فنانو فرنسا ينددون بإقامة يورو فيجن في أرض الأبارتهايد

السبت 11 مايو 2019 04:05 ص

بينما تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي لانطلاقة مسابقة "يورو فيجن" الغنائية، من الـ14 وحتى 18 مايو/أيار الجاري، في تل أبيب، ندد أكثر من 100 فنان وعامل في المجال الثقافي الفرنسي، بانعقاد هذه المسابقة في دولة تمارس الفصل العنصري "الأبارتهايد"، وتقتل الصحفيين والأطفال.

الفنانون، بمن فيهم الرسامان "ويليم وتاردي" والمخرج السينمائي "آلان جيرودي"، وفنان الأوبرا "ماري سوبستر"، والفنان البصري "إرنست بينون إرنست"، ذكّروا في العريضة التي نشرها موقع "ميديا بارت"، أن مسابقة "يورو فيجن" لعام 2019 والتي يستعد تليفزيون فرنسا العمومي لنقلها، ستقام في حي رامات-أبيب، على أنقاض قرية الشيخ مونس، التي تعد من بين مئات القرى الفلسطينية التي أخليت من سكانها ودمرت في عام 1948، خلال إنشاء دولة (إسرائيل)، لتتحول اليوم إلى ضاحية من ضواحي تل أبيب.

واعتبر الموقعون على العريضة، أن رسالة الموسيقى تصبح جوفاء عندما تحاول صرف أنظار العالم عن انتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعوب، كما هو الحال مع الشعب الفلسطيني. فالحس التاريخي والشمولي والتضامني، بحسبهم، يجب أن يكون إلى جانب المظاهرات العديدة في فلسطين وفي جميع أنحاء أوروبا.

وتابعوا أن التّمييز والإقصاء لهما جذور عميقة في (إسرائيل)، التي تبنت في 19 يوليو/تموز من العام الماضي، قانوناً تعتبر فيه نفسها "الدولة القومية للشعب اليهودي"، والذي يدعى أن اليهود وحدهم لهم "حق تقرير المصير الوطني"، وبالتالي يُقر هذا القانون رسمياً نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد".

كما ذكَّر الموقعون على العريضة، بمقتل صحفيين فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية، خلال تغطيتهم للاحتجاجات السلمية بغزة في مارس/آذار 2018، وأيضاً بتدمير طائرة إسرائيلية من طراز F-16 لمركز المسحال الثقافي في غزة، الذي يُعداً مكاناً للموسيقى والمسرح والرقص.

ويمنع الفنانون والممثلون والموسيقيون الفلسطينيون بانتظام من السفر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية، أو يتم الزج بهم في السجون، كما هو الحال مع الشاعرة "دارين طاطور"، المسجونة بتهمة "التحريض على العنف والإرهاب".

واليوم، باتت السلطات في تل أبيب، أيضاً، تعوق عمل المنظمات الإسرائيلية التقدمية، عبر اتهامها من قبل وزارة الثقافة بالتخريب وتخفيض تمويلهما.

ففي عام 2017، على سبيل المثال، سحب مهرجان سان جان داكري عملاً مسرحياً مخصصاً للأسرى السياسيين الفلسطينيين، وذلك لتجنب التخفيضات في الميزانية الحكومية.

وبالتالي، أضحت اليوم كافة المعارض المهرجانات السينمائية مهددة بنفس الطريقة.

ومع أن الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتليفزيون شدد على أن "يورو فيجن" مسابقة ترفيهية فقط، وليست "حدثاً سياسياً"، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، كما يؤكد الموقعون على العريضة، موضّحين أنّ (إسرائيل) دولة تعتبر رسمياً أن الثقافة أداة للدعاية السياسية: "هنأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإسرائيلي نيتا برزيلاي، الحائزة على يورو فيجن 2018، على القيام بعمل بارز في العلاقات الخارجية".

وانطلاقاً من كل هذه المعطيات سالفة الذّكر، قال الفنانون العاملون في المجال الثقافي الفرنسي، الذين وقعوا على هذه العريضة: "لن نذهب إلى تل أبيب لتبييض صورة نظام يُمارس التمييز والاقصاء بشكل مستشري ضد الفلسطينيين".

ودعوا الوفد الفرنسي إلى عدم تقديم الذرائع لهدا النظام الذي يرسل قناصته يطلقون النار كل يوم جمعة على الأطفال العزل في غزة خلال مسيرات حق العودة.

وأضاف الموقعون أن "مسابقة ترفيهية تحترم نفسها، يجب ألاّ تقام في أرض الأبارتهايد (نظام الفصل العنصري). ما كنا لنقبل بذلك في جنوب أفريقيا أمس، ولن نقبل به في (إسرائيل) اليوم".

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية