اعتقلت سلطات الأمن السريلانكية شخصا يدعى "محمد علي يار"، قالت إنه على علاقة بـ"زهران هاشم" الذي يشتبه في أنه العقل المدبر لتفجيرات استهدفت فنادق وكنائس في البلاد، الشهر الماضي، وأودت بحياة المئات.

وأوضحت السلطات أن "علي يار" درس العلوم الدينية في السعودية، ويتلقى تمويلا من أصدقاء سعوديين تعرف عليهم في المملكة خلال فترة دراسته.

وقال بيان أصدرته الشرطة السريلانكية إنه "تم الكشف عن معلومات تفيد بأن المشتبه به الذي ألقي القبض عليه كان على علاقة وثيقة بزهران وكان يدير معاملات مالية".

وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير لها، الأحد إن "محمد علي يار" هو مؤسس مركز الإرشاد الإسلامي الذي يضم مسجدا ومدرسة دينية ومكتبة في بلدة كاتانكودي التي نشأ فيها "زهران" والتي يمثل المسلمون أغلبية فيها على شواطئ سريلانكا الشرقية.

ونقلت الوكالة عن مصدرين من الطائفة المسلمة في كاتانكودي قولهم إن "آراء زهران هاشم المتشددة تكونت بفعل عوامل من بينها نصوص سلفية وهابية مغالية في المحافظة اطلع عليها في مكتبة مركز الإرشاد الإسلامي قبل عامين أو ثلاثة أعوام".

وأضاف أحد المصدرين للوكالة: "اعتدت أن أصادفه في المركز وهو يطالع منشورات وكتبا سعودية".

وبحسب "رويترز"، فقد أسس "علي يار" المركز في العام 1990 بعد عام من تخرجه من جامعة الإمام "محمد بن سعود" في الرياض، فيما قال أحد المصدرين إنه "لحظة فارقة في نشر المذهب السلفي في كاتانكودي".

وقالت الوكالة إنها التقت بأعضاء مجلس إدارة المركز قبل القبض على "علي يار"، وطلبوا إخفاء هوياتهم "بسبب مخاوف أمنية وسط تداعيات سلبية استهدفت بعض المسلمين".

وقال 3 أشخاص منهم إن "زهران مشاغب، وقد جرى تنبيه السلطات إلى آرائه المتطرفة"، مضيفين أن "زهران تردد على المكتبة قبل حوالي 10 سنوات لكنهم لا يتذكرون أنه تردد عليها في الآونة الأخيرة، ولم تكن أيا من كتب المركز عاملا فيما اعتنقه من آراء".

وأشارت مصادر للوكالة إلى أن "تمويل المركز يتم من خلال تبرعات محلية ورسوم الطلبة الدارسين وتبرعات خاصة من زملاء علي يار في الدراسة بالسعودية".

ولم يرد المكتب الإعلامي التابع للحكومة السعودية في الرياض على طلبات للتعليق على تمويل المركز، بحسب الوكالة.

وسبق أن أعلنت المخابرات السريلانكية ووزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن "الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات محتملة".

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد أعلن مسؤوليته عن الهجمات المنسقة التي استهدفت كنائس وفنادق، الشهر الماضي، بالتزامن مع احتفالات المسيحيين بـ"عيد الفصح"، وأسفرت عن مقتل 257 شخصا، فضلا عن إصابة أكثر من 500 آخرين، وفق بيانات رسمية.