تحقيق صحفي يوثق ارتكاب قوات حفتر جرائم حرب بليبيا

الأربعاء 1 مايو 2019 06:05 ص

تصفيات ميدانية للأسري العزل، اغتيالات للمدنيين بينهم نساء وأطفال، تدنيس حرمة الموتى، تحريض على القتل..  كل ما سبق كان غيض من فيض، مما كشفه تحقيق وثائقي بثه برنامج "نيوزنايت" الإخباري على قناة "بي بي سي 2"، وثق الانتهاكات الصارخة التي نفذتها قوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" في ليبيا.

 

 

 

واستند التحقيق إلى العشرات من مقاطع الفيديو والصور التي جمعها فريق إعداد التحقيق على صفحات وسائط التواصل الاجتماعي وموقع "يوتيوب" (الكثير منها نشرها أفراد قوات "حفتر" للتباهي والترهيب)، ومصادر أخرى.

كما وثق التحقيق مقاطع لـ"حفتر"، المدعوم من الإمارات ومصر والسعودية، وهو يحث مقاتليه على عدم التعامل برأفة مع مقاتلي خصومه وأنه لا يريد أسرى، قائلا "الميدان هو الميدان".

تصفيات ميدانية

وفي عام 2017، أظهر مقطع مصور لقائد القوات الخاصة التابعة لميليشيا "حفتر" المسماة "الجيش الوطني الليبي"، "محمود الورفلي" وهو يطلق النار على 3 أسرى من المقاتلين.

وقد شوهد هذا المقطع أكثر من 10 آلاف مرة عبر موقع "يوتيوب".

واستخدمت المحكمة الجنائية الدولية هذا الفيديو الذي كان موجودا لمدة عامين على الموقع كدليل لإدانة "الورفلي" كمجرم حرب.

تدنيس حرمة الموتى

وأظهرت المقاطع، التي جمعها التحقيق الكثير من الانتهاكات من قبل قوات "حفتر" بحق القتلى سواء العسكريين أو المدنيين.

وعثر التحقيق على أكثر من 20 مقطع فيديو وعدد من الصور، تظهر جميعها إهانة وتشويه الجنود لجثث مقاتلين.

ويمكن أن تُصنف هذه الصور المنتشرة لأغراض الدعاية والترهيب ضمن "جرائم الحرب".

وقد تم تحديد هوية عشرات الجنود المشتبه بهم في ارتكاب هذه الأعمال.

وكان معظمهم من عناصر ما يسمى بلواء الصاعقة، النخبة الخاصة لدى ميليشيا الجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه "حفتر"، الذي يحاول السيطرة على البلاد برمتها.

"شريف المرغني" المتحدث باسم لواء الصاعقة، كان واحدا من أبرز مقاتلي "حفتر" الذين تم التعرف عليهم.

وقام "الميرغني" بتحميل ومشاركة الصور التي التقطها لنفسه مع جثة مقاتل إسلامي تم تشويهها وتعليقها بأحد الحواجز في معسكر للجيش.

وبحسب "بي بي سي" أظهرت نتائج فحص الطب الشرعي أن الجثة تعود لـ"جلال مخزوم"، وهو قائد بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي".

وأظهر فيديو إخراج جثة "مخزوم" من القبر، وعرضها في شوارع بنغازي بعد وضعها على ظهر عربة، ثم عُلقت في أحد معسكرات لواء الصاعقة.

وأثناء تحقيقات "بي بي سي" تم التعرف على عنصر آخر من ميليشيا "حفتر"، وهو "زكريا فركاش" الذي شوهد مصوراً نفسه بجانب جثة تم استخراجها من القبر.

وشوهدت في صفحته في "فيسبوك"، صور جثة قائد آخر من "مجلس شورى ثوار بنغازي".

ويجرّم القانون الإنساني الدولي، الاساءة للجثث والتمثيل بها ونشر الصور على الإنترنت، ويصنفها في قائمة "جرائم الحرب".

جريمة كبيرة

وقال "جوليان نيكولز" المدعي العام الأول في المحكمة الجنائية الدولية: "إن إهانة الجثث وتدنيسها جريمة كبيرة، وتحريم الإساءة لجثث جنود الطرف المعادي يعود إلى مئات السنين".

وأضاف: "قد يكون القيام بتصوير هذه الأفعال أو نشرها أو بثها على وسائل التواصل الاجتماعي، محاولة لتحريض الآخرين على هذا النوع من الممارسات، وهذه جريمة أخرى".

تدنيس جثث مدنيون

وعرض التحقيق أيضا مقاطع فيديو تُظهر جثث المدنيين أثناء تدنيسها وإهانتها، وصُورت تلك المقاطع في حي قنفودة في بنغازي، الذي كان تحت الحصار من قبل الجيش الوطني الليبي بين عامي 2016-2017.

وقُتل خلال ذلك الحصار أكثر من 300 شخص، بينهم عشرات الأطفال.

وعثر على شريط فيديو لجنود تابعين لـ"حفتر" يدوسون على مجموعة من الجثث تعود لقتلى من المدنيين، ومن بينها جثة امرأة تبلغ من العمر 77 عاماً، تُدعى "علياء حمزة"، وقُتل 5 من أفراد أسرتها في حي قنفودة خلال العامين الماضيين.

وتحدث "علي حمزة" ابنها المقيم في كندا لـ"بي بي سي"، كيف اكتشف صورهم على مواقع التواصل، و أكد تقديم أدلة عن قتلة أسرته إلى العدالة.

وقال "حمزة": "أرسلت روابط للمحامين لإرسالها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد خليفة حفتر وقادته العسكريين فيما يتعلق بمذابح ضد المدنيين".

وقال "خالد صالح" من منظمة حقوق الإنسان الليبية: "كانت هناك حوالي 130 أسرة، بينهم ما يقارب 400 طفل، في قنفودة، وتم حرمانهم من جميع وسائل الحياة".

وأضاف: "بالنظر إلى الصور التي حصل عليها فريق التحقيق، نرى أن مقاتلي الجيش الوطني الليبي يشعرون بالفخر بما يقومون به".

وزعمت ميليشيا "حفتر" "إنها أجلت العائلات"، رغم أن المنظمات الخيرية لم تتمكن من التحقق من صحة ذلك.

وكان "فائز السراج" رئيس الحكومة الليبية المعترفة بها دوليا في طرابلس، طالب "المحكمة الجنائية الدولية" بالتحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات التي تقوم بها قوات "حفتر" في هجومها على العاصمة الليبية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية