أعربت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، "فالنتينا ماتفيينكو"، خلال لقاء مع الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، عن قلق بلادها من عملية استهداف قاعدتها الجوية في حميميم السورية.

وقالت "ماتفيينكو"، في بيان لها الجمعة، إن وزارتي الدفاع الروسية والتركية، تحافظان على "اتصال وثيق بينهما وتتخذان خطوات مشتركة لحماية القوات العسكرية التابعة للبلدين الموجودة في سوريا".

وأضافت: "أكدت قلقنا بسبب عمليات القصف المستمرة لقاعدة حميميم الروسية والمواقع الروسية الأخرى من طرف إدلب، وهذا الأمر لا يمكن ألا يقلقنا".

ومضت بالقول: "لا يمكننا عدم الرد وعدم اتخاذ أي إجراءات جوابية.. علينا تأمين حياة عسكريينا ولهذا السبب تجب مواصلة هذا العمل من خلال الجهود المشتركة".

ويمثل مطار حميميم القاعدة الأساسية للقوات الجوية الروسية المنتشرة على أراضي سوريا منذ 30 سبتمبر/أيلول 2015، ويستضيف مقر قيادتها بالإضافة إلى المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتناحرة.

وتابعت "ماتفيينكو": "طُرح موضوع إدلب.. والرئيس التركي أعرب عن قلقه من عدم ضمان نظام وقف الأعمال القتالية هناك وعدم حل مهمة حلحلة التصعيد".

وأشارت إلى أن وزارتي الدفاع الروسية والتركية، وبعد مكالمة رئيسي البلدين، يوم 13 مايو/أيار الجاري، تحافظان على "اتصال وثيق بينهما وتتخذان خطوات مشتركة لتنفيذ هذه المهمة".

ونقلت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، أن "أردوغان"، أشار خلال اللقاء إلى أن المنطقة التي تشهد تصعيدا عسكريا شمال غرب سوريا، يقطنها من 200 إلى 300 ألف مدني، لافتا إلى أن عدد اللاجئين الذين قد يتدفقون إلى أراضي بلاده سيزداد حال استمرار التوتر.

وأضافت "ماتفيينكو": "هذه بالطبع مشكلة جدية للغاية"، ولكنها دعت مع ذلك إلى "تكثيف العمليات الهادفة إلى القضاء على المسلحين في سوريا".

وفي سبتمبر/أيلول 2018، أبرمت تركيا وروسيا، اتفاق "سوتشي" من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة المشمولة بالاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته.

وحول توريد منظومات الدفاع الجوي "إس 400" لتركيا، أفادت "ماتفيينكو"، بأنه رغم الضغوطات الأمريكية، "لن يكون هناك أي تغييرات في اتفاقات توريد منظومة الدفاع الروسية إلى تركيا.

وقالت: "لقد صرح (أردوغان) بأنه رغم الضغوطات غير المسبوقة، كرئيس يمكنه أن يؤكد عدم وجود أي تغييرات هنا وأن الاتفاقات ستنفذ".

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، أن بلاده مستعدة لاستلام منظومة "إس-400" الصاروخية الروسية بمجرد أن تكون موسكو مستعدة لتوريدها.

وكان وزير الخارجية التركي قد جدد عزم بلاده على إتمام صفقة منظومات "إس-400" ردا على تقارير أشارت إلى تأجيلها، قائلا إن "تأجيل تسليم منظومة إس–400 أو وقف الاتفاقية غير وارد".

وتم توقيع اتفاقية توريد منظومة "إس-400" لتركيا في ديسمبر/كانون الأول 2017 في أنقرة، وتحصل تركيا بموجبها على قرض من روسيا لتمويل شرائها جزئيا.

وأثار نبأ تعاقد تركيا على شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية استياء لدى واشنطن، التي ترى ضرورة أن تشتري تركيا تقنيات عسكرية أمريكية أو أطلسية، كونها عضوا في حلف الناتو.

لكن تركيا أكدت أنها لن تتخلى عن صفقة شراء منظومات "إس–400" وأن الدفعة الأولى من هذه الصواريخ ستصل إلى البلاد في يوليو/تموز المقبل.

وتزعم الولايات المتحدة، أن منظومات "إس 400" لا تتطابق مع معايير حلف الناتو، مهددة تركيا بفرض عقوبات على امتلاكها المحتمل، كما هددت بإلغاء عملية بيع أحدث مقاتلاتها من طراز "إف 35" لأنقرة، خاصة أن تركيا تعتبر إحدى الدول الأعضاء في البرنامج الدولي الأمريكي الخاص بتصنيعها.