محلل إسرائيلي: إس-400 تمنح تركيا نفوذا أكبر في سوريا

الخميس 2 مايو 2019 02:05 م

اعتبر المحلل الإسرائيلي، أستاذ العلوم السياسية "سيث فرانتسمان" أن حصول تركيا على منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400" لا يصب في صالح النظام السوري أو إيران.

وذكر "فرانتسمان"، في تحليل نشرته مجلة "ذي ناشونال إنترست"، أن المنظومة الصاروخية الروسية ستمنح تركيا نفوذا أكبر في سوريا، كما ستعمل على تحجيم عمليات طائرات النظام ضد المعارضة، الأمر الذي قد يؤدي إلى توترات بين النظام وإيران مع روسيا.

وقال "فرانتسمان"، إن صفقة صواريخ "إس-400" تكشف في الظاهر أن روسيا تفوقت على الولايات المتحدة، لكن الصفقة في الواقع جعلت موسكو أكثر ارتباطا بتركيا في الوقت الحالي على نحو يقلل من مساحة المناورة لدى موسكو.

واستعرض المحلل الإسرائيلي مراحل التقارب التركي - الروسي الذي يصفه بأنه لم يكن سهلا، حيث كان البلدان على طرفي النقيض في الحرب السورية.

وأشار إلى أن تركيا كانت الداعم الرئيسي لجماعات المعارضة السورية، بينما كانت روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري، وما تبع ذلك من إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وأضاف أن الأمر انتهى بتركيا وروسيا كحلفاء من خلال عملية طويلة تسارعت بسبب غضب تركيا من قرار أمريكا التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضد تنظيم "الدولة" في سوريا، لأن تركيا تعد ميليشيا "قسد" الفرع السوري لحزب "بي كا كا" الإرهابي.

وأشار إلى أن تركيا أطلقت عملية "درع الفرات" في عام 2016 بموافقة روسيا، وبعد فترة وجيزة من تعاون البلدين مع إيران في عملية "أستانا" للسلام في سوريا، بدأت تركيا وروسيا تعملان معا بشكل وثيق، ما أضعف دور النظام.

وعلاوة على ذلك تسعى تركيا وروسيا إلى الحد من النفوذ الأمريكي في شرق سوريا، حيث تريد روسيا أن تنسحب الولايات المتحدة من هناك حتى يتمكن النظام من الوصول إلى شرق سوريا، وقد أدان الخطاب الروسي بشدة الولايات المتحدة لدورها في الرقة، وفي التنف في جنوب سوريا.

وقال "فرانتسمان" إنه مع تقارب تركيا وروسيا يتساءل النظام السوري عما إذا كانت القوات التركية ستغادر شمال سوريا، حيث تسيطر تركيا الآن على عفرين ومناطق درع الفرات حول مدينة جرابلس ومحافظة إدلب.

ونوه إلى أن الحفاظ على التقارب مع تركيا هو أولوية بالنسبة إلى روسيا، في حين يحتاج النظام السوري إلى روسيا أكثر مما تحتاج إليه موسكو.

ورأى أن النظام السوري لا يريد أن تبتلعه إيران؛ لذا فقد تحول إلى روسيا لتحقيق التوازن واعتبرها حليفًا أكثر موثوقية، وفي الوقت نفسه لا تريد روسيا حدوث توترات مع تركيا قد تفسد صفقة "إس-400".

ووفقا لـ"فرانتسمان"، فإن الحقيقة التي يُغفل عنها أنه إذا بدأت تركيا في استخدام صواريخ "إس-400"، فسوف يمنحها ذلك نفوذا على عمليات مقاتلات النظام السوري.

وتابع: "إذ كيف يمكن للنظام السوري أن يواجه تركيا أو جماعات المعارضة التي تدعمها تركيا دون موافقة تركيا بمجرد حصول أنقرة على إس-400 التي يصل مداها إلى مئات الكيلومترات".

وأضاف أنه ما إن تكتمل الصفقة فلن يكون لدى تركيا نظام أسلحة متطور فحسب، بل سيكون لها أيضًا نفوذ وحق الاعتراض على العمليات في شمال سوريا.

ونوه إلى أنه بدلًا من أن تطلب أنقرة موافقة موسكو على عملياتها العسكرية، مثلما فعلت في عملية غصن الزيتون، ستكون أنقرة لاعبًا أقوى، ومن ثم فإن صفقة "إس-400" ستعود بالنفع على تركيا.

لكن "فرانتسمان" استدرك قائلا، إن ذلك لا يعني أيضا أن روسيا أصبحت مرتبطة الآن بتركيا بحيث تحتفظ موسكو بأوراق أقل في سوريا، بل يعني أن تركيا قد تكون قادرة على القيام بكل ما تريد القيام به في المساحات الكبيرة التي تديرها في شمال سوريا، ما يعني أن احتمال وقوع صدام على إدلب سوف ينخفض.

وأضاف أن تعزيز التعاون التركي مع روسيا يضع الولايات المتحدة أيضا في موقف صعب، حيث يبدو أن تركيا تسير بتصميم في طريق نحو الشراكة مع روسيا، حتى على طريق العمل بشكل وثيق مع إيران.

وخلص "فرانتسمان" إلى أن وصول صواريخ "إس-400" إلى تركيا، سيمنح أنقرة صوتًا غير مسبوق بشأن السياسة الروسية في سوريا، وكذلك حول التحركات المقبلة للنظام السوري.

وقد يتسبب ذلك في النهاية في توتر بين روسيا وحليفها السوري، كما أنه قد يغذي التوترات مع إيران التي لها أهدافها الخاصة في سوريا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية