عام على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. ماذا تغير؟

الأحد 12 مايو 2019 06:05 ص

نقلت الولايات المتحدة سفارتها لدى (إسرائيل) من تل أبيب إلى القدس في قطيعة مع سياستها السابقة تزامنت مع "حمام دم" على الحدود مع غزة.

وتستعد إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى تقديم خطتها الموعودة منذ وقت طويل لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.. ما الذي تغير؟

ماذا حدث في القدس؟

متجاهلة الاحتجاج الدولي، افتتحت الولايات المتحدة سفارتها في القدس في 14 مايو/أيار 2018 وسط ضجة إعلامية كبيرة، بعد نقلها من تل أبيب، تمهيدا لأكثر وعود "ترامب" إثارة للجدل وهو الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وبالنسبة لـ(إسرائيل)، شكل الأمر اعترافا "تاريخيا" بالعلاقة الممتدة لثلاثة آلاف عام بين الشعب اليهودي والقدس.

وأثارت الخطوة غضب الفلسطينيين الذين ينظرون إلى القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية.

ويعود الخلاف على وضع القدس إلى حرب عام 1948 التي مهدت لإنشاء دولة (إسرائيل)، عندما سيطرت القوات الإسرائيلية على الشق الغربي من المدينة.

واحتلت (إسرائيل) القدس الشرقية الفلسطينية في حرب يونيو/حزيران 1967، ثم ضمتها إليها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وقررت معظم العواصم الأجنبية الاحتفاظ بسفاراتها لدى (إسرائيل) خارج القدس حتى إيجاد حل لوضع المدينة من خلال المفاوضات.

في غزة؟

في مارس/آذار 2018، أطلق الفلسطينيون في غزة "مسيرات العودة الكبرى" للمطالبة بعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي فروا أو طردوا منها خلال حرب 1948.

واحتشد الغزيون على الحدود ضد نقل السفارة الأمريكية، ودعوا (إسرائيل) إلى رفع الحصار المفروض على القطاع منذ 10 سنوات والذي تقول (إسرائيل) إنها تفرضه لدواعٍ أمنية.

وأصبح السياج الحدودي الفاصل بين (إسرائيل) والقطاع ساحة لصدامات أسبوعية، تقول (إسرائيل) إنها تدار من قبل حكام غزة الإسلاميين، لكن الناشطين يفندون هذا الادعاء، ويؤكدون أن قيادة المسيرات مدنية، وشعبية سلمية.

وقتل 62 فلسطينيا على الأقل خلال الاشتباكات على الحدود في يوم افتتاح السفارة.

وتزامنت هذه الاشتباكات أيضا مع إحياء ذكرى النكبة، ونزوح مئات آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم عام 1948.

ما هو السياق؟

لا يلوح في الأفق حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولم تشهد السنوات الأخيرة منذ 2014 أي حراك دبلوماسي حقيقي في هذا الاتجاه.

وترفض حركة "حماس" الاعتراف بوجود (إسرائيل) التي خاضت معها منذ 2008، 3 حروب.

وواصلت (إسرائيل) حصارها لغزة إلى جانب احتلالها للضفة الغربية والقدس الشرقية، كما وسعت نطاق مشروعها الاستيطاني.

ودخل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى البيت الأبيض واعدا بأن يكون أكثر الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة تأييدا لـ(إسرائيل) مع زيادة إدارته تعهداتها لها.

وقتل نحو 300 فلسطيني و6 إسرائيليين في أعمال العنف في غزة ومحيطها منذ مارس/آذار 2018.

ماذا حدث منذ ذلك الحين؟

بعد يومين من نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، حذت غواتيمالا حذوها، وكذلك الباراغواي التي ما لبثت أن تراجعت بعد أقل من 4 أشهر.

وأعلنت بلدان أخرى عن نية مماثلة لنقل سفاراتها، لكن الخطوة لم تنفذ على أرض الواقع.

وبدا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "إيمانويل نحشون"، متفائلا عندما أشار إلى "ديناميكية غير مسبوقة" تمثلت بزيارات لقادة أجانب وافتتاح لبعثات دبلوماسية، وإن لم تكن بدرجة سفارات.

وأكد "نحشون" أن الفوضى التي هددت الخطوة الأمريكية لم تتحقق، متجاهلا تأثيرها على الحراك الدبلوماسي، وقال: "لسنوات لم تكن هناك عملية سلام".

وقال "أحمد مجدلاني" مستشار الرئيس الفلسطيني، إن الفلسطينيين يشهدون "أسوأ فترة" على الإطلاق، فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة.

وأضاف أن المبادرات الأمريكية بشأن القدس "لها تأثير كبير"، مشيرا إلى أن إدارة "ترامب" انتقلت في العام الماضي من "وضع الوسيط المنحاز إلى المدافع عن الاحتلال الإسرائيلي".

والآن؟

جمدت القيادة الفلسطينية اتصالاتها الرسمية مع الإدارة الأمريكية في ديسمبر/كانون الأول 2017، ورفضت تحركات مستشار "ترامب" وصهره "جاريد كوشنر" لصياغة اتفاق سلام "نهائي" كان الرئيس الأمريكي قد عبّر عن رغبته فيه منذ فترة طويلة.

ومن المتوقع أن يتم الكشف عن خطة لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بعد رمضان الذي ينتهي مطلع يونيو/حزيران، ما يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وقتا بعد فوزه في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي الفرصة لتشكيل حكومة جديدة أكثر يمينية من الحكومة الحالية.

وقالت الإدارة الأمريكية إن الخطة ستتخذ منحى آخر مختلفا عن الجهود التقليدية، وأشار "كوشنر" هذا الشهر، إلى أن الخطة لن تأتي على ذكر الحل القديم القائم على أساس حل الدولتين.

وقال المحلل السياسي في المجلس الأوروبي "هيو لوفات"، إن القرارات المتعلقة بالقدس "أدت إلى التأثير المنشود في السياسة الداخلية والحسابات" الأمريكية.

لكنه أضاف أنه "كان لها تأثير سلبي على خطة السلام المقبلة. أصبح من الصعب على دول الخليج حاليا دعمها لأن القدس الشرقية خط أحمر".

وردا على سؤال قبل ذكرى مرور عام على نقل السفارة، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ليست سوى اعتراف بواقع ولا تستبق نتيجة مفاوضات مقبلة، وهي تتحدث عن خطة سلام "عادلة وواقعية ويمكن تطبيقها" تؤمن مستقبلا مزدهرا للجميع.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

كيف تغري إسرائيل دول العالم لنقل سفاراتها إلى القدس؟

إسرائيل تبلغ واشنطن موافقتها على بناء سفارة دائمة بالقدس

الولايات المتحدة: ملتزمون بفتح قنصلية في القدس الشرقية

الجامعة العربية ترفض تصريحات تراس حول نقل سفارة بريطانيا للقدس

بايدن على خطى ترامب في بناء سفارة واشنطن بالقدس على أرض فلسطينية مسروقة