كوشنر: لا دولتين بصفقة القرن.. والفلسطينيون يهاجمون خطة لا يعرفونها

الجمعة 3 مايو 2019 12:05 م

انتقد "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ومستشاره، هجوم القيادات الفلسطينية على خطته المرتقبة للسلام بالشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن"، رغم إقراره بتجاهلها لحل إقامة دولتين على أساس حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتكريسها للقدس عاصمة لـ (إسرائيل).

جاء ذلك في تصريحات أطلقها "كوشنر"، مساء الخميس، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كاشفا عن بعض التفاصيل عن خطته المنتظر إعلانها في يونيو/حزيران المقبل.

وقال مستشار الرئيس الأمريكي: "شعرنا بإحباط كبير عندما رأينا القيادة الفلسطينية تهاجم خطة لا تعرف ما هي"، مضيفا: "إذا كانوا مهتمين فعلا بجعل حياة الشعب الفلسطيني أفضل، فأعتقد أنهم كانوا سيتخذون قرارات مختلفة تماما خلال العام الماضي - وربما خلال العشرين عاما الأخيرة".

وتابع: "إذا قلت (دولتين) فهذا يعني شيئاً للإسرائيليين وشيئاً آخر مختلفاً عنه للفلسطينيين (..) لهذا السبب قلنا إنّ علينا ألا نأتي على ذكر ذلك. فلنقل فقط إنّنا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه".

ويعد تصريح "كوشنر" أقوى إشارة من الإدارة الأمريكية إلى أن صفقة القرن لن تقترح إقامة دولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الحل الذي دعمته الولايات المتحدة لعقود في مفاوضات السلام الطويلة.

وأكد مستشار الرئيس الأمريكي أنّ خطته للسلام "تعالج الكثير من الموضوعات (...) بطريقة قد تكون أكثر تفصيلاً من أي وقت مضى"، مضيفا: "آمل أن يُظهر هذا للناس أن الأمر ممكن، وإذا كانت هناك خلافات، آمل أن يركّزوا على المحتوى التفصيلي بدلاً من المفاهيم العامة"، معتبراً أنّ هذه المفاهيم المعروفة منذ سنوات فشلت في حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ورفض صهر "ترامب" الإعلان عن التفاصيل، التي أشار إليها، قبل إعلانها رسميا، لكنه رد على سؤال عن ما إذا كانت ستشمل الوضع النهائي بين (إسرائيل) والفلسطينيين، قائلا: "هذا صحيح، سنعمل عل ذلك".

وسبق أن أعلنت السلطة الفلسطينية أنها لن تقبل بوساطة من قبل إدارة "ترامب"، التي بادرت بالاعتراف بالقدس بشطريها عاصمة لـ(إسرائيل) وتؤيد قاعدتها المسيحية الإنجيلية دولة الاحتلال بلا تحفظ.

كما أن "كوشنر" شخصيا لا يتمتع بثقة الفلسطينيين بسبب علاقاته العائلية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، ولدوره في تمرير الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

فرض واقع

وعن هذا الدور، قال صهر "ترامب" إن الرئيس الأمريكي استشاره قبل أن يعلن قراره بشأن القدس؛ ليعرف كيف يمكن أن يؤثر على آفاق خطته للسلام، مضيفا: "الجواب الذي أعطيته له هو أنني أعتقد أنه في الأمد القصير سيكون الأمر أصعب لأن الناس سيكونون على الأرجح أكثر تأثرا وانفعالا (..) لكن على الأمد الطويل ما نحتاج إليه هو البدء بالاعتراف بالحقائق".

وتابع: "أعتقد أننا عندما نعترف بالقدس (عاصمة لإسرائيل) فهذه حقيقة. القدس هي عاصمة إسرائيل وهذا سيكون جزءا من أي اتفاق نهاية في كل الأحوال".

كما أكد صهر "ترامب" أن الولايات المتحدة ستناقش احتمالية ضم (إسرائيل) للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، عندما تتشكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة "بنيامين نتنياهو"، الذي أعلن، خلال حملته للانتخابات التشريعية الأخيرة، أنه ينوي ضم مستوطنات الضفة الغربية.

ورغم ذلك، زعم "كوشنر" أن "إسرائيل" ستقدم تنازلات أيضا في صفقة القرن (لم يحددها) وأن خطة سلام "ستكون مقبولة جدا من الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن استنتاجه يعود إلى محادثات أجراها مع رجال أعمال وأشخاص عاديين منهم.

وأشار مستشار الرئيس الأمريكي إلى أنه أجرى اتصالات بالدول الخليجية الغنية لمحاولة تأمين "حوافز اقتصادية" للفلسطينيين تحت الاحتلال.

فشل محتمل

 

ولم يستبعد "كوشنر" أن يكون مصير خطته المرتقبة للسلام هو الفشل، مشيرا إلى أنه "قد لا يكون الشخص الذي سيصنع السلام بالشرق الأوسط في نهاية المطاف"، لكنه أكد أنه أراد على الأقل أن "يغير النقاش".

وأوضح صهر "ترامب": "مقاربتنا للأمر هي إذا كنا سنفشل، فلا نريد الفشل ونحن نكرر الطريقة نفسها التي اعتمدت في الماضي".

وبحسب تسريبات صحف غربية، فإن خطة "كوشنر" للسلام، التي تأجلت لمجموعة متنوعة من الأسباب على مدار الـ 18 شهرا الماضية، تضم شقين رئيسيين، أحدهما سياسي، يتناول قضايا جوهرية مثل وضع القدس، والآخر اقتصادي؛ لمساعدة الفلسطينيين على تحسين أوضاعهم المعيشية.

وسبق أن أعلنت السلطة الفلسطينية وفصائل، بينها حركتا "فتح" و"حماس" أنها سترفض أي خطة لا تضمن الإقرار بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 خالية من أي قوات إسرائيلية ومن المستوطنات، بحيث تكون السيطرة الأمنية الكاملة عليها للدولة الفلسطينية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية