لجنة مركزية ورئيسان.. الانقسامات تضرب نداء تونس من جديد

الأحد 14 أبريل 2019 10:04 ص

تصاعد الانقسام داخل حزب "نداء تونس" (الحاكم) في البلاد، بعدما شهد السبت، انتخاب زعيمين للحزب، أحدهما ابن الرئيس "الباجي قائد السبسي"، في مؤتمرين موازيين.

وتأتي الأزمة الجديدة التي يواجهها "نداء تونس"، قبل أشهر من انتخابات برلمانية متوقعة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ورئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام، مما قد يجعل مهمته صعبة أمام منافسه حزب "النهضة" الإسلامي.

وعلى الرغم من أن شعار المؤتمر الانتخابي الأول لحزب "نداء تونس"، كان تحت عنوان "لم الشمل"، إلا أنه انتهى بالانقسام إلى مؤتمرين لانتخاب القيادة، أحدهما في مدينة الحمامات والثاني في مدينة المنستير.

وانتخب أعضاء اللجنة المركزية بالحزب، المجتمعون في مدينة الحمامات، رئيس كتلة الحزب "سفيان طوبال"، بـ115 صوتا مقابل صوت وحيد لمنافسه "حافظ قائد السبسي"، نجل الرئيس، الذي عقد بدوره مؤتمرا انتخابيا في محافظة المنستير، ليفوز بأغلبية أصوات المؤتمرين، بحسب ما أعلنته لجنة إعداد المؤتمر.

وأعلن كل طرف مؤتمره "شرعيا وقانونيا"، وبحضور لجنة بالحزب، عاينت حضور النصاب القانوني لانعقاده، أي أكثر من 109 أعضاء في اللجنة المركزية، التي تضم 217 عضوا.

وقالت مصادر، إن مؤتمر المنستير شهد حضور ما يناهز 85 شخصا، فيما حضر 110 أشخاص مؤتمر الحمامات.

ويؤكد الطرفان اكتمال النصاب، إذ اختار عدد من أعضاء اللجنة المركزية الانسحاب.

ووجه "السبسي"، الابن، لجنة تحقيق، إلى مؤتمر الحمامات لمعاينة مخالفة القانون ولإبطال أشغاله، في وقت صرح فيه لوسائل الإعلام بأن الشرعية في مؤتمر المنستير، وبأن الحزب لن ينقسم.

وأضاف "سيواصل نداء تونس، استكمال إرساء هياكله ومؤسساته وسينجح في خوض غمار الاستحقاقات المقبلة".

من جانبه، قال "طوبال"، في تصريح صحفي، إنه ليس في خلاف مع "السبسي" الابن، "بل في منافسة معه"، معتبرا أنه "آن الأوان لكي يبتعد عن قيادة الحزب والصفوف الأمامية".

ولفت "طوبال"، إلى أن رئيسة المؤتمر الانتخابي، هي من دعت لانتخابات رئاسة اللجنة المركزية، وقامت بالإجراءات الضرورية لضمان نجاحه واحترامه القانون.

وقالت "أنس الحطاب"، القيادية بنداء تونس، إن ما حصل في المنستير "هو تحايل وتضليل بعد أن مالت الكفة في بداية المؤتمر ضد طرف معين" في إشارة لنجل "السبسي".

ولكن "حافظ السبسي"، قال إنه فوجئ بسلوك بعض القيادات الذين اتجهوا لمؤتمر مواز، مضيفا أن ذلك فيه ضرر للحزب.

وتضرب الانقسامات الحزب بالفعل منذ 2015، إذ واجه "حافظ السبسي"، انتقادات واسعة بأنه يسعى للسيطرة على الحزب وإدارته، بشكل منفرد، مما دفع عددا من قادته للاستقالة.

ودخل أيضا رئيس الوزراء "يوسف الشاهد"، في خلاف مع نجل الرئيس، واتهمه بتصدير مشاكل الحزب للدولة.

وبعد ذلك جمد الحزب عضوية "الشاهد"، قبل أن يعدل عن ذلك هذا الاسبوع، بطلب من الرئيس "الباجي قائد السبسي".

يشار إلى أن الرئيس التونسي، قال الأسبوع الماضي إنه لا يرغب في الترشح لولاية ثانية رغم دعوات حزبه له بذلك.

وتلقي الاحتجاجات الحاشدة التي أطاحت بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بظلالها على المشهد في تونس، حيث بدأت بعض الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض ترشح "السبسي" (93 عاما) لولاية ثانية.

والدستور التونسي الجديد الذي أقره البرلمان في 2014 يعطي الحق لأي رئيس في الترشح لولايتين فقط.

وكان "السبسي"، قد فاز في انتخابات 2014 على منافسه "المنصف المرزوقي"، ليصبح أول رئيس لتونس ينتخبه الشعب انتخابا حرا ومباشرا.

ويدير تونس حاليا ائتلاف حاكم، لكن الخلافات داخله تعرقل عملية صنع القرار، وتبطئ وتيرة الإصلاحات الاقتصادية التي يطالب بها المانحون الأجانب.

ويُنتظر أن تشهد الانتخابات البرلمانية منافسة شرسة بين حزبي "النهضة"، و"نداء تونس"، إضافة الى حزب "تحيا تونس" الذي يقوده "الشاهد".

والانتخابات المقبلة ستكون ثالث اقتراع حر بعد ثورة 2011، التي أنهت حكم الرئيس "زين العابدين بن علي".

ونالت تونس إشادة واسعة النطاق لما شهدته من انتقال ديمقراطي، لكن حكوماتها التسع المتعاقبة منذ 2011، لم تفلح في حل المشكلات الاقتصادية التي تشمل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية