اعتبرت صحيفة "الغارديان" فيتو الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب" ضد قرار الكونغرس القاضي بوقف كافة أشكال الدعم العسكري للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، "انتهاك مخز للسلطة الرئاسية".
وقال "سايمون تيسدال" في مقاله بالصحيفة البريطانية، الخميس، أن "سواء كان الفيتو، (الثاني لترامب) منذ وصوله إلى البيت الأبيض، متوقعا أم لا، فهو مثير للسخط لأنه سيطيل من معاناة ملايين المدنيين اليمنيين، ضحايا الحرب بالوكالة التي تقودها الرياض ضد إيران وحلفائها الحوثيين".
وأضاف أن "عجرفة ترامب غير المبالية تهدد الولايات المتحدة نفسها. وهذا دليل إضافي أن الدستور باعتباره الحكم والموازن والمراقب لا يعمل وأن هذا الرئيس (....) لا يزال خطيرا وخارج عن السيطرة".
والأربعاء، أعلن "ترامب" استخدامه حق النقض "الفيتو"، ضد قانون للكونغرس، يوقف دعم الولايات المتحدة، إلى تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، قائلا إن "قانون الكونغرس يعرض أرواح مواطنين أمريكيين وجنودا شجعانا للخطر، في الوقت الحالي وفي المستقبل".
ورأى الكاتب أن مبررات "ترامب" لاستخدام الفيتو "تتراوح من الزيف إلى السخرية"، حيث زعم أن استخدام الفيتو يحمي المواطنين الأمريكيين، مع أنه نفى تقديم الدعم العسكري المباشر للسعوديين وزعم أن لا قوات نظامية أمريكية في اليمن.
ويناقش الكاتب المبرر الثاني لـ"ترامب"، وهو اعتبار قرار الكونغرس غير ضروري ومحاولة خطيرة لإضعاف سلطات الرئيس الدستورية، حيث يرد "تيسدال" بأن فيتو "ترامب" هو الذي يصل لمستوى تحدي وانتهاك قانون صلاحية الحرب الذي أقره الكونغرس عام 1973، ويحد من سلطة الرئيس لإعلان الحرب بدون العودة للكونغرس.
ويشير إلى أن "هذا أمر غير مسبوق، حيث تم نقل صلاحية الإعلان عن الحرب من مجلسي النواب والشيوخ إلى مكتب الرئيس. وبدلا من حماية حقوق الرئيس وصلاحياته يقوم ترامب بانتهاكها".
ويعتقد أن "ترامب" كانت لديه الفرصة لأن يعمل الصواب، حسبما قال النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا؛ "رون خانا"، والذي دعم قرار اليمن. وبدلا من ذلك فشل ترامب في الالتزام بمبادئ الدستور".
وتساءل الكاتب: "كيف وصلت الولايات المتحدة للحال الذي أصبح فيه رجلا جاهلا، لا مسؤولا وفاسدا قائدا أعلى للقوات المسلحة؟ ويضرب ترامب عرض الحائط بمنابر الشعب".
ويرى "تسيدال" أن العلاقة بين "ترامب" وولي العهد السعودي؛ "محمد بن سلمان"، هي "أكبر من جريمة اليمن المستمرة"، مشيرا إلى أن هذه العلاقة بدأت ما بين 2016- 2017، ولوجود شكوك في ضخ مواطنين في الشرق الأوسط المال إلى لجنة تنصيب "ترامب".
ويحقق الفندق الذي يملكه "ترامب" في واشنطن أرباحا عالية من السعوديين الذين يحجزون فيه، وفق الكاتب، الذي لفت إلى أن "العلاقة ازدهرت عندما اتبع ترامب الرواية الإسرائيلية-السعودية أن إيران وليست روسيا هي التهديد الدولي الأول".
فلسطين بين ترامب والرياض
ولفت الكاتب إلى أن العلاقة تتجاوز اليمن، فقد "وجد ترامب والسعوديون منذ ذلك الوقت قضية مشتركة، ليس إيران فقط، ولكن كل ما يرتبط بها في اليمن وسوريا وفلسطين".
ويتابع "فخطة ترامب التي أعدها زوج ابنته جاريد كوشنر والتي طال انتظارها تقوم على رؤية ضخ استثمارات مالية ضخمة من السعوديين والدول العربية الثرية لشراء رضا الفلسطينيين وموافقتهم للتخلي عن مناطق واسعة من الضفة الغربية وحلمهم في دولة مستقلة قابلة للحياة".
ويقول الكاتب إن "محور ترامب- السعودية- إسرائيل يمتد لتزويد الرياض بالتكنولوجيا، والذي يسمح لها نظريا بالحصول على السلاح النووي لمواجهة إيران".
وفي فبراير/شباط أشار تقرير للديمقراطيين إلى أن أقارب "ترامب"، والمسؤولين البارزين، ورجال الأعمال المحسوبين على الإدارة، بحثوا سرا عن إمكانية تحقيق مليارات الدولارات دون الرجوع للكونغرس، عبر إمكانية بيع التكنولوجيا الحساسة للسعوديين.
أسوأ رئيس أمريكي
واعتبر الكاتب أن "ترامب هو أسوأ رئيس أمريكي"، مستشهدا بعدة مواقف، منها أنه وعبر علاقاته مع السعوديين، أصبح معتذرا نيابة عنهم في جريمة مقتل الصحفي السعودي؛ "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده، كما تجاهل سجل انتهاكاتهم لحقوق الإنسان بما فيها تعذيب وتهديد الناشطات المطالبات بحقوق المرأة.
وأضاف "وأكثر من هذا، فاعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان كان هدية وقحة لصديقه بنيامين نتنياهو، قبل الانتخابات، ومزق في الوقت نفسه الأعراف الدولية التي جسدتها قرارات الأمم المتحدة".
وخلص إلى أن "كل هذا جعل من ترامب محتقرا ومخربا للقانون الدولي وبطريقة خطيرة. ويؤكد فيتو اليمن الذي استخدمه ترامب كل هذا".
واختتم "علينا مواجهة هذا، فهو أسوأ رئيس أمريكي يقوده السعوديون بحبل من عنقه، وأفسده الغرور والجشع، ولهذا فهو تهديد للعالم ولبلده، وأصبح مارقا"، متسائلا "فمتى تقوم أمريكا بإخضاعه وتركيعه؟"
