لماذا لم تتهم الإمارات إيران بالوقوف وراء تفجيرات الفجيرة؟

الجمعة 17 مايو 2019 01:05 م

يكمن سبب رد الفعل المتحفظ الإماراتي، على حادث تعرض أربع ناقلات نفط لأعمال تخريب قبالة سواحلها مؤخرا، في رغبتها بالحفاظ على سمعتها كمركز مستقر وآمن للتجارة.

هكذا خلص تقرير لـ"رويترز"، قارن بين موقف الإمارات المتحفظ والممتنع عن اتهام أي طرف بالمسؤولية، وموقف السعودية، التي حملت إيران المسؤولية عن استهداف جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، خط أنابيب النفط الرئيسي في المملكة، بواسطة طائرات مسيرة.

وقالت مصادر محلية وغربية، إن الإمارات، في خضم التصعيد بين واشنطن وطهران، تسعى إلى تحقيق توازن بين معارضتها لإيران من جانب، وحماية مصالحها الاقتصادية في مجال التجارة والاقتصاد والسياحة من جانب آخر.

ولفتت إلى أن الموقفين الإماراتي والسعودي، وهما دولتان مصدرتان للنفط تعتبران إيران قوة مزعزعة لاستقرار المنطقة وتدعمان حملة الضغط الأمريكية ضدها، وتشاركان في الصراع ضد الحوثيين باليمن، يظهر الصعوبات التي تواجهها هاتان الدولتان في التعامل مع الجمهورية الإسلامية.

ونقلت الوكالة عن مصدر إماراتي في القطاع النفطي قوله، ردا على سؤال عن سبب ذكر الإمارات في بيانها الأولي حول حادث التخريب "سفنا تجارية"، لا "ناقلات نفط": "في بعض الأحيان عليك أن تكون دبلوماسيا.. لا يمكننا أن ندمر سمعتنا الاقتصادية، فيما يتطلع آخرون إلى زعزعة مصداقيتنا".

فيما ذكر دبلوماسي غربي، أن موقف الإمارات الحذر يفسر بأنها "لا تريد مشكلات عند أبوابها".

واعتبر دبلوماسي آخر، أن الإمارات تتغلب على السعودية التي لا تزال أكبر موضع قلق لإيران من حيث "الاستراتيجية والبراغماتية، ولدى أبوظبي أكثر لتخسره".

ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين غربيين، قولهم، إن الإمارات التي يشكل المغتربون جزءا كبيرا من المقيمين فيها، تشاطر موقف السعودية بشأن إيران، غير أن اقتصادها أكثر تنوعا مما لدى المملكة، ويتأثر أكثر بالاضطرابات الإقليمية.

وقال مصرفي مقيم في دبي، إن السلطات الإماراتية تبحث عن توازن جيد بالنسبة لها، وتمتنع لذلك عن "دق ناقوس الخطر".

وأشار التقرير إلى أن دبي التي يعتمد اقتصادها على السياحة والتجارة الدولية، أصبحت في موقف أسوأ من العاصمة أبوظبي بمواردها النفطية، وخاصة أنها قد تضررت جراء مقاطعة قطر، وتشديد الولايات المتحدة عقوباتها ضد إيران، وأن مناطق التجارة الحرة فيها تتوقف على وضع الملاحة في الخليج.

وذكرت الوكالة، أن دبي تواجه قبيل استضافتها معرض "إكسبو 2020"، مشكلات متعلقة بتراجع في تجارة التجزئة والمجال العقاري.

من جانبه، قال الخبير في مدرسة لندن للاقتصاد "ستيفين هيرتوغ"، إن حوادث مثل الذي وقع مؤخرا قبالة سواحل الإمارات، لا تشكل خطرا ملموسا على أبوظبي بل بالدرجة الأولى على دبي، التي تتوقف على ما إذا كان رجال الأعمال ومشترو العقارات الدوليون يشعرون بالأمان هناك.

وأضاف: "غير أنه من غير المرجح أن يترك حادث الناقلات الذي لم يؤد إلى سقوط ضحايا، تأثيرا على السياحة والمشاريع في الإمارة".

وسبق لـ"رويترز" أن نقلت عن مسؤول أمريكي، قوله إن التقييم الأولي في حادثة تخريب السفن قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، يشير إلى تورط إيران.

لكن طهران نفت أن يكون لها صلة بهجمات ناقلات النفط، مطالبة بتحقيق.

فيما رجح رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني "حشمت الله فلاحت بيشه"، وقوف "مخربين من دولة ثالثة" وراء الهجمات.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية