تلغراف: الصراع في ليبيا سيخلق أزمة جيوسياسية عالمية

الخميس 18 أبريل 2019 04:04 ص

طالبت صحيفة "دايلي تلغراف" بوقف الحرب الأهلية في ليبيا التي أشعل فتيلها "خليفة حفتر" قائد قوات شرق ليبيا؛ بشنه هجوم على العاصمة طرابلس، محذرة أنه إذا لم يتم وضع حد لتلك الحرب فإنها سوف تؤدي إلى أزمة جيوسياسية في العالم كله.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الخميس، أن الهجوم الذي تشنه قوات شرق ليبيا للسيطرة على العاصمة طرابلس، أودى بحياة 200 شخص على الأقل حتى الآن.

وأشارت إلى أن قوات "حفتر" تطلق الصواريخ بطريقة عشوائية على الأحياء السكنية بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، ويتواجد بها مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، والتي يفترض أنها مدعومة من الأمم المتحدة.

ولفتت إلى أنه على النقيض مما جرى في عام 2011، عندما أوقفت قوات الناتو تقدم العقيد "القذافي" في بنغازي، لا توجد شهية عامة على الصعيد الدولي لـ"تدخل عسكري" آخر في ليبيا.

ونوهت إلى أن التدخل العسكري الأخير؛ أدى إلى إسقاط النظام وانشقاق ليبيا، وخلق مساحة غير قابلة للخضوع للحكم، والتي شغلها المتطرفون الإسلاميون، والعاملون بمجال الاتجار بالبشر، وأزمة هجرة.

وأوضحت الصحيفة أن قوات "حفتر" تلقت دعما من فرنسا، قبل بدء الهجوم على طرابلس، مشيرة إلى أن "حفتر" قد يكون زار باريس قبيل بدء الزحف على العاصمة، وأجرى هناك سلسلة من الاجتماعات الأمنية السرية مع المسؤولين الأمنيين الفرنسيين، على الرغم من أن هذه الاجتماعات لم يعلن عنها رسميا.

وأضافت أن قوات "حفتر" تتلقى تدريبات على يد خبراء فرنسيين، الأمر الذي يثير قلق إيطاليا، التي تخشى من أن فرنسا تؤدي دورا مزدوجا في ليبيا، وتسعى للإطاحة بحكومة الوفاق الوطني.

وتعتقد روما، وفق الصحيفة، أن عقد مؤتمر للسلام في ليبيا هو فرصة ذهبية لإعادة الاستقرار إلى هذا البلد، وأن تجدد القتال أدى إلى تأجيل عقد المؤتمر، ويعتقد أن توقيت الحملة العسكرية كان الهدف منه إلغاؤه (المؤتمر).

وترى الصحيفة أن الدول الغربية ليست متفقة حول القضية، وأشارت إلى أن موقف فرنسا يثير التساؤل، إذ إن باريس تؤيد في الظاهر حكومة الوفاق الوطني، ولكن المسؤولين في مجلس الأمن يشككون في أنها قادرة على توحيد البلاد، ويعتقدون أنها واجهة للإسلاميين المتطرفين والجماعات الإرهابية.

وقالت الصحيفة البريطانية إن العلاقات بين روما وباريس تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية، أما روسيا فقد عطلت مقترحا بريطانيا في الأمم المتحدة لوقف القتال في ليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن موقف الولايات المتحدة ليس واضحا تماما بشأن ما يجري في ليبيا، إذ تردد المسؤولون في وزارة الخارجية أكثر من مرة في إدانة "حفتر" بالاسم.

ورأت الصحيفة أن هناك ضرورة حتمية لوقف الحرب الأهلية في ليبيا من أجل تحقيق الاستقرار وعدم توقف صادراتها النفطية لتلك الدولة، وإلا فإن هذه الحرب ستؤدي حتما إلى أزمة جيوسياسية في العالم كله.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية