ف. تايمز: مكائد سعودية فاشلة للسطو على مونديال قطر

الجمعة 3 مايو 2019 08:05 ص

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، ما وصفته بـ"المكائد السعودية للسطو على مونديال قطر".

ونشرت الصحيفة تقريرا أعده "سايمون كير"، بعنوان "لماذا تبحث الفيفا عن أسباب للمضي قدما مع خطط سعودية خاصة بالمونديال؟"، يحذر من هذا المشهد، عبر توضيحه أن المملكة أعدمت 37 شخصا في الأسبوع الماضي، وتشن تدخلا عسكريا كارثيا في اليمن أدى لأزمة إنسانية فادحة، وتقود حصارا بلا جدوى وليس له تأثير فعال ضد جارتها قطر.

 كما تواصل السلطات السعودية -وفق المصدر ذاته- حملاتها القمعية من اعتقال الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة، وسط أنباء عن تعرض كثير منهن للتعذيب والاعتداءات الجنسية.

ويتابع التقرير الذي ترجمته "الشرق" القطرية: "لكن ذلك فيما يبدو هي الطريقة التي تدار بها المملكة الآن، في الوقت الذي قامت بتقطيع أواصل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر من العام الماضي، ولكن رغم ذلك فإن المملكة ما زالت تمني نفسها بالمشاركة في استضافة الحدث المونديالي الأكبر بالعالم".

وبعد مضي عشر سنوات على حصول قطر على الاستحقاقات الخاصة لاستضافة مونديال كأس العالم 2022، فإن السعودية سعت -ولو بشكل متأخر- في أن تبحث عن أن يكون لها مكانة دولية باستغلال كرة القدم، وربما بمساعدة من الفيفا ذلك عبر الأطروحات الخاصة باستضافتها لبعض المباريات الخاصة بالمونديال، في الوقت الذي تحاول فيه المملكة إجبار قطر على ضرورة إشراك دول الخليج الأخرى في تنظيم المونديال.

 

تعقيدات جيوسياسية

ويشكك التقرير في مساعي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ "جيان إنفانتينو"، برغبته في توسيع عدد الفرق المشاركة بكأس العالم إلى 47 فريقا، بدلا من 32 فريقا كما جرت في نسخة روسيا المنصرمة. وبحسب دراسة الجدوى التي أجرتها الفيفا فإن ذلك يتطلب استخدام ملعبين في دولة أخرى.

وتعمل الفيفا على مقترح لتوسيع عدد الفرق المشاركة في مباريات كأس العالم، وسيتم عرض هذا المقترح على مجلس الفيفا المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، والذي سينعقد في 5 يونيو/حزيران المقبل، ذلك بعد مضي عامين من فرض السعودية وحلفائها حصارا على دولة قطر.

ويشير التقرير إلى أن مشاركة فرق أكبر في المونديال سيضمن عوائد ربحية أكبر تقدر بـ400 مليون دولار. وعادة ما يسعى مديرو اتحادات كرة القدم بالاتحاد الدولي الفيفا والبالغ عددهم 200 مدير للاتحادات الوطنية، في الحصول على أموال إضافية من المونديال.

ويعتبر التقرير أنه "ربما لهذا السبب يسعى إنفانتينو لحصد مزيد من الأموال من تنظيم البطولة، ولكن هذا لن تقبله قطر بسهولة وستحاول أن تجد سبيلا مختلفا لتحقيق ذلك".

ويتابع التقرير: "الدول الخليجية المقترحة يبدو أنها تتوافق مع الموقف القطري، حيث قالت كل من عُمان والكويت، كما موقفهما الحيادي في الحصار، إنهما غير مستعدين للمشاركة في استضافة البطولة، حيث قالت عُمان إنها غير جاهزة بينما أبدت الكويت عدم تحمسها للاقتراح".

وتُعد "عُمان والكويت، الدولتين الوحيدتين اللتين من الممكن أن تشكلا خيارا مقبولا لقطر، وبالتأكيد رفضها لأي مشاركة تجمعها مع دول الحصار المحاصرة لها، كما جاء في دراسة الجدوى التي أعدتها الفيفا وأبرزتها وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية، أنه بسبب الوضع الجيوسياسي في المنطقة، والحصار المفروض من البحرين ومصر والسعودية والإمارات، الذي فرض على قطر، فإن أي مشاركة لهذه الدول تقتضي رفع الحصار".

ويتساءل التقرير عن احتمالية فتح الباب أمام صفقة تقوم فيها السعودية بإنهاء الحصار الذي لم يؤثر على قطر بالأساس، مقابل موافقة الدوحة على مشاركة دول الحصار في استضافة بعض مباريات المونديال، ومن هذا المنطلق يريد أن يظهر "جيان إنفانتينو"، رئيس الفيفا، وكأنه صانع سلام نجح في رأب الصدع الخليجي، ويطمح بدوره في الظفر بجائزة نوبل للسلام.

ومن المقرر أن "يبرز كأس العالم من هذا المنطلق مظاهر الانفتاح السعودية التي تسعى لإبرازها باستغلال كرة القدم، ولكن صفقة مماثلة بالأساس لا بد أن تحركها الأموال أو مانحي الأموال وبخاصة مثل السعودية والإمارات، فالأموال السعودية والإماراتية كانتا عاملا محوريا في تقديم "سوفت بانك" بعرض يقدر بـ 25 مليار دولار، لإقامة مباراتين دوليتين، لكن تلك الخطة تم تعطيلها، رغم وصف إنفانتينو لها باعتباره أكبر استثمار في كرة القدم".

وأوضح التقرير أن قطر ما زالت تتفاوض في مقترحات الفيفا وتناقش كافة الاحتمالات، ولكنها لديها حقوق مشروعة عبر استعداداتها التي استمرت لعشرة أعوام بانتظار استضافة الحدث الرياضي الأكبر في العالم، كما أن قطر لن ترضى بعد كل ما تحملته، بالسماح لدول الحصار مثل السعودية والإمارات بالمشاركة في تنظيم البطولة.

 

فشل سعودي

ويقول "جيمس دورسي"، الباحث بكلية "راجاراتنام" للدراسات الدولية ومعهد الشرق الأوسط بسنغافورة، في تصريحات لـ"فاينانشيال تايمز": إن السعودية سوف تفشل في محاولاتها تلك إذا ما أصرت قطر على التمسك بموقفها وعقدها الحالي مع الفيفا دون تغيير أو مقترحات إضافية، ولو نجحت قطر في ذلك فستوجه ضربة دولية كبيرة أخرى للمملكة تهز أركان النظام السعودي بالصورة التي لن تستطيع تحملها، خاصة مع فشل السعودية في مجال العلاقات العامة.

و"ربما لا يهم السعودية إضافة مزيد من الضربات العكسية ضدها خاصة وإن جريمة اغتيال خاشقجي المروعة أكدت الصورة القائلة بأن ولي العهد السعودي المتهور بن سلمان لا يمكن ردعه في المدى الذي سيصل إليه لتحقيق ما يريد، ذلك رغم حالة التشكك وفقدان الثقة التي أربكت مجتمع الأعمال بالاستثمار في المملكة، مع استمرار رغبة المملكة في إعادة الأوضاع لما كانت عليه".

ويختتم التقرير بأن المكائد السعودية لسرقة المونديال ومنحها فرصة في المشاركة فيه، فإنها ستترك رسالة مؤلمة عن العالم الحالي الذي نعيش فيه، مفادها: "ابطش كما تشاء.. فلا أحد يهتم!".           

المصدر | الخليج الجديد + الشرق

  كلمات مفتاحية

اجتياز 200 مليون ساعة عمل بمشاريع مونديال قطر 2022