مبادرة أيمن نور.. مؤيد ورافض ومقاطع ومتبرئ

الاثنين 29 أبريل 2019 09:04 ص

تسببت مبادرة المعارض المصري المقيم بالخارج، زعيم حزب غد الثورة، "أيمن نور"، لدعوة 100 شخصية مصرية في الداخل والخارج؛ لبدء حوار وطني لإنقاذ البلاد، وتشكيل بديل وطني مقبول داخليا وخارجيا لنظام الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، بجدل واسع في الأوساط السياسية المصرية.

ورفضت شخصيات يسارية وعلمانية وتابعة لنظام حكم "مبارك" قبول المبادرة لأسباب عدة بينها وجود جماعة "الإخوان المسلمون" وشرعية الرئيس "محمد مرسي"، فيما لم تعلن شخصيات معارضة عديدة تمت دعوتها قبولها الأمر.

وعلى الجانب الآخر، رفضت شخصيات محسوبة على جماعة "الإخوان المسلمون" تمثيلهم القليل بين المئة شخصية والذي قالوا إنه نحو 3% من الحاضرين، كما رفض آخرون "دعوة شخصيات أيدت الانقلاب العسكري في مهده".

وأعلن أحد قيادات اليسار المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان "جورج إسحاق"، رفضه دعوة "نور"، شكلا وموضوعا، منتقدا بمكالمة هاتفية مع فضائية "العربي"، وضع اسمه بالقائمة، مؤكدا رفضه معظم من ضمتها، ومشددا على أنه لا يعمل مع معارضة بالخارج مشكوك فيها.

ورفض الأكاديمي الليبرالي "حازم حسني"، دعوة "نور"، له معتبرا أنها تناقض رؤيته، متسائلا: "ما هى مخرجات الحوار مع كوادر تنظيمية تتمسك بأن الدكتور مرسي الرئيس الشرعي؟".

وطالب "حسني" "الإخوان" بالتخلي عن فكرة "عودة مرسي"، متهما الجماعة بأن لها "معنى خبيث تريد تثبيته بالأذهان من خلال حديث ما ترى أنه الشرعية، وهو أن حكم الجماعة هو البديل الشرعي لحكم السيسي".

 

ورفض أحد رجال الحزب الوطني بعهد "مبارك"، الأكاديمي "حسام بدراوي"، أيضا دعوة "نور"، له، مؤكدا أنه يتمتع بحرية النقد من الداخل، وقال: "ياليت كل حوار وطني يكون داخل البلاد ولا يستقوي المتحاورون بأي تنظيم أو حكومة تعادي مصر"، في إشارة لتركيا مكان عقد الحوار المحتمل.

ووافق "بدراوي"، الرؤية الكاتب "عمار علي حسن"، بقوله: إنه يختلف مع الحكم الحالي، ويعارضه، من مصر، "مهما كانت القيود والسدود، ووسط تيار مدني لا تشوبه شائبة، ولا يفتح بابا لمن ثرنا عليهم في يناير ويونيو".

 

ودفع رفض "إسحاق" و"حسني"، و"بدراوي"، و"حسن"، الحقوقي "جمال عيد" للرد قائلا: "سئمت لحد القرف من المزايدين على المصريين المعارضين بالخارج".

ولكن رغم دفاع "عيد"، عن معارضة الخارج، لكنه عاد وأكد رفضه التعاون مع جماعة "الإخوان المسلمون"، ومؤيدي النظام، وقال: "لا تحالف مع أنصار الحكم العسكري وأنصار الحكم الديني".

 

وعلى الجانب الآخر، قال القيادي بجماعة الإخوان "بهاء أبورحاب"، إن "نور" دعا كل من ساعدوا "السيسي"، لكن "الإخوان المسلمون" الذين وقفوا أمامه وضحوا بأنفسهم وأموالهم لا يمثلون إلا 3 فقط.

 

وفي نفس السياق، انتقد الرئيس الأسبق للنادي المصري بفيينا "مصطفى التلبي"، ما أسماه بـ"التمثيل غير المنطقي للتيارات السياسية"، مخاطبا "نور"، بقوله: "لقد بخست تمثيل أصحاب الأغلبيات البرلمانية، وبالغت في تمثيل التيارات العلمانية بشكل غير مفهوم ومرفوض".

 

وفي رؤيته أكد رئيس حزب الأصالة، "إيهاب شيحة"، أن "الوضع الحالي يتطلب مبادرة لتجميع القوى السياسية واصطفاف حقيقي للقوى الرافضة لحكم مستبد خرب مصر".

وأوضح أهمية ذلك الاصطفاف في "توقيت تبدو فيه هشاشة النظام بمقابل التحركات الأخيرة ضده، ورفض 3 ملايين مصري للتعديلات الدستورية، حسب استفتائهم، ما يعني أن النظام بأزمة كبيرة"، وفقا لـ"عربي 21".

وقال السياسي المصري: "أي عمل يصب في تجمع المعارضة أنا معه ولكن له ثوابته، والإشكالية في مبادرة نور، مع تقديري لها ولصاحبها أنها أطلقت دون توافق مع أحد، وهناك مدعوون لا أعرفهم ولا أعرف كيفية التواصل معهم لتفعيل الحوار".

وأضاف أن "النتيجة كانت واضحة بتعليق جورج إسحاق بأن من يعارض يأتي للداخل"، مؤكدا أن "هذا الخطاب مقبول من مصطفى بكري، وأحمد موسى، أما من رجل يدعي المعارضة فغير مقبول".

وقال إننا "أمام فكرة صناعة معارضة موالية تتكرر مع كل نظام"، مضيفا: "ولا ننسى الراحل رفعت السعيد المعارض المعين من قبل مبارك"، مؤكدا أنه "يتكرر من معارضين مثل إسحاق ومن معه".

وفي تقديره يرى المتحدث السابق باسم الجمعية الوطنية للتغيير "سمير عليش"، أحد المدعوين للحوار، أنه "يجب أولا وضع مبادئ التوافق بين أطياف المعارضة ثم الجلوس وبحث سبل مواجهة النظام بالطريق الديمقراطي وبالحوار".

وانتقد المختلفين حول الدعوة، معتبرا أنه أسلوب غير حضاري، مضيفا: "لقد جلسنا مع إسرائيليين مع فجاجة وبعد المثال، فكيف لا نجلس مع أبناء وطن واحد"، مشددا على "ضرورة التوافق وإلا فلن تكون ديمقراطية بمصر".

وقال إن "الجميع أخطأ ومن خرجوا في 30 يونيو/حزيران، كانت لهم مطالب من الرئيس "مرسي"، الذي جاءت به ثورة 25 يناير/كانون الثاني، بحلم دولة ديمقراطية، وليس الإخوان فقط من انتخبوه، ولذا عندما حدث خطأ قولنا لا، ولم نتوقع أن يصل الأمر لهذا".

وتابع: "أقول لمن يرفضون الإخوان، أن الكل أخطأ ويجب تدارك المصلحة العليا وسفينة الوطن والأجيال القادمة أهم من الخلافات وتوبيخ الآخر، وكفانا تخوين لكل الأطراف ولنسعى للحل".

ومن جانبه، أكد الأكاديمي المعارض "حسن نافعة"، عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أن "بعض ردود الأفعال أدهشتني وتؤكد أن أمراض المعارضة المصرية ما تزال مستعصية".

 

وتأتي الدعوة بعد إقرار نتائج الاستفتاء رسميا على التعديلات الدستورية التي تتيح لـ"السيسي" البقاء في الحكم حتى العام 2030، وتوسع من صلاحيات الجيش، وتهمش من نفوذ المؤسسة القضائية.

وقبل شهور، دعا "نور" إلى تشكيل مظلة واسعة تتجاوز كل القبعات الأيدولوجية والحزبية، والمزايدات السياسية، والحسابات الضيقة.

ومن آن لآخر، تتكرر دعوات رموز المعارضة المصرية في الخارج للاصطفاف، لكن خلافات حول قائمة المطالب والأولويات تحول دوما دون تحقيق ذلك.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية