بتوصية نتنياهو.. السيسي سيكون المرسى المركزي لصفقة القرن

الثلاثاء 23 أبريل 2019 03:04 م

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن دور الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، في حشد دول العالم العربي لتنفيذ "صفقة القرن" الأمريكية.

وكتبت الصحفية الإسرائيلية الخبيرة بالشؤون العربية "سمدار بيري" في افتتاحية الصحيفة، أنه "لا أحد في العالم العربي من الزعماء، رؤساء المخابرات، السفراء أو المبعوثين السريين، يمكنه بعد أن يشكل الصورة الكاملة لما تبدو عليه صفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

ونوهت إلى أن "الخطة لا تزال تبنى، والتفاصيل الأخيرة لم تتحدد بعد، وهي لن تعرض على ما يبدو إلا في بداية يونيو/حزيران، بعد شهر رمضان".

وذكرت الصحيفة أن هناك "تغييرا بات بارزا للعيان منذ الآن؛ السعودية لن تكون الدولة العربية التي ستقود الصفقة في العالم العربي، مثلما خطط ترامب في البداية، بل (صديقي المصري) السيسي، رغم أن الكثيرين في الولايات المتحدة لديهم مشكلة مع الاثنين؛ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والسيسي".

وأشارت إلى أن "الحليف السعودي (بن سلمان)، مرتبط بقتل الصحفي جمال خاشقجي، والاعتقالات وتعذيب معارضي النظام، بينما السيسي في القاهرة أيضا يوجد له سجل إشكالي في حقوق الإنسان، ورغم ذلك فإنه يحظى بالثناء من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واحتل بمعاونته أيضا قلب ترامب"، بحسب الصحيفة.

وأكدت الصحيفة العبرية أن "النظرة الإسرائيلية للسيسي تختلف عن صورته في العالم؛ فعندهم هو ديكتاتور، أما عندنا فهو جار قريب وشريك يحمي معنا سيناء، ويتجول في بلاده آلاف الإسرائيليين، والسيسي ملتزم بألا تسقط شعرة من رؤوسهم".

ونبهت إلى أن "ترامب تنازل منذ الآن للسيسي في موضوع معين، بعد أن شرح السيسي أنه ليس في نيته المواجهة مع إيران، لا في اليمن ولا عبر المقاطعة التي تفرضها الولايات المتحدة على الإيرانيين، كما تلقى السيسي كتاب إعفاء من ترامب، وتحية سلام حارة من طهران".

تجنيد العالم العربي

وبينت أن "الدور المركزي للسيسي، حتى لو لم يعرف كل التفاصيل الكاملة، واضح؛ تجنيد العالم العربي المعتدل لخطة القرن لترامب"، مضيفة: "لقد سبق أن اتخذ خطوة في هذا الاتجاه حين أعلن أن مصر تتمسك بحل الدولتين؛ واحدة لـ(إسرائيل)، وأخرى للفلسطينيين".

و"الحقيقة هي أن السيسي مل من محمود عباس، الذي التقاه في القاهرة مؤخرا، في ظل المشاكل الداخلية التي تضغط عليه أكثر بكثير"، بحسب الصحيفة التي رجحت أنه "يمكن للسيسي أن يجند لترامب الأردن، المغرب، السعودية والإمارات، وأيضا قطر، حيث تبقي على شبكة علاقات على نار هادئة مع مصر، رغم الحظر السعودي".

وأضافت: "يوجد هنا في واقع الأمر صفقة آخذة في التكون من خلف الكواليس؛ فنتنياهو أوصى، وترامب اشترى، والسيسي يتلقى رزمة، ومصر ستقود العالم العربي لصفقة القرن بل ستدعى لتقديم ملاحظاتها قبل أن تنكشف كل تفاصيل الخطة بكاملها".

وفي المقابل "ستحظى مصر بمساعدة اقتصادية مكثفة من إدارة ترامب، ومنذ الآن توجد مؤشرات على أن المساعدة المالية ستبدأ بالضخ قريبا".

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أن "أصابع نتنياهو تنغرس عميقا في الخطة، فلم يعد من الواضح من الذي صاغها، أو على الأقل أجزاء منها"، منوهة إلى أنه "منذ هذه المرحلة المبكرة، فإن المشاورات في كل ما يتعلق بما هو مقبول أو غير مقبول من العالم العربي، وكم هو مركزي دور مصر، ترسل مباشرة من (إسرائيل) إلى البيت الأبيض".

ورغم أن ما بات يعرف بـ"صفقة القرن" لم تعلن بشكل رسمي؛ فإن العديد من تفاصيلها تسربت خلال الشهور الماضية عبر وسائل إعلام عربية وغربية، وعلى لسان أكثر من مسؤول.

وأوضحوا أن هذه الخطة ستكون شاملة، وتتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأمريكية السابقة، وتتناول كل القضايا الكبرى، بما فيها القدس والحدود واللاجئون، وتكون مدعومة بأموال من السعودية ودول خليجية أخرى لصالح الفلسطينيين.

وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني قد كشف عما قال إنها تفاصيل حصل عليها حصرا لمضمون الخطة، تتضمن إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية.

كما تشمل الخطة قيام الدول المانحة بتوفير 10 مليارات دولار لإقامة الدولة التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة، بالإضافة لتأجيل وضع مدينة القدس وموضوع عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة.

وبحسب ما كشفه الموقع فإن الصفقة تشمل المفاوضات النهائية لمحادثات سلام إقليمية بين (إسرائيل) والأقطار العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية