واصلت صحيفة "عكاظ" السعودية تطاولها على أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد"، ووصفته بأنه "أبرهة الدوحة"، زاعمة أنه يصد القطريين عن العمرة.

وفي صدر صفحتها الأولى، السبت، وضعت الصحيفة صورة الشيخ "تميم" أمام باب أسفله مفتاح، وعلقت على الصورة بالقول: "أبرهة الدوحة يصد القطريين عن الحرمين".

وزعمت الصحيفة، التي اعتادت الهجوم على أمير قطر، أن الأخير يصد منذ "مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قطر في منتصف 2017، مواطنيه القطريين من زيارة بيت الله الحرام في شهر رمضان الفضيل".

وادعت أن قطر حجبت الرابط الإلكتروني الذي خصصته وزارة الحج والعمرة السعودية أخيرا، ما دفع المملكة للإعلان، عن رابط جديد لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء العمرة.

وواصلت مزاعمها قائلة: "لم يكتفِ تنظيم الحمدين، الذي يشبهه قطريون بـ(أبرهة)، بحجب روابط التسجيل المخصصة للحج والعمرة للمواطنين القطريين الذين يجدون تسهيلات كبيرة من المملكة، بل طال من ذهبوا إلى الأراضي المقدسة حملات ترهيب وملاحقات وتحقيقات بعد عودتهم، ما دفع العديد منهم للبقاء في المملكة خشية ملاحقة السلطات في بلادهم".

وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها "عكاظ" عن عمرة وحج القطريين، حيث سبق لها في أغسطس/آب الماضي، أن ربطت السماح للقطريين، بأداء مناسك الحج، بموقفهم من قيادة بلادهم، وساومتهم بين الحج أو الوقوف بجانب قيادتهم.

جاء ذلك، في مانشيت صفحتها الأولى، ضمن تقرير كبير حمل عنوان "إلى القطريين: بيت الله أو (الحمدين)".

وحرض تقرير الصحيفة، القطريين، بالقول: "لم يعد أمام الشعب القطري غير أن ينهض لينتزع حقّه (..) ولم يبق أمام القطريين غير أن يختاروا بين تلبية اشتياقهم الروحي إلى بيت الله الحرام أو القبول بقرار نظام الحمدين تعطيل الحج".

ويرفض القطريون المسار الإلكتروني الذي أعلنته وزارة الحج والعمرة السعودية، كبديل للمسار الأول الذي لم يقبل عليه أحد، مطالبين بمعاملة الحجاج والمعتمرين القطريين كأقرانهم من باقي الدول، والسماح لهم بالسفر مباشرة من مطار الدوحة إلى مطار جدة، وفتح المنفذ البري الذي يربط قطر بالسعودية للراغبين في استخدامه.

وأمام هذا الرفض، اضطرت وزارة الحج والعمرة السعودية، إلى تعديل الأمر للمرة الثالثة، والقبول بوصول القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة للقدوم إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، دون الحاجة إلى التسجيل الإلكتروني.

والأسبوع الماضي، كشفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، عن شروعها قريبا، في طرح مسألة منع القطريين والمقيمين من الحج والعمرة على طاولة اللجان والاجتماعات الدستورية لـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو).

وتتهم قطر، السلطات السعودية، بتسييس مناسك الحج، إثر العراقيل والإجراءات التعسفية السعودية بحق المواطنين والمقيمين بقطر، دون غيرهم من مسلمي العالم، في ممارسة الشعائر الإسلامية بالمملكة.

وتشترط السعودية، على القطريين الوصول إلى المملكة جوا، وعلى أي خطوط طيران غير الخطوط القطرية، وهي الشروط التي يرفضها القطريون.

وسبق أن سجلت قطر، حالات عديدة حاولت التوجه للعمرة في الفترة الماضية، وتم منعها، إضافة إلى تلقيها بلاغات من مواطنين قطريين حاولوا التواصل مع شركات الحج والعمرة بالسعودية، ولم يتم التجاوب معهم.

والعام الماضي، رحلت السلطات السعودية مجموعة من المواطنين القطريين من مطار جدة، وأعادتهم إلى الكويت، بينما كانوا في طريقهم لأداء العمرة.