خبراء: السعودية والإمارات تخشيان خروج الانتقال السوداني عن السيطرة

الاثنين 15 أبريل 2019 09:04 ص

"رغم أن السعودية والإمارات لم تتحركا ردا على سقوط الرئيس السوداني "عمر البشير"، إلا أنهما تخشيان انزلاق هذا البلد إلى الفوضى، ما من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في القرن الأفريقي والإضرار بمصالحهما"..

قدمت مجموعة الأزمات الدولية هذه الخلاصة في بيان أصدرته الجمعة الماضية، مشيرة إلى أنه "إذا غرق السودان في الفوضى، فإن الاضطرابات يمكن أن تنتقل إلى ما وراء الحدود".

جاء ذلك بعد أيام من الصمت، فرضته السعودية والإمارات على تطورات السودان، قبل أن تعلنا تأييدا حذرا لإسقاط "البشير"، الأحد، وتقديم وعود غامضة بمساعدة البلاد التي تغرق في الفوضى الاقتصادية.

فلدى الرياض وأبوظبي حساسية إزاء الاضطرابات التي لا يمكن السيطرة عليها مثل تلك التي أغرقت ليبيا في الفوضى عام 2011 وأدت إلى صعود جماعة "الإخوان المسلمون"، "عدوهما اللدود" في مصر، وبدرجة أقل في تونس.

ولم تتردد الدولتان في المشاركة عسكريا في اليمن المجاور عندما حادت المرحلة الانتقالية عن مسارها وسمحت للحوثيين، الذين يعتبرون مقربين من إيران، بالسيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

مصالح حيوية

وفي هذا الإطار، قالت المحللة بالمجموعة "إليزابيث ديكنسون": "في السنوات الأخيرة، أصبح السودان أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لدول الخليج" مشيرة إلى أن "سقوط البشير مثل لحظة محورية لها"، وفقا لما أوردته وكالة "فرانس برس".

وأضافت أن السودان يؤثر في العديد من المصالح الحيوية لدول الخليج، إذ طالما كان حليفا رئيسيا للسعودية ضد النفوذ الإيراني في القرن الأفريقي، حيث أرسلت الخرطوم قوات لدعم التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في حرب اليمن.

وتابعت "ديكنسون" أن السودان يعتبر "لاعبا حاسما في نزاع بين إثيوبيا ومصر حول استخدام مياه النيل كما يمكنه أن يشكل عنصرا محوريا في الأمن الغذائي المستقبلي بالنسبة للخليج".

ولفتت المحللة بمجموعة الأزمات الدولية إلى أن "أحد أهداف دول الخليج هو التمسك باستقرار السودان، أي الحفاظ على مؤسسات الدولة أثناء تنفيذ الإصلاحات وعملية الانتقال".

وأشارت إلى أن دول الخليج ليست في عام 2011 عندما كانت حساسة بشكل تام حيال أي عملية انتقال، مضيفة: "بالنظر الى هشاشة المنطقة بأكملها (...) فإن مرحلة انتقالية تحت السيطرة قد تكون أفضل السبل للمضي قدما".

مخاوف التمرد

ويرى الباحث بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية "كريم بيطار" أن هذا الموقف يشي بأن "السعودية والإمارات تقاومان بطبيعتها أي حركة تمرد شعبية"، مضيفا: "إنها قوى تفضل الإبقاء على الوضع الراهن، وتخشى اتساع أي حركة احتجاج وطني، وأن يكون هناك انتقال للعدوى".

وتوقع "بيطار" أن "تبذل السعودية والإمارات قصارى جهدها لضمان استمرارية عملية الانتقال، ما يعني أن يبقى السودان تحت سيطرة الجيش".

وفي السياق، يرى الباحث بمركز الخليج للأبحاث "مصطفى العاني" أن "دول الخليج لا تريد انتقالا عنيفا للسلطة، ولا تريد مأساة أخرى كما حدث في ليبيا أو سوريا أو العراق"، مشيرا إلى أن "السبيل الوحيد لذلك هو الانتقال السلمي للسلطة".

واعتبر "العاني" أن الرياض وأبو ظبي "توصلتا إلى استنتاج مفاده أن التغيير أصبح حتميا في السودان كما في الجزائر طالما بقيت العملية تحت سيطرة الجيش".

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية