استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تحرّكات الثورة المضادة

السبت 20 أبريل 2019 06:04 ص

تحرّكات الثورة المضادة

الثورة المضادة مستعدة لحرق الأرض والبشر لوقف حمّى التغيير التي تطالب بها شعوب المنطقة!

المنطقة تنتظر جولة تحركات وأحداث ساخنة لوقف قطار التغيير المنطلق منذ 8 أعوام ويرفض الاستسلام للثورة المضادّة.

تستشعر مراكز الثورة المضادة بالرياض وأبوظبي الخطر القادم من أفريقيا وتسعى لوقف مد شعبي يطالب بالحرية والكرامة والعدالة والسلام.

*     *     *

علّقت الخارجية المصرية، في بيان رسمي، على الانتفاضة السودانية، بالقول إن مصر تدعم "خيارات الشعب السوداني الشقيق، وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة الهامة، استناداً إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان وقراره الوطني".

وقريب منذ هذا البيان، خرجت تصريحات إماراتية وسعودية تؤكد على دعم الشعب السوداني في طلبه الحرية والأمن والرخاء، وذلك بعد صمت دام أكثر من أربعة شهور منذ بدء انتفاضة ديسمبر، بدا فيها أن الدول الثلاث تدعم بقاء الرئيس عمر البشير في السلطة، وتوظيفه لمصالحهم الإقليمية.

وبعد انقلاب "11 إبريل" الذي أزاح البشير، وانتقلت السلطة فيه إلى مجلس عسكري انتقالي، بدأت مواقف "حلف الأشرار" تتكشّف إلى الدرجة التي لا يُستبعد فيها أن الانقلاب على البشير تم طبخه في عواصم الثورة المضادة.

فقد تحرّكت هذه البلدان بسرعة، لاحتواء الثورة السودانية الوليدة عبر العسكر، من خلال تقديم الدعم السياسي والاقتصادي واللوجيستي للمجلس الانتقالي.

كما أرسلت وفودٌ رفيعة المستوى من البلدان الثلاثة إلى العاصمة الخرطوم، للقاء مع قادة الانقلاب، من أجل تقديم الدعم لهم، خصوصا أن كثيرين منهم يرتبط بعلاقات وثيقة مع أبوظبي والرياض والقاهرة.

في الوقت نفسه، لم يصدر حتى الآن بيان أو موقف رسمي من حلف الثورة المضادة حول انتفاضة فبراير في الجزائر. وتتحسّب العواصم الثلاث لما قد يسفر عنه الحراك الجزائري الراهن، والذي يبدو واعياً بجرائم الثورة المضادة، من آمال حقيقية للتغيير، قد تمثل نموذجاً يحتذى به في منطقة شمال أفريقيا.

لكن التحركات لإجهاض هذا الحراك جاءت من خارج الجزائر، وتحديداً من ليبيا المجاورة، فما هي إلا أيام قليلة بعد تقديم الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، استقالته وخروجه من السلطة، حتى تحرّكت مليشيات أمير ومجرم الحرب، خليفة حفتر، من أجل الاستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بتنسيق ودعم سعودي - إماراتي - مصري - فرنسي، لم يعد هناك مجال لإخفائه.

حيث تتحسّب هذه البلدان لقيام ديمقراطية حقيقية في الجزائر، بما يمثل تهديداً وجودياً لنفوذها ومصالحها في شمال أفريقيا. وقد عرقلت هذه البلدان كل المحاولات التي كان يسعى إليها مبعوث الأمم المتحدة، غسّان سلامة، من أجل التوصل إلى حل سياسي، من خلال انتخابات تشريعية تمثل فيها كل الأطراف الليبية.

يتزامن ذلك مع وصول طائرات إماراتية إلى بنغازي، يُعتقد أنها تحمل أسلحة ومعدات استخباراتية، من أجل مساندة حفتر في حربه اليائسة ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

كذلك يبدو التورط الفرنسي في دعم حفتر واضحاً، أكدته شواهد كثيرة تحدّث عنها مقال سابق لكاتب هذه السطور، جديدها احتجاز السلطات التونسية وتوقيفها دبلوماسيين فرنسيين قادمين من ليبيا، وفي حوزتهم أسلحة ومعدات استخباراتية، يُعتقد أنهم كانوا في مهمة سريةٍ لمساعدة قوات حفتر لاقتحام العاصمة الليبية.

تستشعر مراكز الثورة المضادة وقياداتها في كل من الرياض وأبوظبي الخطر القادم من أفريقيا باتجاهها، وباتجاه حلفائها في مصر والسودان وليبيا. وهي تسعى الآن، بكل قوة، من أجل وقف هذا الخطر الشعبي الذي يطالب بالحرية والكرامة والعدالة والسلام.

وهي على استعدادٍ لأن تحرق الأرض والبشر من أجل وقف حمّى التغيير التي تطالب بها شعوب المنطقة، حتى لا تصل إليها. لذا فهي تتحرّك الآن من أجل تثبيت أمراء الحرب وقياداتها في مصر والسودان وليبيا واليمن، وفي كل بقعةٍ تنادي بالتحرّر من الاستبداد والعبودية.

لذا المنطقة مقبلة، خلال الشهور المقبلة، على جولة جديدة ساخنة من التحرّكات والأحداث، من أجل وقف قطار التغيير الذي انطلق قبل ثمانية أعوام، ويرفض التوقف والاستسلام لرغبات الثورة المضادّة.

* د. خليل العناني أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدوحة للدراسات العليا

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية