تسعى دوائر الحكم في مصر، لتحجيم الحراك الثوري في السودان، وتكرار السيناريو المصري نحو إجهاض الاحتجاجات المطالبة بسرعة نقل السلطة لحكومة مدنية في البلاد.

ووفق مصادر بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي)، فإن المخابرات السودانية تلقت عدة نصائح وتكتيكات للتعامل بها مع حركة الشارع، وكيفية ترويض قوى الثورة، التي أطاحت بالرئيس "عمر البشير"، الشهر الماضي.

وتنصح مصر، المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، بأهمية توسيع تكتلات الثوار، بشكل يسهل لاحقا من تفتيتهم إلى كيانات صغيرة غير مؤثرة.

وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ"الخليج الجديد"، أن دوائر دبلوماسية واستخباراتية مصرية نصحت رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول "أبوبكر دمبلاب"، الذي زار القاهرة الشهر الماضي، باستقطاب قوى هامشية، وإبرازها ضمن المشهد السياسي، باعتبارها تيارات لها وزن وثقل على غير الواقع، بما يوسع من دائرة المعارضة، ويثير الخلافات بين أجنحتها الأيدلوجية.

ويعتمد التكتيك المصري، على إثارة قضايا خلافية، وتصدير قضية الشريعة كنموذج لأحد النقاط المفخخة لتوسيع الهوة بين التيارات الإسلامية والليبرالية واليسارية في السودان، مع محاولة استنساخ تيار إسلامي يقوم بالدور الذي قام به حزب "النور" السلفي في مصر، والذي دعم الانقلاب العسكري على "محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.

وتدلل المصادر، على ذلك، بتحركات "تيار نصرة الشريعة ودولة القانون" بالسودان، والذي يعتزم تنظيم مليونية للتحذير من المساس ببعض القوانين التي تؤكد على الهوية الإسلامية للبلاد، ويطالب باعتبار الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع.

وقبل أيام أعلن المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، تسلمه 177 رؤية مكتوبة من القوى السياسية للفترة الانتقالية، في إشارة إلى تزايد خلافات المعارضة السودانية.

والأسبوع الماضي، شهد اجتماع ممثلي عدد من الأحزاب السياسية في السودان مع المجلس العسكري، معركة حامية بالكراسي، من قبل عناصر محسوبة على المؤتمر الوطني الحاكم سابقا.