تظاهر آلاف الطلاب الجزائريين وسط العاصمة، الثلاثاء، بمشاركة المناضلة الشهيرة "جميلة بوحيرد"؛ للمطالبة برحيل الحكومة، التي يعتبرونها محسوبة على نظام الرئيس المستقيل "عبدالعزيز بوتفليقة".

شاحنات الشرطة ابتعدت هذه المرة عن مكان التظاهرة، فيما تمركزت على الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان على بعد 500 متر، وكذلك في شارع باستور المحاذي لشارع ديدوش مراد؛ حيث منعت الطلاب من إغلاق الطريق أمام حركة السير، باستخدام المرشات اليدوية للغاز المسيل للدموع.

ورفع الطلاب المتظاهرون شعار "يا احنا يا أنتوا، ارحلي يا حكومة"، كما رددوا شعار "عصابة يا عصابة.. جاء وقت المحاسبة"، مطالبين برحيل الحكومة، ورافضين إجراء الانتخابات في الرابع من يوليو/تموز، وهو التاريخ الذي حدده رئيس الدولة الانتقالي "عبد القادر بن صالح"، والذي يطالب المتظاهرون برحيله كذلك.

وخلال التظاهرات سار الطلاب في شكل منظم حسب اختصاصاتهم؛ فطلاب الهندسة المعمارية وضعوا قبعات بيضاء، فيما وضع زملاؤهم في الهندسة المدنية قبعات صفراء، رافعين لافتة كبيرة كتبوا عليها بالفرنسية "لنبن جزائر جديدة".

أما طلاب الطب والصيدلة فارتدوا مآزرهم البيضاء وساروا تتقدمهم لافتة "الصيادلة ضد هذا النظام المتعفن".

وحضرت "جميلة بوحيرد" (84 عاما) التظاهرة دعما للطلاب، والتي تعد أحد أبرز الرموز الحية لحرب التحرير.

وتوسطت "جميلة" للتفاوض بين الشرطة لعدم استخدام القوة، والمتظاهرين حتى لا يعطلوا حركة المرور.

وجاءت تظاهرة الطلاب غداة سجن 4 رجال أعمال من عائلة "كونيناف" ذات النفوذ الواسع، والمرتبطة بـ"بوتفليقة"، وكذلك رئيس ومدير عام مجموعة سيفيتال "يسعد ربراب"، الذي يعتبر أغنى رجل في الجزائر.

وقبلها، سجن القضاء العسكري اللواء "سعيد باي" القائد السابق للمنطقة العسكرية الثانية.

كما أمر النائب العام العسكري بالقبض على اللواء "حبيب شنتوف" قائد المنطقة العسكرية الأولى.