ذا أتلانتيك: مكالمة ترامب ضوء أخضر لتصعيد أمير الحرب الليبي

الخميس 25 أبريل 2019 06:04 ص

اعتبرت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس؛ "دونالد ترامب"، مع الجنرال الليبي المتقاعد؛ "خليفة حفتر"، يوم الجمعة الماضي، بمثابة "ضوء أخضر أمريكي لأمير الحرب الليبي في هجومه العسكري على العاصمة طرابلس".

وتحت عنوان "أمير حرب يبرز في ليبيا.. وترامب يثني عليه"، وصفت الكاتبة "كاثي غليسنان"، الجنرال الليبي المتقاعد بأنه "أمير حرب اجتاح بلدا ممزقا، وقاتل الحكومة المعترف بها دوليا، ودخل في مأزق بهجومه على العاصمة طرابلس".

وأضافت أن البيانات الغامضة، الصادرة عن البيت الأبيض، ومكالمة "ترامب – حتفر"، تكشف أن الرئيس الأمريكي لا يرى غضاضة في تولي الجنرال المتقاعد الحكم في ليبيا، وهو ما أظهره دائما بإبدائه إعجابا بالحكام الديكتاتوريين في الشرق الأوسط. 

وترى "غليسنان" أن الوضع في ليبيا يشير لفصل جديد في قصة الربيع العربي، الذي انطلق عام 2011، وتحول للعنف أو الديكتاتورية، باستثناء تونس التي حققت ديمقراطية هشة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة دعمت التغيرات الديمقراطية في البداية لكنها رضيت أخيرا بالتعامل مع الحكام الأقوياء، بدلا من الدفع للتغيير الديمقراطي.

ولفتت الكاتبة إلى لغة "ترامب" في مكالمته مع "حفتر"، التي عبر فيها عن تقديره لـ "الدور المهم الذي يلعبه الأخير في محاربة الإرهاب"، وعدم إجرائه مكالمة مماثلة مع رئيس الوزراء بحكومة الوفاق الليبية؛ "فائز السراج".

وذكرت أن "مكافحة الإرهاب" بات العنوان الذي برر دعم الإدارات الأمريكية للحكام غير الديمقراطيين بالمنطقة، لافتة إلى أن شخصيات مثل "حفتر" تحظى بتعاطف من ديمقراطيات غربية، باتت ترى في الحكم المستبد الوسيلة الوحيدة لتحقيق الإستقرار في بلدان المنطقة، واحتواء التطرف، ووقف موجات المهاجرين غير الشرعيين.

التقدير ذاته خلصت إليه وكالة بلومبرغ الأمريكية، رغم تحذير المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، منذ وقت غير بعيد، من الدور الذي بات يلعبه "حفتر" في زعزعة الاستقرار الليبي، ما دفع وزير الخارجية "مايك بومبيو" لحثه على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات.

لكن "حفتر" لم يكن مهتما أبدا بالمفاوضات والحل السياسي، وهو ما أكده "جوناثان واينر"، المبعوث الأمريكي لليبيا في أثناء فترة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، قائلا: "عندما التقيته به في صيف عام 2016، رفض (حفتر) المحادثات مع رئيس الوزراء (السراج) لتوحيد البلاد، وقال إنه يريد غزو ما يكفي من المناطق في البلد، ليدفع بقية المناطق لتعيينه رئيسا بالتزكية".

وأضاف أن "حفتر" تعهد بتخليص ليبيا من "اللحى" و"الإخوان المسلمين" من خلال السجن أو النفي والمقابر، باعتبارها الحل الأنسب، حسب رؤيته.

يذكر أن "أوباما" اعتبر فشل خطة اليوم التالي للتدخل الأمريكي العسكري، الذي ساعد على الإطاحة بنظام "معمر القذافي" في ليبيا، "أكبر ندم في رئاسته"، ولام الأوروبيين لعدم مواصلة المهمة وتحقيق السلام، محملا إياهم جزءا من تداعيات الفوضى في ليبيا وانهيارها نحو العنف والفصائلية وتحول البلاد لمعبر للمهاجرين غير شرعيين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية