قضت محكمة إماراتية، الأربعاء، بالسجن المؤبد بحق 4 ممن وصفتهم بأنهم ينتمون لـ"جنسية عربية"، فيما أفادت منظمة العفو الدولية "أمنستي" أن بينهم لبنانيا، هو واحد من بين 8 لبنانيين شيعة، أوقفتهم أبوظبي قبل أكثر من عام، واتهمتهم بالتخطيط لشن هجمات لصالح "حزب الله"، الذي تعتبره منظمة "إرهابية".

كما أصدرت محكمة اسئناف أبوظبي، في ذات الجلسة، حكما بالسجن 10 سنوات بحق لبنانيين اثنين، وتغريم أحدهما 3 آلاف درهم عن تهمة حيازة بندقية هوائية بدون ترخيص، وقضت ببراءة 5 آخرين، وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".

وكانت نيابة أمن الدولة بأبوظبي، قد وجهت إلى المجموعة المكونة من 11 شخصاً تهمة القيام بتشكيل خلية إرهابية تابعة لجماعة "حزب الله" في لبنان، والتخطيط للقيام بأعمال تخريب إرهابية ضد منشآت وأماكن حيوية في دولة الإمارات، وحيازة متفجرات وأجهزة تفجير عن بعد.

وأمرت المحكمة بإبعاد المدانين الستة عن البلاد بعد انقضاء مدد الأحكام الصادرة بحقهم، ومصادرة أجهزة الاتصالات والكمبيوتر وهواتفهم النقالة، وتحميلهم المصاريف القضائية كاملة.

من جانبها وصفت منظمة العفو الدولية المحاكمة بأنها "جائرة"، وقالت مديرة البحوث في برنامج الشرق الأوسط في المنظمة "لين معلوف"، في بيان تعقيبا على الأحكام، إن "غياب الشروط الأساسية للمحاكمة العادلة، ومن ضمنها عدم السماح بالتواصل مع محامين، يجرد المحاكمة من أي مصداقية أو ثقة".

وتم توقيف المحكومين بين ديسمبر/كانون الأول 2017، وفبراير/شباط 2018، حيث كانوا يعيشون ويعملون لأكثر من 15 سنة في الإمارات، وبينهم 7 يعملون في مجموعة "طيران الإمارات".

وذكرت المنظمة بأنه "تم عزل الرجال الثمانية في الحبس الانفرادي لأكثر من عام، وهذا في حد ذاته يمكن أن يرقى إلى مستوى التعذيب، ومُنعوا من الاتصال بمحاميهم منذ بداية المحاكمة، وزعم بعضهم بأنهم تعرضوا للتعذيب من أجل التوقيع على ما يسمى بالاعترافات".

ودعت العفو الدولية إلى "التحقيق في مزاعم التعذيب، وإلغاء الأحكام غير الموثوقة بحق الثلاثة الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن".

وقبل أيام من إصدار الأحكام بحقهم، دعا وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل" السلطات الإماراتية إلى إصدار عفو خاص عن اللبنانيين الموقوفين، وسط حملة دشنها ذووهم وناشطون تطالب الحكومة اللبنانية بالتدخل لإطلاق سراح أبناءهم، وتدعو المتضامنين للتدوين عن قضيتهم خلال شهر رمضان.

وتعتبر الإمارات "حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية، وفي 2015، قررت ترحيل 70 لبنانيا عن أراضيها، بعد 6 سنوات من ترحيل عشرات آخرين للاشتباه بعلاقتهم مع "حزب الله".