سقطرى تضع الإمارات في مواجهة مع السعودية باليمن

الثلاثاء 14 مايو 2019 02:05 م

اعتبر تقرير مطول نشره موقع "لوب لوغ" أن الإمارات مستعدة للقيام بتحركات قد تضعف مواقف السعودية في اليمن، مقابل سيطرتها على مفاصل مهمة في البلاد، مثل جزيرة سقطرى، وبدون أخذ اعتبار لرغبة الرياض في الحفاظ على يمن موحد.

وأضاف التقرير، الذي أعده الخبير "جورجيو كافيرو"، مؤسس "غالف أنالاتيك" في واشنطن، أن حكومة "عبدربه منصور هادي" والإمارات كانا وطوال الحرب الأهلية في اليمن حلفاء ولكن بالاسم، إلا أن العلاقة بينهما ظلت متوترة نظرا لاختلاف الرؤية حول مستقبل اليمن بعد نهاية الحرب.

ففي الجنوب تدعم الإمارات الإنفصاليين الجنوبيين الذين يهددون ترتيبات ما بعد الوحدة الشمالية-الجنوبية عام 1990، والتي يحاول "هادي" الحفاظ عليها.

وحصلت عدة مناوشات بين الإنفصاليين وقوات الحكومة، بالإضافة لعدم ارتياح الإمارات لعلاقة حكومة "هادي" مع حزب "الإصلاح"، وهو فرع الإخوان المسلمين في اليمن والذي تعتبره أبوظبي منظمة إرهابية، وحاولت مواجهته بكل الطرق بما فيها الإغتيالات الممنهجة.

وقال التقرير إن هناك جبهة جديدة بدأت بالسخونة بين الحكومة المعترف بها في عدن والإمارات وتتركز حول أرخبيل جزر سقطرى ذات الكثافة السكانية القليلة والمعروفة بنباتاتها النادرة التي جعلت اليونسكو تعتبرها في عام 2008 من التراث الثقافي العالمي، بحسب ما ترجمته "القدس العربي".

ففي بداية الشهر الحالي شجبت حكومة "هادي"، الإمارات لإرسالها 100 من الجنود الإنفصاليين لسقطرى وهي كبرى جزر الأرخبيل.

ورد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات "أنور قرقاش" على اتهامات عدن بأنها مجرد أخبار زائفة.

وليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهة حول سقطرى؛ ففي العام الماضي نشرت الإمارات وأثناء زيارة رئيس الوزراء السابق "أحمد بن دغر" للأرخبيل دبابات في ميناء الجزيرة.

وشجب الوزير اليمني التحرك الإماراتي، وطالب بتأكيد واضح للسيادة اليمنية على الجزيرة وسط ما تراه الحكومة استعمارا إماراتيا لسقطرى.

وعرضت حكومة "هادي" الموضوع أمام مجلس الأمن بشكل أدى لتراجع الإمارات واعترافها بيمنية الأرخبيل.

ومن أجل نزع فتيل التوتر بين الحكومة اليمنية والإماراتيين، نشرت السعودية قواتها فيما غادرت الإماراتية. وأدى هذا لتجنب المواجهة لكن الترتيبات هذه كانت ضعيفة.

وفي الحقيقة لم تغادر القوات الإماراتية سقطرى وبقيت فيها باعتبارها جزءا من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

وحسب مصادر، ظلت القوات الإماراتية في الجزيرة وسيطرت على الميناء والمطار.

ويعلق "كافيرو" أن سقطرى ابتعدت عن المشاكل التي تدور في البر اليمني منذ عام 2014، إلا أنها تعتبر محلا لنزاع قوى وتصارع على السلطة بين عدة أطراف كل يحاول تأكيد سيطرته عليها.

ويرى معد التقرير أن التصعيد الأخير على سقطرى يؤكد الكيفية التي أصبحت فيها الأزمة اليمنية مركزا للانقسام بين دول مجلس التعاون الخليجي، فلم توافق الإمارات والسعودية على الحياد العماني في الحرب ضد الحوثيين بل وأدى الخلاف على سقطرى ومناطق الجنوب اليمني لخلاف سعودي إماراتي.

وتلتقي حكومة "هادي" مع المملكة على ضرورة الاحتفاظ بوحدة الشمال مع الجنوب، وهي رؤية تتناقض مع أجندة الحراك الجنوبي الذي تدعمه الإمارات.

وتظهر مسألة سقطرى، كيفية تناقض الإستراتيجية الخارجية الإماراتية مع حليفتها السعودية؛ فأبوظبي مستعدة للقيام بتحركات قد تضعف مواقف الرياض وبدون أخذ اعتبار للرغبة السعودية في الحفاظ على يمن موحد.

وقال التقرير إن المشهد يتكرر في محافظة المهرة، شرقي اليمن، بشكل يجعل من الصعوبة بمكان على السعودية الحفاظ حتى على تحالف موحد.

وعملت حكومة "هادي" مع الحكومتين منذ عام 2015 لمحاربة الحوثيين، إلا أن مصالح الإمارات تمتد أبعد من مجرد التحالف لسحق المتمردين المتحالفين مع إيران.

فمصالح أبوظبي الجيوسياسية طويلة الأمد تتعلق بمضيق باب المندب وشرق أفريقيا والمحيط الهندي بشكل عام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية