اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني "كيوان خسروي" أن دعوة أحد المسؤولين في بلاده لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة في العراق أو قطر لخفض التوتر، مجرد "رأي شخصي"، في أحدث رفض ضمني لدعوات التفاوض بين الطرفين.

وشدد "خسروي"، الجمعة، على أن "مجلس الأمن القومي هو المؤسسة الوحيدة التي تملك صلاحية إبداء الرأي في المسائل الاستراتيجية"، معتبرا دعوة المسؤول الإيراني للتفاوض مع الولايات المتحدة "رأيا شخصيا لا يعبّر عن الموقف الرسمي للنظام"، حسب ما نقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.

ويشير "خسروي" في رفضه إلى دعوة رئیس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني "حشمت الله فلاحت بيشة" إلى عقد مفاوضات أمريكية إيرانية في قطر أو العراق؛ لتجاوز التوتر بين البلدين، زاعما أن "هناك طرفا ثالثا يستعجل اندلاع الحرب بين طهران وواشنطن".

وتتوافق تصريحات "خسروي" مع ما سبق أن قرره المرشد الإيراني "علي خامنئي" الأسبوع الماضي برفض إجراء مفاوضات مع أمريكا، معتبرا التفاوض مع إدارة الرئيس دونالد ترامب "سما مضاعفا".

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في الأيام الأخيرة بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية بشأن استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.

ورصدت استخبارات الولايات المتحدة وضع إيران صواريخ على قوارب صغيرة في الخليج؛ ما أثار مخاوف من ضربها للقوات الأمريكية وأصولها أو قوات حلفائها، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

وأشار مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إلى تورط إيران في الهجوم الذي استهدف 4 ناقلات نفط قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات (تجاه الساحل الشرقي لإمارة الفجيرة).

وتزامن ذلك مع تشديد الولايات المتحدة لعقوباتها الاقتصادية بحق طهران بهدف "تصفير" صادرات النفط الإيراني، وهو ما واجهته الأخيرة بإعلانها، في 8 مايو/أيار، تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة بالاتفاق النووي مع القوى الغربية.

كما لوح المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي"، الأربعاء، برفع نسبة تخصيب اليورانيوم ببرنامج طهران النووي، فيما أمرت الإدارة الأمريكية الموظفين غير الأساسيين في سفارة واشنطن بمغادرة العراق، وذلك بعد أن أبدت مخاوفها مرارا إزاء تهديدات من قوى تدعمها إيران.