عندما يسمع الناس عن مكملات غذائية مستخلصة من الأعشاب، فإنهم يظنون فوراً أنها آمنة تماماً، لهذا تتناولها الحوامل دون احتراس، لكن العلماء والأطباء حذروا من ذلك في بحث حديث.
فقد توصلت مراجعة 74 دراسة منشورة إلى أن مجموعة من المنتجات المرتبطة بالأعشاب تزيد من مخاطر مضاعفات الحمل، بما في ذلك الولادة المبكرة والولادة القيصرية.
هذا ليس دليلاً على أن المكملات الغذائية هي السبب، على حد قول الباحث الدكتور "جيمس ماكلاي" من مستشفى رويال أبردين للأطفال في أسكتلندا، لكن المشكلة أن معظم الدراسات على المنتجات العشبية أثناء الحمل ليست كبيرة بما يكفي، أو مصممة بشكل جيد كافي، لتقديم أدلة جيدة، وبالتالي فلا ضمان للسلامة.
المنتجات العشبية شائعة
هذه مشكلة طبعاً بالنظر إلى ما أظهرته الدراسات الاستقصائية، حيث يأخذ ما بين 10% إلى ثلاثة أرباع النساء الحوامل المنتجات العشبية، إما لتخفيف الأعراض أو كمكملات.
ووجدت إحدى الدراسات التي تمت مراجعتها أن النساء اللائي استخدمن زيت اللوز على جلدهن خلال الثلث الأخير من الحمل كن أكثر عرضة مرتين للولادات قبل الأوان، ووجدت دراستان مخاطر مماثلة بين النساء اللائي تناولن حلوى عرق السوس الأسود طوال فترة الحمل (الحلوى هي علاج شعبي للحرقة وغيرها من أعراض الجهاز الهضمي).
نظرت دراسة أخرى في تناول أوراق التوت التي يتم الترويج لها على أنها تحفز المخاض وتقصره، فوجدوا أنها تزيد قابلية الولادة القيصرية.
وجوب استشارة الطبيب
وقال الدكتور "أنتوني سكالي"، أستاذ أمراض النساء والولادة بكلية طب جامعة جورج واشنطن: "إن المشكلة تكمن في أن أيا من هذه الدراسات لم تثبت أن المنتج العشبي بحد ذاته تسبب في مضاعفات الحمل، وقد تكون الظروف الصحية الكامنة أو مشاكل الحمل السبب وراء ذلك".
فهل من الواقعي أن زيت اللوز الموضعي، على سبيل المثال، يتسبب في ولادة مبكرة؟ قال "ماكلاي" إنه لا يستطيع الإجابة على ذلك، لكنه يعتقد أن السبب قد يكون الأحماض الدهنية أو الملوثات في الزيت.
مع ذلك قال الدكتور "سكالي" إن الأدوية العشبية هي أدوية، وتتكون من مواد كيميائية حقيقية وقد يكون لها آثار جانبية مثل أي دواء، وكان من بين الأعراض الأكثر شيوعًا الغثيان والصداع وتغيرات في عادات الأمعاء والدوار بسبب ورق التوت، وجفاف الفم والحرقة والصداع مع الزنجبيل، وردود الفعل الجلدية والصداع مع الحلبة؛ التي يتم تسويقها لتعزيز إنتاج حليب الثدي، لهذا يجب استشارة الطبيب.
