كتاب جديد للقرضاوي: محمد عمارة وقف ضد جميع الغلاة

الجمعة 3 مايو 2019 03:05 م

قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السابق، الداعية الإسلامي الشيخ "يوسف القرضاوي" إن المفكر الإسلامي "محمد عمارة" له دور كبير في مقاومة الغلو على اختلاف مذاهبه وطوائفه.

جاء ذلك في كتاب جديد لـ"القرضاوي" حمل عنوان "محمد عمارة.. الحارس اليقظ المرابط على ثغور الإسلام".

وذكر "القرضاوي" في كتابه الجديد أن "عمارة" شهر سيفه من قديم ضد الغلو والغلاة، وليس له سيف إلا قلمه.

وأضاف أنه "كان من الطبيعي أن يقاوم عمارة الغلو العلماني اللاديني، فهذا من صميم رسالته، ولكنه أيضا وقف في وجه الغلو الديني (الإسلامي)، ولم يتساهل معه، أو يغضَ الطرف عن آفاته".

وضرب مثالا له بقوله إن "مثله مثل شيخه وشيخنا الإمام محمد الغزالي رحمه الله، الذي خصَص سنينه الأخيرة لمطاردة هذا الغلو والشطط الذي بغَض دين الله إلى عباد الله".

وشدد "القرضاوي" على أن "عمارة" لم يتهاون مع الغلاة، ووقف ضدهم من كلِ نوع: غلاة المنصِرين، وغلاة المتغرِبين، وغلاة الماركسيين، وغلاة الأقباط، وغلاة الشيعة، وغلاة المتأوِلين، وغلاة العلمانيين، وغلاة القوميين. فلا غرو أن يواجه الثلاث من أهل دين الإسلام أنفسهم".

وأشار إلى أن "عمارة" يدعو إلى الوسطية التي تأبى الإفراط أو التفريط، وتوازن بين العقل والنقل، ولا تجعل أحدهما نقيضا للآخر. كما تحقق الوسطية الجامعة في كل المجالات الثنائية التي يلتقي الإسلام فيها بغيره من المعاني، كالالتقاء بين الدين والدنيا، وبين الروحية والمادية، وبين الفردية والجماعية، وبين القومية والعالمية، وغيرها من المعاني الكبرى.

وتابع: "لقد كان الدكتور "عمارة" إذن يدعو إلى العقلانية المؤمنة التي يقف فيها العقل والنقل في خندق واحد، يؤديان رسالة واحدة".

وجاء "القرضاوي" على ذكر خلاف "عمارة" مع "المودودي" و"قطب" بقوله "ناقش الدكتور عمارةُ الدعاةَ الكبار الذين مثَلوا الغلو في بعض أفكارهم ومواقفهم واختياراتهم، برغم ما يُكنُ لهم من إكبار وتقدير وحبٍ، ولكن الله تعالى علَمنا أن نكون قوَامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسنا أو والدينا والأقربين، وألا يجرمنا شنآن قوم على ألا نعدل".

وناقش "عمارة" الداعيَيْن والمفكِرَيْن الإسلاميين الكبيرين – الذين قدَما لدينهما ولأمتهما الكثير: "أبا الأعلى المودودي وسيد قطب" رحمهما الله- فيما أخذه جمهور علماء الأمة عليهما حول (الحاكمية) و(الجاهلية) و(التكفير).

وتابع أنه "لم تمنعه منزلتهما الفكرية والدعوية والجهادية أن يردَ عليهما فيما يرى أنهما تجاوزا فيه منهج الأمة الوسط، وطغوا في الميزان أو أخسرا فيه".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

علماء المسلمين والأزهر ينعيان محمد عمارة