قدوتنا رئيسنا.. كتاب يمجد عباس ويثير غضبا فلسطينيا

السبت 11 مايو 2019 12:05 م

غضب واستهجان وسخرية انتابت ناشطين فلسطينيين إثر الإعلان عن إصدار كتيّب بعنوان "قدوتنا رئيسنا" يتناول حياة رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، ويمجد موافقه، وسط توقعات ببدء توزيعه على المدارس الفلسطينية، لتدريسه للطلاب.

جاء إطلاق الكتيب من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ضمن مبادرة بعنوان "لأجل فلسطين نتعلم"، وهو مكون من اقتباسات مأخوذة من خطابات "عباس".

وأقيم في مدينة رام الله حفل لإطلاق الكتيب، الخميس، حضره وزيرا التعليم والثقافة وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والتنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية".

من جانبه، قال وزير التربية والتعليم "مروان عورتاني" إن الوزارة ملتزمة بطباعة هذا الكتيب وتعميمه على مدارس الوطن كافة.

وأضاف أن "تدريس طلبة المدارس هذه الاقتباسات مبادرة مهمة لتنمية مهاراتهم الإبداعية لإبراز الهوية الوطنية وإحداث التطوير والتغيير المنشود".

فيما قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" "عزام الأحمد" إن طباعة الكتيب جاءت بقرارٍ من "عباس"، وإن توزيعه سيتم على المؤسسات التعليمية في الوطن كافة.

 

 

أما أمين سر اللجنة التنفيذية للحركة "صائب عريقات"، فأشاد بما أسماها "مواقف عباس الثابتة التي تعكس التفاف الشعب الفلسطيني حولها"، مؤكدا دور العلم في الارتقاء بالأمم والشعوب من خلال خلق المبادرات التي تنم عن الإبداع والتميز.

 

 

وما كاد ينتهي الحفل، حتى انهالت التعليقات من الناشطين الفلسطينيين رفضا لإصدار الكتيب، حتى ذهب كثير من المعلقين إلى تشبيهه بـ"الكتاب الأخضر" الذي ألّفه الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي"، غداة ثورته التي حكم بمقتضاها ليبيا لنحو 40 عاما.

و"الكتاب الأخضر"، صدر في 1975، وعرض فيه "القذافي"، أفكاره حول أنظمة الحكم، وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية.

وقال ناشطون إن إقرار الكتيب على الفلسطينيين واعتباره مرجعا رسميا مرفوض جملة وتفصيلا، ومحاولة من "عباس" لتمجيد نفسه، وتخليد نهجه السياسي "غير المتزن"، وفرضه بالقوة كواقع سليم وصحيح على الفلسطينيين.

واعتبر الناشطون هذه المحاولات استنساخا لثقافات "ديكتاتورية" من رؤساء دول عربية، لافتين إلى أن الكتيب يكرس نهج ثقافة الولاء والتبعية والزبائنية.

وتساءل الناشطون عما سيتم تعليمه للطلاب، وهل سنقول لهم بأننا سلطة بدون سلطة؟، أم هل سنقول إننا ممسكون باتفاقية أوسلو رغم أن الاحتلال لم يبق منه سوى التنسيق الأمني؟، وهل سنعلمهم بأن الإنقسام في وطننا يتشرعن ويتكرس؟.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وعُيِّن "عباس" (83 عاما) رئيسا انتقاليا للسلطة الفلسطينية عقب وفاة "ياسر عرفات"، عام 2004، وانتُخب رئيسا للسلطة في 15 يناير/كانون الثاني 2005.

وشهد الوضع الفلسطيني في ظل وجود "عباس"، زيادة في حالة الانقسام الداخلي بين حركتي "فتح" و"حماس"، وفشل العملية السياسية مع (إسرائيل)، واستفحال في الاستيطان وسرقة الحقوق الفلسطينية، إضافة لتوتر العلاقات مع دول عربية، وتراجع مكانة القضية الفلسطينية في المجتمع الدولي.

وقبل أشهر، انطلقت في قطاع غزة حملة شعبية تطالب برحيل "عباس"، وحملت عنوان "ارحل يا عباس".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية