دعت السلطات الأمنية الإسرائيلية، الأربعاء، كافة السياح من مواطنيها في شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مغادرتها فورا، على خلفية مخاطر تعرضهم لهجمات.

جاء ذلك بعدما دخول 30 ألف سائح إسرائيلي سيناء منذ أيام لقضاء عطلة عيد الفصح والتمتع بسواحل البحر الأحمر رغم تحذيرات أجهزة الأمن بـ(إسرائيل)من تهديدات أطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية" هناك.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، الثلاثاء، عن جهات أمنية تحذيرها لآلاف الإسرائيليين الذين وصلوا إلى سيناء عبر معبر طابا من مغبة البقاء هناك.

وسبق أن حذرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلييين عشرات المرات من زيارة سيناء في الفترة الأخيرة، لكن آلاف السائحين يتجاهلون هذه التحذيرات ويفضلون نزهة رخيصة في السواحل المصرية.

ونقل موقع "واينت" العبري عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير قوله إنه شاهد في سيناء عائلات إسرائيلية مع أطفال وأجداد وأحفاد، مناشدا إياهم الخروج الفوري من "المنطقة الخطيرة التي تهدد حياتهم وذويهم".

وقال المسؤول إن عدة آلاف من ناشطي تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"القاعدة" موجودون في سيناء، التي تشهد عمليات إرهابية في فترات متقاربة، مؤكدا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع وتراقب ما يجري في شبه الجزيرة المصرية عن كثب.

وأضاف: "نحن نعرف المنطقة جيدا وبحوزتنا معلومات استخباراتية دقيقة عما يجري فيها"، مشيرا إلى أن "الإنذار الخاص بسيناء خطير جدا".

وذكر المسؤول الإسرائيلي أن هجوما شهدته منطقة  "عين موسى" قبل أسبوعين، قريبا من قناة السويس ومن مراكز سياحية وفنادق، وهي على ذات المسافة من طابا.

وتابع: "في حال رغب ناشطو القاعدة باستهداف المناطق التي يوجد فيها متنزهون إسرائيليون فإنهم يعرفون كيف يفعلون ذلك".

كما أكد المسؤول الإسرائيلي أن مصر تبذل جهودا كبيرة لمحاربة الإرهاب في سيناء، "لكنها لا تكفي من أجل خفض درجة التهديد الخطير المتربص بالسائحين الإسرائيليين" حسب قوله، لافتا إلى "بقاء خلايا نائمة وناشطين جهاديين يشكلون تهديدا حقيقيا في سيناء، لا سيما أنهم مدربون ومسلحون".

واستطرد: "نحن نعلم جيدا أن تنظيم الدولة الإسلامية يتحدث في أحيان غير قليلة عن السائحين الإسرائيليين في سيناء ويعلمون أنه في عيد الفصح اليهودي يتدفق إلى سيناء عدد كبير منهم، وللأسف هم ينشرون أيضا صورهم في منتديات التواصل الاجتماعي ولذا فهم هدف سهل وكيفما تتجول في سيناء تجد هدفا إسرائيليا".

ولفت المصدر الإسرائيلي إلى أنه بخلاف العام المنصرم لم تقرر إسرائيل إغلاق معبر طابا الحدودي مع مصر بسبب تهديدات خطيرة، موضحا: "ليس سهلا أن تغلق الحدود بسهولة ولكن في حال توفرت معلومات دقيقة أكثر فإن مثل هذه العملية ممكنة".

ورغم ذلك ترجح الجهات الأمنية الإسرائيلية ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين بسيناء من 30 ألفا إلى 40 ألفا عند نهاية العيد، الخميس.

ونقل المعلق العسكري البارز في القناة الإسرائيلية العاشرة "ألون بن دافيد" عن مصدر أمني في (إسرائيل)، الثلاثاء، قوله إن الحالة الأمنية في سيناء تثير قلقا بالغا متناميا لدى جهاز أمنها.

وأوجز المصدر هذه المخاوف بالقول: في الحالة الجيدة ستتحول سيناء إلى لبنان السبعينيات من القرن الماضي وإلى أفغانستان في الحالة السيئة".

يشار إلى أن فندق الهيلتون في طابا، الذي يأمه الإسرائيليون، هو جزء من منظومة فنادق ممتدة من طابا لشرم الشيخ وتبلغ نحو 100 فندق، وسبق أن استهدفه تنظيم "القاعدة" مع شاطئ "رأس الشيطان" المجاور بتفجيرين كبيرين عام 2004.