قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، الإثنين، إن المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية مستحيلة، مشددا على أن "إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت الضغط الاقتصادي القسري".

وفي كلمته خلال اليوم الثاني للمؤتمر العام لقادة ورؤساء ومدراء قوى الأمن الداخلي، أضاف "سليماني": "أمريكا تريد إجبارنا على الدخول في حوار معها من خلال الضغط علينا اقتصاديا. إن أي مفاوضات بهذه الظروف تعتبر استسلاما لأمريكا وهو ما لن يحصل أبدا"، وفقا لما أوردته وكالة "فارس".

كما نوّه قائد فيلق القدس إلى أنه "لا يُكثرث اليوم بأمريكا وأتباعها في غرب وشرق آسيا"، مضيفا أن "أمريكا واتباعها لجأوا الى تيارات منحرفة ويجب أن يعلموا أن إيران الإسلامية اليوم هي بلد قوي وبلغت مستوى عال في الناحتين العسكرية والأمنية"

وحول كيفية الخروج من أزمة الضغوط الاقتصادية، قال "سليماني" إن تطبيق "اقتصاد المقاومة" الذي يؤكد عليه المرشد الإيراني الأعلى "علي خامنئي" هو الحل لمقاومة الضغوط المفروضة من جانب الولايات المتحدة.

واللافت أن تصريحات قائد فيلق القدس حول استحالة التفاوض مع الولايات المتحدة، تزامنت مع زيارة لوزير الخارجية الإيراني "محمد جواز ظريف" إلى نيويورك، استنتج مراقبون أنها محاولة لفتح باب التفاوض مع أمريكا عبر عدة مؤشرات منها إعلان طهران استعدادها لتبادل السجناء مع واشنطن.

وأعلن الرئيس "دونالد ترامب" انسحابا أمريكيا من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار الماضي، ثم قرر استئناف العقوبات على طهران مرة أخرى، إذا لم تنفذ 12 شرطا وضعتها واشنطن، مؤداها وقف إيران لنشاطاتها النووية وبرامجها الصاروخية، وعدم التدخل في شؤون البلدان المجاورة بالشرق الأوسط.

وانتهى الجدل الأمريكي الإيراني بعودة العقوبات الأمريكية على مرحلتين، الأولى في أغسطس/آب الماضي، والثانية في نوفمبر/تشرين الثاني، واستهدفت الثانية قطاع النقل البحري والنفط، بهدف خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر.

وبعد مباحثات دولية حول عدم قدرة بعض الدول التخلي مباشرة عن النفط الإيراني، ومع تخوفات من تأثر سوق النفط، سمحت واشنطن لـ8 دول باستيراد النفط الإيراني لمدة 6 أشهر، وهو الإعفاء الذي سينتهي بعد يومين، وأعلنت أمريكا هذا الأسبوع أنها لن تمدده.