مهرجان بيروت الدولي يزخر بأفلام المرأة وبحضور سعودي لافت

الأربعاء 17 أبريل 2019 01:04 م

ينطلق في 22 من الشهر الجاري الدورة الـ18 لمهرجان بيروت الدولي للسينما، المؤجلة من أكتوبر/تشرين الأول 2018، وتستمر حتى 28 أبريل/نيسان الجاري، ويضم برنامجها بعض الأفلام التي فازت بجوائز دولية أو عُرضت في مهرجانات سينمائية، بحضور لافت للأفلام السعودية.

ويتمحور عدد من الأفلام المدرجة ضمن البرنامج، سواء في مسابقتي المهرجان للأفلام الوثائقية والقصيرة، أو في الفئتين الأخريين غير التنافسيتين، على قضايا الساعة في العالم، وخصوصا، في منطقة الشرق الأوسط، ويركزّ أكثر من عمل على قضايا المرأة وسعيها إلى التحرّر من قيود التقاليد.

ويبرز حضور لافت للسينما السعودية، من خلال أفلام تعكس التحوّلات التي تشهدها المملكة.

وتُقام عروض المهرجان هذه السنة في سينما "متروبوليس أمبير صوفيل" في الأشرفيّة ببيروت، ويُعرض في افتتاحه فيلم "Loro 1" وفي اختتامه "Loro 2"، عن حياة "برلسكوني"، من إخراج "باولو سورينتينو" الذي سبق أن نال جائزة "اوسكار" عام 2014.

وإلى فيلمي الافتتاح والاختتام، تشمل فئة "البانوراما الدولية" عشرة أفلام أخرى، بينها "3 faces" للمخرج الإيراني "جعفر بناهي"، الذي يستمر منذ أعوام في تحدّي منعه من تصوير أفلام في بلده.

ويشكّل "3 faces"، الفائز بجائزة السيناريو في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 لمهرجان "كانّ"، تحية للسينما ولفنّ التمثيل في إيران، وللمخرج الراحل "عباس كياروستامي" الذي كان "بناهي" مساعدًا له، وهو قصّة الممثلة الشهيرة "بهناز جعفري" وهي تهبّ لنجدة فتاة ريفية منعتها عائلتها من دراسة التمثيل في طهران.

وعن الصراع بين المرأة والتقاليد، كان محور "Sofia" للمخرجة المغربية "مريم بن مبارك"، وقد حصل الفيلم على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي 2018 في قسم  "نظرة ما"، وعلى جائزة أفضل سيناريو في مهرجان "أنغوليم".

مسابقة الأفلام الوثائقية

وتضم مسابقة الأفلام الوثائقية سبعة أفلام، وسيكون عدد من مخرجي هذه الأفلام حاضرا خلال المهرجان.

وتحضر المرأة في هذه الفئة من خلال فيلم "Colored Dress" المؤلّف من 15 قصة لنساء مستقلات يمثلن شرائح مختلفة من الطبقة المتوسطة في المجتمع المصري.

ويضمّ الفيلم الذي أخرجه "إيهاب مصطفى"، ممثلات غير محترفات يؤدين شخصياتهن الحقيقية ويظهرن كما في حياتهن العادية، لكنه ليس وثائقيًا بل ينتمي لنوعية الـ"ديكودراما" التي تخلط بين الحقيقة والخيال الدرامي.

وضمن المسابقة أيضا فيلم "Facing Death with wirecutter" للمخرج الكردي – العراقي "سروار عبدالله"، وهو فاز بجوائز في خمس مهرجانات، بينها جائزة "الخنجر الذهبي" في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة بمهرجان مسقط السينمائي الدولي. 

وفي وثائقي بعنوان "Not another War Movie"، تروي المخرجة اللبنانية "ستيفاني كوسا" قصة طالبة تدرس الإخراج السينمائي، تعدّ وثائقيا عن كيفية تعامل الشباب اللبناني مع إرث الحرب اللبنانية، من خلال شخصيتين متعارضتين سياسيا.

ويحكي الفيلم السويدي اللبناني "No Man's Island"  للمخرجة "كريستال الصياح" قصة رجل لبناني هاجر إلى السويد عندما كان في السابعة عشرة من عمره، حاملا معه ثقافته، فبات تائهاً، غير مدرك انتماءه أو هويته، ويشعر بأنه يعيش بين عالَمين، اللبناني والسويدي.

وفي برنامج مسابقة الأفلام الوثائقية أيضا، فيلم "البيانيست" "El Pianist in the Time of Sahwa"  للمخرج السعودي "حسن سعيد"، عن سيرة عازف البيانو السعودي الموهوب "علي البوري" ووفاته عام 2016 عن عمر 37 عاما، بعد صراع مع سرطان الدماغ، قبل عامين من انطلاق الإصلاحات الاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية في مجال السماح بالموسيقى والفنون.

الأفلام القصيرة بحضور خليجي

ويخوض فيلم سعودي آخر هو "وسطي"، للمخرج "علي الكلثمي"، المنافسة على جائزة مسابقة الأفلام القصيرة التي تضمّ 15 فيلما.

ويحاول الفيلم إظهار الجانب المختلف للهجوم الذي شنّه عدد من المتطرفين قبل نحو عشرة أعوام، على عرض لمسرحية "وسطي بلا وسطية".

وتحضر السينما الخليجية أيضا من خلال "Whip Round" للممثل والمخرج الإماراتي الكندي "فيصل الجادر"، ويتناول قصة رجل يحاول سرقة مديره السابق في ظلمة الليل، فيتفاجأ برفقة غير متوقعة.

أما فيلم "وضوء" للمخرج الكويتي "عمر الدخيل"، فقصة عن والد يكتشف ميول ابنه الجنسية، فتتخبط علاقتهما في صراع بين الدين والواجب والذات.

وفي "0-1" للمصرية "ندى الأزهري"، قصة مراهقة خجولة تجد نفسها في موقف محرج، عندما تبعث بالخطأ إلى هاتف والدها رسالة نصية غزلية موجهة لشاب تحبه، فتبذل قصارى جهدها لمحو الرسالة قبل أن تنتهي المباراة التي يشاهدها والدها ويتفقّد هاتفه.

ويدور فيلم "حلم"، للبحرينية "غدير محمد"، عن صديقتين تتشاركان الأحلام نفسها.

وفي "آية" للتونسية "مفيدة فضيلة"، قصة فتاة صغيرة ذكية تعيش مع والديها السلفيّين، وذات يوم يزلزل حدث مفاجئ حياة هذه الأسرة. 

أما "جزيرة التوت" للمصري "خالد منصور"، فيتناول قصة فتى من الريف يحاول أن يقوم برحلة لملاقاة روح والدته الراحلة التي كانت قد أخبرته أنّ أرواح الموتى تنتقل إلى الأعالي لترتاح على القمر.

وفي البرنامج كذلك فيلمان تركيان، أحدهما "Guards" للمخرجة "بينفسا باريفان" عن ثلاثة أطفال يزيديين يعيشون معا في مخيّم للاجئين في تركيا.

والثاني "The All Seeing Blind" للمخرج الشاب "نوري سيهان اوزدوغان"، عن تهريب ممتلكات الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" من الذهب إلى تركيا عبر إخفائها بين القطن. واعتاد العمّال المكفوفون على انتزاع الذهب من القطن، ظنّاً أنهم ينتشلون حجارة وليس ذهبا، لكنّ المهربين لا يعرفون أنّ أحد العمّال يرى.

أما Off The Grid للسورية "ساره حسن"، فيتناول قصة شاب يحمل شهادة جامعية، يعمل في شركة ويعيش تجربة زواج مستقرة، تبدو مثالية، لكنّ أفكارا بدأت تسرح إلى ذهنه وتهمس في أذنه من دون توقف أنّ لبّ الحياة أعمق من هذه القشور.

وتحضر السينما السعودية في هذه الفئة أيضاً من خلال "القَطّ" لـ"فيصل العتيبي"، عن فنّ القَطَ الذي ابتكرته النساء في منطقة عسير في جنوبي السعودية، وهو عبارة عن رسم ونقش على الجدران والأغراض الفاتحة اللون التي تملك رمزية معنوية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية