رئيس تحرير صحيفة سعودية يروج لصفقة القرن: امنحوها فرصة

الأربعاء 15 مايو 2019 10:05 ص

بالتزامن مع الذكرى الـ71 لنكبة فلسطين، طالب رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية، بمنح خطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المعروفة بـ"صفقة القرن"، فرصة للنجاح.

وفي مقاله على موقع الصحيفة، الثلاثاء، استعرض "فيصل عباس"، الوضع الراهن خلال الأعوام الماضية، لافتا إلى أن موازين القوى في صالح (إسرائيل)، التي تحظى بتأييد فرنسا وبريطانيا، فضلا عن دعم أمريكا المادي والسياسي، بينما يعتمد الفلسطينيون على المساعدة العربية، حيث فقدوا المزيد من الأراضي نتيجة للحروب التي حاول العرب شنها ضد (إسرائيل)، على حد قوله.

وأشار إلى أن "فرصا عديدة للسلام قد ضاعت بسبب الانقسامات الفلسطينية الداخلية أو الرفض العربي أو التعنت الإسرائيلي"، إلا أنه وفقا لـ"عباس": "هناك تطور مثير للاهتمام في الأشهر الأخيرة، والذي قد يجعل السلام أقرب للتحقق؛ إنه خطة سلام جاريد كوشنر"، صهر "ترامب"، كبير مستشاري البيت الأبيض، المعروف بكونه مهندس "صفقة القرن".

ومن المتوقع الكشف عن تفاصيل "صفقة القرن" بشكل رسمي في يونيو/حزيران المقبل، وفق تصريحات سابقة لـ"كوشنر"، إلا أن تسريبات حولها، أثارت ردود فعل رافضة لدى الفلسطينيين، وكذلك بعض الدول العربية والإسلامية في مقدمتها الأردن وتركيا.

ونقل "عباس" عن مصادر سعودية، لم يسمها، أنه "على عكس التكهنات، فإن صفقة القرن تتضمن حل الدولتين، حيث سيكون للفلسطينيين دولة قومية خاصة بهم".

ونفى على لسان المصدر التقارير التي تقول إن السعودية ستحاول فرض الصفقة على الفلسطينيين، ناقلا عنه قوله "أي اقتراح سيظل خاضعًا للجانبين؛ الإسرائيليين والفلسطينيين... كان هذا هو الموقف السعودي من كل عرض للسلام، بما في ذلك مبادرة السلام العربية التي تقودها السعودية عام 2002".

وأضاف أن "خطة كوشنر للسلام ستشمل بعض جوانب تلك المبادرة (العربية)، إلا أنها لن تكون نسخة طبق الأصل منها".

وذكر أن مصدرين؛ أمريكي وسعودي نفيا وجود دولة بديلة للفلسطينيين في مصر أو الأردن أو أي مكان آخر، في هطة "كوشنر"، حيث قال المصدر الأمريكي: "الأمريكيون يتفهمون أيضًا حساسية القدس لكلا الجانبين وأهمية المسجد الأقصى للمسلمين، وأي اتفاق سيضمن الموافقة على هذه القضية".

أما المصدر السعودي فقال إن "المملكة وحدها، موطن الحرمين الشريفين، هي التي تستطيع إقناع الدول العربية والإسلامية بدعم العرض بمجرد موافقة الفلسطينيين عليه. كما ستعمل الرياض عن كثب مع الدول المانحة لضمان حياة مزدهرة للفلسطينيين، حتى يتمكنوا من التركيز أخيرًا على التعليم والوظائف وتنمية الاقتصاد".

وبعد ذلك التمهيد، تسائل "عباس": "هل يجب أن يقبل الفلسطينيون بصفقة القرن؟"، ويرد على نفسه مجيبا "سيكون من الخطأ بوضوح التوصل إلى حكم نهائي دون رؤية الخطة بأكملها".

وتابع "مع ذلك، فإن تعريف الجنون هو فعل الشيء نفسه بشكل متكرر ونتوقع نتيجة مختلفة؛ فطوال 70 عامًا، في كل مرة يقول فيها العرب: لا، يفقد الفلسطينيون المزيد من الأرض والحقوق والفرص".

وحث الفلسطينيين على القبول قائلا "قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لتأمين حل الدولتين. يجب على الفلسطينيين التفاوض بجد، ومن ثم اتخاذ ما في وسعهم لتأمين دولة قومية للأجيال القادمة"، مضيفا "سيحيي الجميع شجاعتهم وتضحياتهم إذا فعلوا ذلك، في حين لا يوجد شيء يمكن كسبه من رفض القدوم إلى طاولة المفاوضات".

وزعم أن "هذا (رفض الصفقة)، بالطبع، هو ما تعول عليه إسرائيل. سوف يسمح الرفض الفلسطيني الجديد للإسرائيليين بادعاء أنهم فعلوا كل ما في وسعهم لتأمين الصفقة ورُفضوا".

ووفق التسريبات، فإن خطة "كوشنر" تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة الاحتلال الإسرائيل، بينها وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين.

ومنذ إعلان "ترامب" في 2017 عزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في اعتراف بالمدينة كعاصمة لدولة الاحتلال، قاطعت السلطة الفلسطينية جهود السلام الأمريكية، واعتبرت واشنطن وسيطا غير محايد، حيث تمثل القدس أحد أهم النقاط الشائكة في ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بالإضافة إلى حق عودة اللاجئين، الذين يقدر عددهم بنحو 6 ملايين وفق تقرير دائرة الإحصاء الفلسطينية لعام 2018.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية