دعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" في ليبيا "فائز السراج"، الثلاثاء، إيطاليا إلى بذل جهد أكبر لإحداث تغيير إيجابي في المواقف المترددة لدول أوروبية وإقليمية؛ بما يعجل بوقف العدوان على العاصمة طرابلس.

جاء ذلك خلال لقاء جمع "السراج" مع رئيس الوزراء الايطالي "جوزيبي كونتي" في روما؛ حيث تطرقت المحادثات إلى التعاون الثنائي لاحتواء العديد من التداعيات التي تسبب فيها العدوان في المجالين الأمني والاقتصادي، حسب بيان للمكتب الإعلامي لـ"السراج".

وأشاد "السراج" بموقف روما الذي كان واضحا في إدانة العدوان على طرابلس، مضيفا أن حكومته "لا تشك في الحرص الذي تبديه الحكومة الإيطالية لعودة الاستقرار إلى ليبيا".

لكنه طالب "الأصدقاء الإيطاليين ببذل جهد أكبر لما لدي إيطاليا من مكانة وثقل دولي يمكنه أن يحدث تغييرا إيجابيا في المواقف المترددة لدول أوروبية وإقليمية، وبما يعجل في وقف العدوان وعودة القوات المعتدية إلى الأماكن التي انطلقت منها، وتجنيب ليبيا المزيد من إراقة الدماء".

وباستثناء الموقف الإيطالي، يصف مراقبون الموقف الأوروبي من الهجوم على طرابلس بأنه "صوري"؛ حيث تضمن مطالبة قوات "خليفة حفتر" بوقف هجومه، دون أن يتحرك بقوة لوقف هذا الهجوم، وربطوا ذلك بالمصالح المتضاربة لدول الاتحاد، وخاصة فرنسا وإيطاليا وألمانيا، في ليبيا.

كما تتهم حكومة "السراج" فرنسا بتقديم دعم فني ولوجستي لـ"حفتر" في هجومه على طرابلس، رغم نفي باريس لذلك.

من جانبه، أكد "كونتي"، خلال اللقاء مع "السراج" الذي دام لنحو ساعة ونصف، أن "أي استقرار يجلبه الحل العسكري بليبيا لن يكون إلا ظاهريا"، حسب بيان للحكومة الإيطالية.

وقال، على هامش لقاء آخر مع "السراج" منتصف النهار،  إنه "لا مقاربة عسكرية يمكن أن تضمن استقرار البلاد"، مشددا على أن "الحلّ العسكري -في كل الحالات- سيكون ثمنه أرواحا بشرية وأزمات إنسانية".

وفي زلّة لسان، كشف "كونتي" إنه تحدّث مع "الرئيس حفتر"، ليكرر "تحدثت مع الرئيس السراج. لدى ثقة في المقابل أنه يمكننا أن نلتقي بحفتر، ونحن في صدد البحث في الكيفية والوقت".

كان وزير الخارجية الإيطالي "إينزو موافيرو ميلانيزي" أعلن في تصريحات الخميس الماضي أن بلاده تجري حوارا شاملا مع جميع الأطراف الليبية، وقال: "من ناحية ليبيا، نحن نعمل من خلال الإبقاء على حوار شامل مع جميع الأطراف".

ووصل "السراج" إلى روما، مساء الإثنين، في أول زيارة إلى إيطاليا منذ بدء قوات "حفتر" هجومها على العاصمة الليبية طرابلس في 4 أبريل/نيسان الماضي.

وزيارة "السراج" إلى إيطاليا تأتي ضمن جولة دبلوماسية في دول غربية.

وفي هذا الصدد، من المقرر أن يلتقي "السراج" المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" في برلين مساء الثلاثاء، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في باريس صباح الأربعاء.