قال مسؤول رفيع بالخارجية الأمريكية، الثلاثاء، إن واشنطن تدرس حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حال كانت هناك تغييرات ملموسة في قيادة وسياسات البلاد، حسب ما نقلته "رويترز".

وأضاف: "السودان لا يزال على قائمة الدول الراعية للإرهاب.. لكن موقفا جديدا من إزالته من تلك القائمة ممكن، في حال حصلت تغييرات جذرية في القيادة وسياسات الحكومة السودانية".

وأوضح أنه حتى الآن لا يوجد شخص بالمجلس العسكري الانتقالي الحاكم حاليا في السودان عليه عقوبات دولية أو أمريكية.

لكنه استدرك: "في النهاية لا يزال المجلس العسكري الانتقالي قيد التشكيل، ونعتقد أن وجود شخص مدرج اسمه على القائمة ضمن المجلس سيشكل مشاكل".

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الفريق أول "عوض بن عوف"، الذي تولى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي السوداني بعد عزل "البشير"، قبل إعفائه، كان اسمه موجودا على قائمة العقوبات الأمريكية منذ عام 2007 ولا يزال على هذه القائمة حتى الآن.

وأدرجت الولايات المتحدة السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب في عام 1993، الأمر الذي منعه من الحصول على قروض من مؤسسات مالية دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 رفعت الولايات المتحدة بعض القيود التجارية عن السودان.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، أجرت واشنطن مباحثات مع الحكومة السودانية حول حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن المباحثات لم تسفر عن اتخاذ قرارات.

كانت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أوقفت المحادثات المتعلقة بتطبيع العلاقات مع السودان بعد عزل الجيش الرئيس "عمر البشير"، الأسبوع الماضي.

وفي يونيو/حزيران 2018، أعلن السودان عن إلغاء عقود كانت قد أبرمتها شركاته الدفاعية مع دول آسيوية منبوذة، أبرزها كوريا الشمالية؛ وهو ما دفع واشنطن للتعهد بالعمل على دعم جهود الخرطوم لرفعها من قائمة الإرهاب الأمريكية.

وتضرر الاقتصاد في السودان بشدة بفعل التضخم وارتفاع الدين الخارجي وخسارة مكاسب النفط منذ انفصال جنوب السودان عن شماله في عام 2011. وكان ذلك التضرر أحد أبرز أسباب انطلاق الاحتجاجات ضد الحكومة، أواخر 2018، التي كانت منددة بالغلاء، إلى أن تطورت للمطالبة بإسقاط "البشير" ونظامه.

ويقول مسؤولون إن رفع الخرطوم من قائمة واشنطن السوداء سيجعل الممولين الدوليين يفكرون في الاستثمار في السودان،وهو ما قد تكون البلاد في حاجة شديدة له خلال الفترة المقبلة.