المتقاتلون في طرابلس.. يد تحمل السلاح والأخرى كاميرا

الخميس 18 أبريل 2019 04:04 ص

لم تقف حدة النيران والمواجهات في ليبيا على الأرض حول العاصمة الليبية طرابلس؛ إذ احتدمت على شبكات التواصل الاجتماعي أيضا بين أنصار قوات حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليا، وأنصار قوات شرق ليبيا بقيادة المشير "خليفة حفتر".

وفي ظل احتدام المعارك وقلة الأخبار الموثوقة، فإن "فيسبوك" هو الوسيلة الأولى للاطلاع على الأخبار بالنسبة للسكان، رغم غياب الضمانات حول صدقية ما ينشر عبره.

وتنافس طرفا الصراع بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي لما يدركانه من أهميتها، إلى الحد الذي وصفه أحدهم بأن بعض المقاتلين يمسكون السلاح بيد وفي اليد الأخرى هاتف لتصوير ما يحدث.

كما اتهم المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق "محمد قنونو" الأسبوع الماضي أنصار "حفتر" بـ"التسلل الى بعض المناطق والتقاط صور ثم الانسحاب"، ليعلنوا لاحقا السيطرة على موقع عسكري أو حي.

ويحاول بذلك الطرفان ضرب مصداقية الطرف الآخر أو معنوياته.

واضطر قائد طائرة مقاتلة أمريكي هذا الأسبوع إلى نشر فيديو يمسك فيه صحيفة محلية تحمل تاريخ صدورها لنفي وجوده في ليبيا.

وجاء ذلك بعدما جرى تداول صورة له في طائرة مقاتلة ليبية لعدة أيام من قبل أنصار "حفتر" لاتهام قوات حكومة الوفاق باللجوء لخدمات "مرتزقة لقصف ليبيين".

ووصل الأمر إلى حد استخدام المتحدث باسم قوات "حفتر" العقيد "أحمد المسماري" هذه الصورة التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في مؤتمراته الصحفية.

واعترف المحلل الليبي "عماد بادي" بأن هناك "موجة تضليل إعلامي تروج عبر الشبكات الاجتماعية، لكن السبب أيضا يكمن في أن كل طرف استثمر الكثير للتأثير على وسائل الإعلام لتعتمد الرواية التي تناسبه".

ورأى أن ذلك يجعل من شبه المستحيل تمييز الخبر الصحيح من الكاذب.

وراجت عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي 3 أشرطة فيديو في الوقت نفسه ومن المكان نفسه من الجبهة، لكن مع روايات مختلفة تماما.

ففي الشريط الأول هناك مشهد لا يكاد يُصدق؛ حيث يظهر مقاتلون من الجانبين وهم يتوقفون فجأة عن التقاتل ويتعانقون وسط هتافات "ليبيا واحدة".

ويصور الشريطان الآخران مقاتلي الطرف الآخر وهم يسلمون أسلحتهم ويستسلمون.

لكن الأسلحة تغلبت على النوايا الحسنة حيث لم تستمر لقطة العناق إلا لبضع دقائق، وتبقى ملابساتها غير مفهومة.

ومع ذلك يعلق أحد مستخدمي الإنترنت: "أيا كانت الرواية الحقيقية للوقائع، انتصرت ليبيا الموحدة على الأقل لبضع دقائق".

ورغم نيران القصف الإعلامي التي تملأ شبكات التواصل الاجتماعي؛ فإن شبابا ليبيين نجحوا في استخدامها بشكل جيد لمصلحة السكان بعيدا عن الحرب الدائرة أرضا وفضاءً.

فقد أسست مجموعة من الشبان الليبيين في 2016 موقع "المسار الآمن" (سايف باث) الذي يضم اليوم 162 الف عضو في "فيسبوك".

ويتيح الموقع خلال المعارك الحصول على فكرة عن الطرق التي يتعين تفاديها أو المغلقة أمام حركة المرور بسبب المعارك.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية