

السبت 13 أبريل 2019 07:04 ص

كشفت مصادر إعلامية في مصر أن رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، ومقدمي البرامج الحوارية على القنوات الفضائية، تلقوا تعليمات من "أجهزة سيادية" بشنّ حملة هجوم جديدة على شيخ الأزهر "أحمد الطيب"، في إطار المحاولات المستمرة لدفعه إلى تقديم استقالته، على خلفية تورط عضو هيئة تدريس بجامعة الأزهر، في واقعة إرغام طالبين على خلع بنطاليهما طمعا في النجاح بمادته.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن المصادر قولها إن محاور الهجمة المرتقبة هي نفسها التي ارتكزت عليها "الأذرع الإعلامية" سابقا دون جدوى، من خلال اتهام "الطيب" بالفشل في إدارة مؤسسة الأزهر، وعدم التعاطي مع ملف تجديد الخطاب الديني في مجابهة انتشار الإرهاب والتطرف، علاوة على عدم تنقية مناهج الأزهر من الأفكار والفتاوى المتشددة، وتكرار بعض الوقائع المشينة في جامعة الأزهر خلال الآونة الأخيرة.

وأضافت المصادر أن الإعلاميين الموالين لنظام الرئيس "عبدالفتاح السيسي" سيجددون مطالبهم لـ"الطيب" بالتنحي عن منصبه المحصن دستوريا، بدعوى "عدم وقوف مؤسسة الأزهر إلى جوار الدولة في حربها ضد الإرهاب، أو مواجهة الشائعات التي تبثها جماعة الإخوان بغرض إثارة الرأي العام، وكذا تحويل طلاب الجامعة إلى فئران تجارب في واقعة خلع طالبين للبنطال لإثبات تجربة ما في المنهج الدراسي".

وقررت جامعة الأزهر إقالة عميد كلية التربية بنين بفرع القاهرة، ووكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، ورئيس القسم من مناصبهم، وفصل عضو هيئة التدريس في الجامعة "إمام رمضان"، لتورطه في تحريض الطلاب على ارتكاب أفعال مخلة بالحياء العام داخل قاعة الدرس بالحرم الجامعي، باعتبار أن الواقعة المشار إليها تشكل جريمة جنائية تستوجب الإحالة للنيابة العامة لاتخاذ اللازم بشأنها.

وصرح عميد كلية الإعلام في جامعة الأزهر "غانم السعيد"، أن الواقعة تسببت في استياء العديد من الطلاب والمنتمين إلى مؤسسة عريقة وكبيرة مثل جامعة الأزهر، ما دفع إدارة الجامعة لاتخاذ قرار بإقالة عميد الكلية، ووكيلها، ورئيس القسم، لافتا إلى تحويل بعض طلاب الجامعة إلى مجلس تأديب، وفصل نحو 10 طلاب من المشاركين في الواقعة، أو ممن تورطوا في نشرها على منصات التواصل الاجتماعي.

تبريرات واهية

من جهته، قال "رمضان"، في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، إن "خلع بعض الطلاب للبنطال جاء في محاضرة لشرح الحياء في الإسلام، وبيان أنه يختص بالظاهر الحسي، بينما يختص الإيمان بالجوهر الفعلي، الذي يترجم إلى نتائج ملموسة تعود منافعها على الأمة رقيا ورفعة"، معتبرا أن الحياء قد اختفى في العبادات والمعاملات، وطغى الجانب المادي محله، حتى أن الإنسان ليبيع دينه بعرض من عوارض الدنيا.

وأضاف "رمضان" في تبريره لملابسات الواقعة: "رغبت في توضيح ما أشرحه بشكل تمثيلي، وقلت من يقبل النجاح في مادته بتقدير امتياز مقابل تنفيذ ما يُطلب منه، فإذا بأكثر من طالب يتطوع من دون أن يعلم ما سيُطلب منه"، مستكملا "المفاجأة كانت صادمة لمن خرج متبرعا، وبإرادته، وفي نفس الوقت أذهلت الطلاب حين قلت للطالب اخلع البنطال، فضحكوا جميعا، لكنني لم أضحك".

وتابع: "قلت للطلاب منذ بدء المحاضرة إن كل ما يُقال داخل المدرج، سواء من الجد أو المزح، يخضع لميزان العقيدة والأخلاق، فإن تراجع أحد الطلاب فسيرسب في مادة العقيدة... ورفض الطلاب رغم كل ما مارسته عليهم من ضغوط، وأمام إصرارهم على عدم تنفيذ طلبي مهما كانت النتائج، ولو بالرسوب في المادة... توجهت لكل الطلاب الجالسين، وطلبت منهم تحية زملائهم الذين رفضوا الانصياع لي".

واستدرك: "بعد تحية الطلاب الذين رفضوا الانصياع لي، قلت لهم أتعرفون ما سبب التحية؟ فقال الطلاب لأنهم لم يرضخوا لفعل مناف للأخلاق... قلت هذه واحدة، والثانية أنهم لم يفعلوا ذلك حياء منهم... فقلت من باب أولى أن يكون خيارنا من الخالق مقدم على نسائنا من المخلوق، وهذا من باب من أبواب مراقبة النفس، ضد غواية الشياطين من الجن والإنس... وهذا من قبيل الارتقاء في درجات الإيمان بالله".

وحاول "رمضان" تبرئة نفسه من الهجوم الذي تعرض إليه بعد تداول مقطع الفيديو، بالقول: "لعبت دور الشيطان في تمثيلية، أردت من خلالها بصورة عملية توضيح كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق... ورفض الطلاب في الاختبار العملي الثاني أن يتجردوا من القيم والأخلاق التي علمتها لهم، وإني لأرجو من طلاب المحاضرة الأولى أن يردوا على ما ذكرته إن كان حقيقة أم تم اختلاقها".

واستكمل: "جاءت المحاضرة الثانية، وشعرت بتعب شديد، وعدم القدرة على التنفس بصورة طبيعية، ورآني الطلاب على هذه الحالة، فاقترح بعضهم أن أنصرف إلى البيت، إلا أنني قررت البقاء لشرح المحاضرة الثانية، وهي تكرار المحاضرة الأولى... وامتنع طالبان بعد أن صعدا إلى جواري من استكمال التمثيل حياء، حتى كدت أشرح الموقف التمثيلي كما فعلت سابقا، وإذا بهذا الطالب يأتي من آخر المدرج، ويتطوع للفعل رغم رفض زملائه".

وزاد "رمضان": "توقعت أن يستحي الطالب في خلع ملابسه الداخلية، فلما فعل ذُهلت، واستدرت، وجعلته خلفي، وقلت هذا من أجل النجاح في مادة العقيدة، باع العقيدة والأخلاق بعرض دنيوي، ومن على شاكلته كثرة في أمة قال رسولها إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، مختتما "بينت للطلاب في تجربة عملية أن مجرد النظر إلى العورة يبعد بنا عن قيم الدين، فما بالك بمن صور داخل المحاضرة؟!".

وحسب البيان الصادر عن جامعة الأزهر، فإن هذا الفعل يعد فرديا، ولا يمثل الجامعة أو منهجها، خصوصا أن الآلاف من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، ومئات الآلاف من الطلاب، يرفضون مثل هذا التصرف، الذي يستوجب العزل من الوظيفة، إعمالا لنص الفقرة (25) من المادة 72 من القانون 103 الخاص بتنظيم الأزهر، كونه يخل بشرف عضو هيئة التدريس، ويتنافى مع القيم الجامعية الأصيلة.

المصدر | العربي الجديد + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انتقادات للسيسي بعد تجاهله شيخ الأزهر (فيديو)