أغلب الناس يتخيلون أنهم إذا تجاوزوا سن الـ80 عاما، سيحظون بتقاعد هادئ من مشاغل الحياة وصخبها، ويعيشون حياة متواضعة وضعيفة، إلا أن البريطانية "بيتي هويت" بدأت في تحقيق حلم شبابها فور بلوغ عقدها الثامن.

وتقول "بيتي" وفقا لمقال بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنها وجدت أن الـ80 هو العمر المناسب لتحقيق حلمها وأن الشباب هو "شباب العقل والقلب". 

وبدلت "بيتي" صاحبة الـ 80 عامًا، العكاز وعلامات الشيخوخة والخطوات البطيئة، بالسير على "Catwalk" (منصة) بكل ثقة وجسد مشدود لعرض الأزياء، لتحقق حلمها في أن تكون عارضة موضة في هذا العمر، ووقعت عقدا مع وكالة "MOT Models" بلندن لعارضات الأزياء.

وتقول: "ما أعيشه الآن هو فصل جديد مثير للإعجاب، فأنا دائمًا كنت أحلم بأن أكون موديل، وأخذت الخطوة ولم يهمني أي شخص يراني مسنة فأنا لم أفكر في ذلك أبدا".

وكانت "بيتي" تعمل في مجال التدريس وأحيلت للتقاعد منذ 10 سنوات، لتقرر منذ عام واحد فقط أن تحقق حلمها الذي انتظرته 65 عامًا لتدخل إلى مجال عروض الأزياء وتصبح من ضمن عارضات الأزياء.

وتوضح للصحيفة: "أردت أن أكون عارضة أزياء عندما كنت صغيرة، ولكن لم يكن لدينا الكثير من المال واضطررت إلى صنع ملابسي الخاصة..لقد انجذبت لهذا السحر".

وكان المثل الأعلى لـ"بيتي" هو العارضة البريطانية "باربرا جولين"، فتقول:"تابعت عملها وقطعت كل ما يمكن أن أجده عنها في المجلات أو الإعلانات وعلقتها في كتاب".

وحققت "باربرا جولين"، التي تعتبر أول عارضة أزياء بريطانية، نجاحا كبيرا في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات. وكانت عارضة الأزياء الأكثر ربحا في مجالها، وتميزت بشهرة عالمية، كأبرز عارضات الأزياء لديور وBalenciaga.

وبعد سبعة عقود تقريبًا من تطلعات الطفولة هذه، افترضت "بيتي" بشكل طبيعي أن الباب كان مغلقًا تمامًا. حيث يفكر قليل من الناس مباشرة مهنة جديدة في عقدهم الثامن، ناهيك عن عرض الأزياء.

وتقول "بيتي"، الأرملة ولديها ابنان وأربعة أحفاد: "حدث ذلك بالصدفة الكاملة".

وكانت البداية حينما كانت تتسوق في أكسفورد، شهر أكتوبر/تشرين الأول، وتبحث عن هدية لابنة أخيها، ووجدت هذا المتجر المليء بالأوشحة الحريرية.

وتقول: "عندما كنت أدفع، سأل المدير عما إذا كنت سأشارك في عرض أزياء خيري..كنت متوترة بعض الشيء، لكنني عبثا وافقت وأحببت فكرة أن أكون في المنصة".