كاتبة بالغارديان: نجاح الثورة السودانية سيهز عروش المستبدين بالمنطقة

الأحد 5 مايو 2019 09:05 ص

اعتبرت الكاتبة السودانية، التي تحمل الجنسية البريطانية "نسرين مالك"، أن نجاح الثورة السودانية سيهز عروش المستبدين بالمنطقة.

وذكرت الكاتبة في مقال بصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الاهتمام المفاجئ الذي أبدته السعودية مؤخرا تجاه السودان مبعثه الخوف وليس الصداقة، مشيرة إلى أنه في الفترة التي سبقت الثورة السودانية التي أطاحت بالرئيس "عمر البشير"، كان هناك زيادة نسبية في عدم المبالاة والتراخي من قبل السعودية تجاه السودان.

وأشارت إلى أن السعودية كانت تنظر إلى السودان بأنها جيدة فقط في توفير الجثث، باعتبارها وقود لحربها في اليمن.

ولفتت إلى أنه آنذاك، قام "البشير"؛ خوفا من زوال ملكه، بأخذ وعاء تسوله إلى حلفائه في المنطقة وقد قابلته السعودية بالنفور.

وأوضحت الكاتبة أن هذا الافتقار إلى الاهتمام تبخر في اللحظة التي أصبح من الواضح أن هناك قوة حقيقة في شوارع السودان، وتم عزل "البشير".  

وقالت إنه في غضون أيام من الإطاحة بـ"البشير"، فتحت السعودية خزاناتها، وتعهدت جنبا إلى جنب مع الإمارات بحزمة مساعدات مالية بقيمة 3 مليارات دولار لدعم الاقتصاد السوداني، والحكومة العسكرية الانتقالية بطبيعة الحال.

ونوهت الكاتبة أن هذه الخطوة رافقها، حملة دعائية من قبل وسائل إعلام حكومية سعودية أو متعاطفة معها؛ لتلميع المجلس العسكري الانتقالي بالسودان وعلى رأسهم رئيسه عبدالفتاح البرهان.

وأردفت الكاتبة أن الأمر بدا وكأن السعوديون قد استفاقوا للتو على الأهمية الاستراتيجية للسودان وأنه لم يكن ذلك البلد الناعس، الطيع المنعزل والمتسول الذين كانوا يأملون أن يكون.  

وتابعت الكاتبة "لكن هذه المودة، التي اكتشفت حديثا تجاه السودان، وقادته العسكريين يرتبط أكثر بافتقار العائلة السعودية المتزايد للأمن تجاه مصيرها، عن كونه مجرد مساعي من قبل الرياض للحفاظ على الاستقرار بالسودان".

ولفتت إلى أن خطر الثورة السودانية يكمن في الاحتمالات التي تطرحها.

وذكرت الكاتبة أن السعوديين اعتادوا على توسيع قوتهم الناعمة في جميع أنحاء العالم من أجل جمع تحالفات ضد اعدائها الإقليميين مثل إيران وقطر، لكن مغامرات السياسية الخارجية العدوانية اليوم (السودان)، يمكن النظر إليها في ضو ء خوفها الشامل: تغيير النظام.

وعلى الرغم من متاعبها الاقتصادية في الداخل، لاتزال الحكومة السعودية تري أن ثروتها السيادية بمثابة صندوق حربي ضخم تستعين به من أجل استمرار بقائها على قيد الحياة.

وأشارت الكاتبة إلى أنه على الرغم من العائلة المالكة السعودية لديها احتكار تام للسلطة، وتنفذ إعدامات بحق معارضين سواء في الداخل أو الخارج، اثبت السودان أن تغيير النظام نادرا ما يتعلق بالأمور التقنية. فالأمر لا يتعلق أبدا بقوة النيران التي تخضع المعارضة للحاكم، ولكن يتعلق بالإرادة الشعبية. فلا يمكنك إعدام الجميع.

وذكرت الكاتبة أن إخفاقات الربيع العربي في العديد من البلدان كانت بمثابة هدية للعديد من الأنظمة عبر الشرق الأوسط.

 واعتبرت أن السعودية ومن على شاكلتها بالمنطقة لا تشعر بالرضا تجاه الحكومات المدنية أو الديمقراطية الحقيقة أو المساءلة وحرية التعبير (وهذا ما يطالب به المحتجون بالسودان)، مشيرة إلى أن السعودية سعت لمنع هذا، بداعي السعي لتحقيق الاستقرار.

ورأت الكاتبة أنه يمكن للمتظاهرين السودانيين، الذين مازالوا حازمين في مواجهتهم للحكومة الانتقالية عبر المطالبة بالحكم المدني، شن حرب ضد البشير وبقايا نظامه الذين ما زالوا في السلطة، ولكن كيف يمكنهم مواجهة السعودية وحلفاءها الأقوياء في المنطقة؟

وخلصت الكاتبة أن العبء على الثورة السودانية أصبح أثقل لكن المكافأة، إذا نجحت تلك الثورة، ستتمثل في هز عروش المستبدين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية