إسرائيل تخطط لبناء حي سكني فوق مقبرة عثمانية في يافا

الأحد 21 أبريل 2019 11:04 ص

بلدية تل أبيب بدأت تدفع قدماً بمخطط بناء فوق قبور إسلامية في يافا، رغم معارضة السكان هناك.

البلدية تريد إقامة حي سكني للمشردين في منطقة فيها قبور من العهد العثماني.

في الأسبوع الماضي بدأ العمل في المكان، ولكن في أعقاب التماس قدمه المجلس الإسلامي أمرت المحكمة العليا بالتجميد بصورة مؤقتة.

في البلدية يقولون إنهم يعملون بصورة قانونية من خلال الاهتمام بمشاعر السكان، ولكن في المجلس الإسلامي يعارضون هذا النشاط وأوضحوا أنهم ينوون مواصلة الاحتجاج ضده.

قبل سنة تقريباً كان في المكان مبنى قديم من العهد العثماني استخدم كسكن للمشردين، البلدية قررت هدم المبنى في شارع اليزابيث بيرغنر بهدف بناء مبنى من 3 طوابق يضم شققاً سكنية مخصصة للمشردين وطابقاً للمحلات التجارية، لكنه بعد هدم المبنى اكتشف في المكان أكثر من 30 قبراً فيها عظام بشرية.

وحسب تقديرات ترتكز على طبيعة الدفن ومعطيات تاريخية أخرى، فإن الحديث يدور عن مقبرة إسلامية من العهد العثماني.

وجود بقايا العظام أدى إلى وقف أعمال الهدم بشكل فوري، ودخل إلى الموقع رجال سلطة الآثار الذين كشفوا القبور وحفروا فيها.

عشرات السكان من يافا، عدد منهم من أعضاء المجلس الإسلامي، احتجوا على البناء ودخلوا إلى الموقع واكتشفوا لدهشتهم "صورة قاسية ومخيفة"، حسب تعبيرهم.

وحسب أقوالهم، كانت هناك عشرات القبور المفتوحة، وعدد منها ضم هياكل عظمية كاملة لبشر بالغين وأطفال، حولهم كان عشرات صناديق من الكرتون والدلاء التي احتوت على عظام وجماجم بشرية تنتشر في المكان ومعدة للإخلاء من أجل دفنها في موقع آخر كما هو دارج.

عشرات السكان بدأوا منذ ذلك الحين في دفن -بصورة ذاتية- العظام في القبور التي أخرجت منها وتحديد مكانها.

بعد ذلك وخلال أسبوعين عمل رجال المجلس الإسلامي في الموقع، وقاموا بوضع الإسمنت وبنوا شواهد لهذه القبور.

في موازاة ذلك بدأ أعضاء اللجنة الإدارية للمجلس التي هدفها تمثيل السكان المسلمين في المدينة والدفاع عن أملاك الوقف والأماكن المقدسة، بإدارة اتصالات مع البلدية حول الأمر.

في السنة الماضية جرى حديث بين البلدية وأعضاء المجلس دون نجاح، في المجلس قالوا إنهم اقترحوا تسوية بحسبها المبنى سيقام فوق سطح الأرض والقبور لا تتضرر.

لكن البلدية رفضت ذلك، حسب قولهم. مصدر رفيع المستوى في البلدية قال للصحيفة إنهم يعملون حسب القانون ويحاولون عدم المس بمشاعر السكان.

ورغم أنه لم يتم التوصل إلى تفاهمات، فإن البلدية تنوي العمل بحذر بهدف إحداث أقل ضرر ممكن للجثث.

سلطة الآثار لم تحدد بعد الموقع كمقبرة وهي الجهة الوحيدة التي لها صلاحية ذلك.

في سلطة الآثار قالوا رداً على استجواب "هآرتس" حول الموضوع بأن البحث في الموضوع ما زال جارياً.

حسب ادعاء البلدية، قبل أسبوعين أوضحت للمجلس الإسلامي بأن أعمال رسم خريطة للمقبرة ستبدأ قريباً بهدف تشخيص مكان القبور الدقيق، وأشارت إلى أن المبنى سيخطط وفق النتائج.

إضافة إلى ذلك، في البلدية أوضحوا بأن المبنى سيقام في الموقع الحالي وأنهم لا ينوون التنازل عن موقفهم في هذا الشأن.

رئيس المجلس الإسلامي في يافا، "محمد دريعي"، قال إن كل اقتراحات التسوية للبلدية كانت "مهينة": "عندما يقولون لك إن هذا المبنى سيقام على أي حال، عندها لا يوجد الكثير للحديث عنه. لم يحضروا لنا في أي مرة وثيقة مكتوبة فيها اقتراحاتهم من أجل عرضها على أعضاء المجلس، كل شيء شفوي".

قال "دريعي": "أنا على يقين أن الحقائق على الأرض ستثبت في نهاية الأمر إذا كانت حاجة سنخرج إلى التظاهر والتمسك بحقوقنا الديمقراطية، حتى في زمن الاورفزيون"، في الشهر الأخير توجه المجلس الإسلامي مرتين لحكومة تركيا من أجل التدخل في الموضوع.

في الأسبوع الماضي، وبناء على طلب البلدية، حضر رجال شرطة إلى الموقع الذي فيه القبور من أجل البدء بالأعمال، أعضاء المجلس الإسلامي أعدوا مسبقاً لافتات كتب عليها "خولدائي، في مقبرتي"، و"خولدائي ضد المسلمين".

ولكن في النهاية لم تسجل مصادمة بين الطرفين، في المقابل قدم التماس لمحكمة العدل العليا للمطالبة بإصدار أمر مؤقت بتجميد الأعمال، والقاضي "جورج قره" أمر بإصدار أمر مؤقت لا يسمح للبلدية بالعمل في الموقع إلى حين مناقشة الالتماس، كذلك طلب من صندوق تطوير تل أبيب والبلدية وسلطة الآثار تقديم رد للمحكمة حول الموضوع حتى 5 مايو/أيار القادم.

في الالتماس، أكد المجلس الإسلامي بأنه إذا بدأت الأعمال فذلك سيتسبب بضرر شديد للمنطقة: "العمل في المقبرة يضر، ضمن أمور أخرى، قدسيتها ومشاعر المسلمين في القدس وفي البلاد وفي العالم بشكل عام"، كتب الملتمسون: "في بداية الأعمال صدم السكان في يافا من اكتشاف الأعمال التي نفذتها البلدية وسلطة الآثار في المقبرة".

المحامي "رمزي كتيلات" الذي قدم الالتماس قال إن "المخططات المتعلقة بالمقبرة تشكل مساً شديداً ظاهرياً ومتعمداً بالحق الشرعي لاحترام الميت، البلدية وسلطة الآثار عملوا ويعملون من خلال سحق احترام الأموات والمشاعر الدينية الإسلامية بشكل فظ".

البلدية قالت إنه "بعد سنة تقريباً من محاولة الحديث وتقديم اقتراحات من جانبها، تنوي مواصلة أعمال البناء من خلال الحرص بقدر الإمكان على عدم المس بالعظام، وذلك من خلال الاهتمام بمشاعر المسلمين. ويشار إلى أن المبنى المخطط لإقامته في المكان هو ضرورة حيوية سيقدم إجابة لـ80 شخصاً يعيشون في خطر في الشارع ويحتاجون إلى العلاج والرد. هذا بشكل خاص على ضوء أن المبنى القديم الذي كان في الموقع تم هدمه، ومنذ ذلك الحين هناك نقص في الأسرة للمشردين في المدينة".

المصدر | صحف عبرية

  كلمات مفتاحية

مسجد "حسن بيك".. الشاهد الوحيد بحي المنشية في يافا