بوكتينو.. البطل غير المتوج وصانع تاريخ توتنهام الحديث

الخميس 9 مايو 2019 04:05 ص

دخل المدير الفني الأرجنتيني "ماوريسيو بوكتينو" تاريخ نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي من أوسع أبوابه، بعدما قاده لأول مرة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم "تشامبيونزليغ".

وحقق "بوكتينو" مفاجأة كبرى بعدما عوض خسارته أمام آياكس الهولندي، بنتيجة 1-0، ذهابا على ملعبه في لندن، إلى فوز قاتل بنتيجة 3-2، إيابا على ملعب منافسه في أمستردام، ليضرب موعدا مع ليفربول الإنجليزي في نهائي النسخة الحالية من البطولة.

ولا يختلف اثنان على أن مسيرة "بوكتينو" مع توتنهام مثيرة للإعجاب، في ظل النتائج الإيجابية التي يحققها، فهو واحد من بين أفضل المدربين في العالم، رغم عدم تتويجه بأي بطولة حتى الآن.

وولد "بوكتينو" في مورفي، وهي بلدة صغيرة بضواحي سانتا في. وكانت بداياته في نادي نيو ويلز أولد بويز نهاية الثمانينيات؛ إذ قدم نادي مقاطعة روزاريو خدمة جليلة له باعتباره ناديا مشهورا باعتماده على سياسة ضم اللاعبين الشبان وتقديمهم للعالم.

ويدين مدرب "السبيرز" بالفضل لرئيس أكاديمية نيو ويلز أولد بويز، "خورخي بيرناردو غريفا"، والمدرب الشاب آنذاك "مارسيلو بيلسا"، على اعتبار أنهما كانا يجوبان القرى والبلدات الأرجنتينية بحثا عن المواهب الفذة من أجل اختبارها قبل ضمها إلى الفريق الرديف.

وتلقى كشافي نادي نويليز أولد بويز أخبارا مفادها وجود صبي يبلغ من العمر 14 سنة يملك إمكانات فنية هائلة، وهو ما جعلهما يتنقلان لمتابعته عن كثب، ويطرقان باب بيته عند الساعة الثانية صباحا، بعدما قدما نفسيهما للعائلة، وتحدثا عن بعض المنتجات الزراعية باعتبار أن والداه كان مزارعين. قبل أن يطلب الضيوف الحديث مع الابن الذي كان نائما، فأصرا على رؤيته، وهو نائم في غرفته، بل ومشاهدته في سريره نائما، ثم طلبا من الأب إزالة البطانية عنه لمعاينة بنيته الجسدية.

وأقنع "بيلسا" و"غريفا" عائلة "بوكتينو" بانضمامه إلى نيو ويلز أولد بويز، الواقع على بعد 77 كم عن مقر إقامته في مورفي.

 وعن تجربته الأولى مع فريقه الجديد، قال "بوكتينو": "نمنا على أسرة مصنوعة من الإسمنت مع مراتب، كانت هناك ثلاجة لكنها مغلقة ليلا، لذلك لم نتمكن من سد حاجتنا عند الجوع ليلا، وعندما كان الجو باردا أو حارا، لا وجود للتدفئة والتكييف".

وتولي "بيلسا" تدريب الفريق الأول سنة 1990، ورغم أن عمر "بوكتينو" آنذاك كان 18 سنة فقط، إلا أنه بدأ مع الفريق بشكل عادي.

وفي سنة 1994، انتقل "بوكتينو" إلى إسبانيول الإسباني، وكان تأقلمه سريعا رياضيا واجتماعيا؛ حيث ساعده في ذلك قربه من الأنصار وبنيته الجسدية وشخصيته المرنة. وفي 1998، تعاقد إسبانيول مع "بيلسا".

وفي سنة 2000، حقق "بوكتينو" رفقة نادي إسبانيول كأس الملك، التي كانت الهدف الموسمي للفريق.

وفي السنة التي تلتها حدثت طفرة كبيرة في مسيرته الرياضية بعدما قرر ناديه بيعه إلى باريس سان جيرمان، خصوصا أن النادي الإسباني كان يعاني من مشاكل مالية.

وبعد موسمين مع نادي العاصمة الفرنسية، قرر "بوكتينو" تغيير الوجهة نحو بوردو الفرنسي.

وبعد سنتين، عاد إلى إسبانيول حيث لعب لعامين قبل أن يعلن اعتزاله.

واستقر "بوكتينو" في مدينة برشلونة التي خاض فيها دورات تدريبية للمدربين، قبل أن يخوض أولى تجاربه مع الفريق النسوي لإسبانيول في 2009 وقضى فترة قصيرة كمساعد للمدير في فريق السيدات.

 لكنه لم يختبر كمدرب حتى أصبح مدربا لنادي إسبانيول في الدوري الإسباني.

وفي سنة 2013، تم تعيينه مدربا لنادي ساوثهامبتون الإنجليزي فأحدث ثورة هجومية على جميع الأصعدة تحدثت عنها الصحف الإنجليزية بإسهاب. قبل أن ينتقل في السنة التالية إلى نادي توتنهام؛ حيث نال إعجاب الجميع بسبب قدرته على منح الفرصة وإظهار إمكانات جميع لاعبيه، وكذلك إيمانه بضرورة وجود أربعة مدافعين في الخط الخلفي للفريق وهو ما سهّل تكيفه مع نمط الكرة الإنجليزية.

ووصل مع توتنهام إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية، عام 2015، لكن خسر أمام تشلسي بنتيجة 2-0.

كما قاد السبيرز للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2015-2016، لكن في 2 مايو/أيار 2016 تعادل 2-2 مع تشيلسي، فأهدى اللقب لنادي ليستر سيتي.

ويبقى "بوكتينو" أمام فرصة ذهبية لتحقيق أول لقب في مسيرته التدريبية، عندما يقود توتنهام أمام ليفربول، على ملعب "واندا ميتروبوليتانو"، يوم 1 يونيو/حزيران المقبل، في نهائي دوري أبطال أوروبا "تشامبيونزليغ" موسم 2018-2019.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية