انتقاد المشاهير لزيادتهم في الوزن يضر بالنساء العاديات أيضا

الثلاثاء 16 أبريل 2019 04:04 ص

من المحتمل أن تكون قد رأيت عناوين الصحف وهي تصرخ بأن نجمك المفضل زاد بضع كيلوجرامات وأصبح أسمن من المعتاد، ومهما بدت الممثلة رشيقة ونحيفة، فإنها فور جني بعض الوزن لن تكون محصنة من التعرض لموجات من انتقاد "عار السمنة".

ومؤخرا، أظهرت الأبحاث أن الاتجاه يمكن أن يكون له تأثير هائل ومتزايد، ما يجعل غير المشهورين يشعرون بالسوء تجاه أجسادهم، أيضًا.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة التي نشرها موقع "ويب إم دي"، "أماندا رافاري": إن "التغاضي عن عار السمنة بات أمر مقبول اجتماعيًا، ومن الشائع جدًا. إننا لا نعرف مدى انتشاره ولا أحد يضرب رمشًا حتى في التفكير في مدى فظاعة ذلك للشخص الضحية الذي يتلقى الانتقادات".

وتضيف: "العواقب تؤثر على أكثر من مجرد الشخص الذي يتلقى انتقادات عار السمنة".

وعند سماعها بأن صديق النجمة المشهورة "كورتني كارداشيان" يريدها أن تفقد وزن إنجاب طفلها بشكل أسرع، قد تعتقد أنه أمر مروع وأنك لا توافق عليه، لكن التعرض المستمر لهذه الانتقادات قد يغير ما يسمى بـ"الانحياز الضمني" لدى الجماهير، ما يجعلك تشعر أكثر سلبا تجاه القضايا المتعلقة بالوزن.

وتوضح "جينيفر بارتز"، أستاذة الدراسات العليا لعلم النفس في جامعة ماكجيل، أن المواقف الضمنية يمكن أن تؤثر عليك حتى عندما لا تعتقد أنها كذلك.

وأوضحت: "من المعتقد عمومًا أن المواقف الضمنية تتراكم على مدى الحياة. نتلقى باستمرار رسائل تفيد بأن أمور معينة جيدة وأخرى سيئة، وكلما سمعناها زادت قوة الارتباط لدينا وتصديقنا لهذه الصورة".

يأتي هذا مع ما يقرب من ثلاثة أرباع الأمريكيين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وفقًا لأحدث المعلومات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ونظرت الدراسة في حالات معينة من المشاهير الذين يتعرضون لانتقادات تشين وزنهم، وكيف أثر ذلك على مواقف النساء حول الوزن الصحي.

ووجدت الدراسة أنه عندما شعر الناس بالعار بسبب وزنهم، ارتفعت المواقف السلبية الضمنية المرتبطة بالوزن.

واستخدم الباحثون البيانات التي تم جمعها من أكثر من 93000 امرأة، معظمهن من أمريكا الشمالية، بين عامي 2004 و2015.

ووجد الباحثون أن التحيز الضمني للوزن ارتفع خلال تلك الفترة أيضا في المجمل.

وتقول "بارتز" "رغم وجود مناقشات في المجتمع ككل حول الأشخاص الذين يفقدون الوزن للحفاظ على صحتهم، فإن أهداف المشاهير لم تكن بسبب خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية"، وأشارت إلى أن معظمهم سيظلون يعتبرون الوزن الطبيعي من قبل المتخصصين في المجال الصحي أكثر من اللازم.

مضيفة أن هذا التحيز قد يستمر دائمًا لأن الوزن يعتبر شيئًا يمكن للناس السيطرة عليه.

بدورها، تقول العالمة النفسية "جودي مالينوفسكي" من "أسينشن هيلث" في نوفي بولاية ميشيغان، إن "عار  السمنة ليس حافزا جيدا أبدا".

وتتابع: "الحكم على النساء من حيث حجمهن بدلا من أن يكون إنسانا صالحا هو أمر مدمر للغاية".

وتضيف في التقرير ذاته: "نقول أشياء لأنفسنا مثل، لقد كنت جيدًا حقًا اليوم لأنني تناولت سلطة على الغداء، أو كنت سيئًا لأنني تناولت قطعة من الشوكولاتة"، مستنكرة: "هذه الكعكة السيئة وتلك الأطعمة الضارة تصبح عيبًا في الشخصية كأنها سمة قبيحة في الشخص".

وأضافت أن الناس غالبًا ما يكرهون أنفسهم لمقارنتهم بالمشاهير، وقد يفكرون ، "إذا لم تستطع هي أن تكون نحيفة وهي بإمكانها توظيف رئيس الطهاة ومدرب شخصي لها، فكيف يُتوقع مني أن أكون نحيفة؟".

وقد اقترح جميع الخبراء الحد من التعرض للرسائل المشينة للدهون والسمنة، رغم أنهم قالوا إن ذلك قد يكون من الصعب القيام به في عالمنا الحالي الذي تسيطر عليه وسائل التواصل الاجتماعي التي تعج بالصور النمطية والمشكلات.

وتقترح إحدى الخبيرات أنه بدلا من التفكير في الجمال الخارجي وحجم قياس الخصر، ربما يجب التفكير أكثر فيما يشعر به الشخص بداخله.

والسؤال هنا هو: "ماذا تريد حقا؟ أن تكون بصحة جيدة وعافية أم أن تكون رقما محددا؟".

المصدر | WebMD

  كلمات مفتاحية