تشهد حرية الصحافة تراجعا ملحوظا حول العالم عامة، وفي الدول العربية بشكل خاص، وفق التقرير السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، والذي نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء.
وحذرت المنظمة في تقريرها لعام 2019 من أن "الكراهية للصحفيين تحولت إلى عنف"، حيث قالت رئيسة فريق الاتصال بالمنظمة؛ "سيلفي أرينس-أوربانيك": "بصفة عامة يمكن القول إن مناخ عمل الصحفيين عرف تدهوراً في جميع أنحاء العالم".
وأضافت "نحن نتحدث الآن عن مناخ الخوف. الملفت للنظر بشكل خاص هو التحريض اللفظي المتزايد ضد الصحفيين، وهي ظاهرة عالمية، ولكنها ازدادت بشكل خاص في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".
وذكر تقرير مراسلون بلا حدود أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال هي المنطقة الأصعب والأخطر على سلامة الصحفيين في العالم، لافتا إلى أن ممارسة العمل الصحفي لا تزال خطيرة للغاية في بلدان مثل سوريا واليمن وليبيا، كما يئن الإعلاميون أيضا تحت وطأة الاعتقالات التعسفية وعقوبات السجن في كل من السعودية ومصر والبحرين دون أن توجَّه لهم تهم رسمية يحاكمون بها.
تونس تتصدر وخاشقجي يخفض ترتيب السعودية
وفيما احتلت النرويج المرتبة الأولى، عالميا، في قائمة "مراسلون بلاد حدود" لحرية الصحافة لعام 2019، تصدرت تونس القائمة عربيا باحتلالها المرتبة (72)، بفارق 100 مرتبة عن السعودية التي جاءت رقم (172)، فيما تذيلت السودان القائمة عربيا في المرتبة (175) من أصل 180 دولة شملهم التقرير.
واحتلت موريتانيا المرتبة الثانية عربيا بترتيب (94) في القائمة، تلتها لبنان (101)، الكويت (108)، قطر (128)، الأردن (130)، عمان (132)، الإمارات (133)، المغرب (135)، فلسطين (137)، الجزائر (141)، العراق (156)، ليبيا (162)، مصر (163)، الصومال (164)، البحرين (167)، اليمن (168)، السعودية (172)، جيبوتي (173)، سوريا (174)، السودان (175).
أما فيما يتعلق بمؤشر عمليات القمع بحق الصحفيين، فقد جاءت سوريا الأعلى عالميا وعربيا بنسبة 81.46%، تلتها اليمن، عربيا، بنسبة 69.35%، فالبحرين بنسبة 65.62، ثم السعودية بنسبة 65.53، فمصر بنسبة 62.75، بينما سجلت الأردن ولبنان وقطر وعمان 0% في مؤشر القمع.
ووفق "دويتش فيله" فقد تسبب جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، في قنصلية بلاده بإسطنبول، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالسعودية 3 مراتب في قائمة حرية الصحافة هذا العام، مقارنة بالعام الماضي.
ولكن السعودية ليست وحدها في ذلك، فقد سجلت موريتانيا أعلى معدل تراجع بين الدول العربية، بـ22 مرتبة عن 2018، فيما قفزت تونس 25 مرتبة مقارنة بموقعها من القائمة العام الماضي.
وتراجعت كل من البحرين واليمن ولبنان والسودان مرتبة واحدة، فيما تراجعت مصر مرتبتين، أما قطر والكويت وفلسطين، فقد تراجعوا 3 مراتب مثل السعودية، بينما تراجعت عمان والإمارات والجزائر 5 مراتب، مقارنة بـ2018.
في الوقت ذاته تقدم الأردن مرتبتين، وسوريا 3، والعراق والصومال 4، بينما بقيت كل من جيبوتي وليبيا والمغرب في ذات المراتب التي احتلوها في قائمة 2018.
وتجري "مراسلون بلا حدود" تقييما سنويا في كل بلد لتعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها وبيئتها والرقابة الذاتية والإطار القانوني والشفافية ونوعية البنى التحتية التي تدعم إنتاج الأخبار.
