أنباء عن خلافات تركية روسية قد تعصف باتفاق إدلب 

السبت 18 مايو 2019 10:05 ص

أفادت تقارير بوجود خلافات كبيرة بين الجانبين التركي والروسي فيما يتعلق بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك بعد التصعيد الأخير في وتيرة الضربات العسكرية هناك من جانب موسكو وقوات النظام السوري.

وكشفت مصادر تركية لصحيفة "العربي الجديد" أن شرارة الخلافات بدأتها موسكو بحجة أن أنقرة لم تف بالتزاماتها في اتفاق إدلب، فيما يتعلق بنقطتين.

وذكرت المصادر أن النقطة الأولي هي أن موسكو ترى أن أنقرة لم تف بعد بالمقايضة على منطقة "تل رفعت" الحدودية السورية، مقابل المناطق الجنوبية من إدلب؛ لتأمين مناطق النظام في ريف حماة واللاذقية وبالتالي حماية مطار حماة العسكري ومطار حميميم، وفق الادعاء الروسي، على أن تسيطر تركيا على منطقة "تل رفعت".

وكان هذا مقترحا روسيا منذ البداية، وجرت حوله نقاشات لأشهر عديدة، شهد فيها الملف شدا وجذبا، ولم يتم تنفيذه والتوافق عليه بعد، وتعد هذه النقطة سببا غير مباشر في التصعيد من قبل روسيا والنظام السوري.

أما النقطة الثانية فهي عدم عدم تفكيك "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) أو القضاء عليها، والتي تعد سببا مباشرا للضربات العسكرية الروسية على إدلب من جانب موسكو ودمشق.

وأشارت المصادر التركية إلى أنه بناء على ما سبق كانت رسائل أنقرة واضحة بأنها ستتخلى عن كل الاتفاقيات مع موسكو فيما يتعلق بإدلب وغيرها، وهذا ما يقودها للتفاهم مع الولايات المتحدة، الأمر الذي لا ترغب به روسيا.

وبحسب المصادر، فبناء على التهديد التركي الذي جاء في المكالمة الهاتفية بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، قبل أيام، جرى اتصال هاتفي في اليوم التالي بين وزيري دفاع البلدين التركي "خلوصي أكار"، والروسي "سيرغي شويغو"، وحتى الآن لم يحصل التفاهم.

وفى الثامن من الشهر الجاري، ذكرت تقارير نقلا عن مصادر بالدفاع المدني السوري الحري، أن 12 مدنيا لقوا مصرعهم ، بينما أصيب 40 آخرون، بريفي إدلب وحماة في يوم واحد، جراء استمرار القوات الروسية وقوات النظام السوري بتصعيد ضرباتها العسكرية.

من جانبها وثقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان مقتل (292) شخصا في سوريا خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، من بينهم (64) طفلا و(34) سيدة و(30) شخصا تحت التعذيب.

وقال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن"، قبل عدة أيام، إنه لا يستبعد شن عملية عسكرية شاملة على محافظة إدلب شمالي سوريا، إلا أنه أشار إلى أن هذه العملية "ليست ملائمة الآن".

من جانبها، دعت الولايات المتحدة روسيا إلى احترام التزاماتها وإنهاء "التصعيد" في منطقة إدلب، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "مورغان أورتاغوس": "ندعو جميع الأطراف وبينهم روسيا والنظام السوري إلى احترام التزاماتهم بتجنب شن هجمات عسكرية واسعة والعودة إلى خفض تصعيد العنف في المنطقة".

كما حذر الاتحاد الأوربي أيضا من مغبة التصعيد في محافظة إدلب وشمال حماة، وذلك جراء تكثيف الغارات الجوية من قبل نظام "الأسد" وروسيا هناك، داعيا روسيا وتركيا لتنفيذ التزاماتها بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب.

لكن جميع هذه الدعوات والتحذيرات لم تجد لها صدى لدى موسكو حتى اللحظة، بل إن المؤشرات تقول بإن المنطقة مقبلة على تصعيد خطير.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية