نظمت نساء تركيات، الثلاثاء، وقفة احتجاجية بمنطقة "باشاك شهير" بمدينة إسطنبول؛ رفضا لانتشار ظاهرة بيع المخدرات علنا في الشوارع.

وبحسب شبكة  "سي إن إن ترك" وصحيفة "حرييت" التركية، قامت بعض الأمهات في حي "آلتين شهير" بمنطقة "باشاك شهير" بقطع الطريق؛ للتعبير عن غضبهن من انتشار تلك الظاهرة.

وأجمعت الأمهات على خوفهن حتى من إرسال أبنائهن للحدائق خوفا من بائعي المخدرات المنتشرين في كل الأنحاء.

وتقول إحدى ساكنات الحي اللاتي نظمن الوقفة الاحتجاجية، "سعادت بنلي": "نضطر للذهاب بأطفالنا إلى المدارس بأنفسنا خوفا عليهم من المجرمين وبائعي المخدرات، فَلَو ذهبوا بمفردهم يتعرضون لسرقة متعلقاتهم من هواتف وغيرها، كما يحدث الشيء نفسه أحيانا ونحن معهم".

وتابعت قائلة: "عندما يهجمون علينا نتوسل إليهم ألا يفعلوا ذلك لكن دون جدوى؛ إذ يهددوننا بالقتل في وضح النهار".

وأضافت السيدة قائلة: "يبيعون المخدرات كما يباع الخبز والماء في الشوارع دون خوف من شيء؛ لقد طفح الكيل ولم تعد لدينا طاقة على التحمل فلا نستطيع النوم حتى الصباح خوفا من الهجوم علينا لسرقة منازلنا".

سيدة أخرى تدعى "نافية آصلان" قالت: "أكثر من مرة قابلني متعاطون للمخدرات طلبا للنقود بالقوة مني؛ إما الدفع أو الضرب أو السرقة بالإكراه".

وتابعت: "سبق أن قتلوا شخصا رفض الدفع وألقوا جثمانه في النهر".

وفي سياق متصل، قالت السيدة "ايرم دنيز:" "المنطقة هنا كانت نظيفة، ولا ندري كيف أصبحت على هذا الحال الآن".

وتوضح الفتاة "أ.ش" أن رجالا أشكالهم مريبة يلاحقونهن أثناء توجههن إلى المدرسة، ما يضطرهن إلى تغيير المسار الذي يسلكْنه قائلة: "يجلسون هناك ويتناولون الخمور والحشيش، ويبيعون المخدرات".

وأضافت: "أنا أبلغ من العمر 13 عاما، ولست مضطرة للعيش وسط كل هذه الأمور.. لا أعرف بالضبط ما هو الحشيش والهيروين، لكني لا أرغب في العيش في ظل هذه الأوضاع".

وتعليقا على هذه الظاهرة، قال معارض تركي وفقا للصحف المحلية، رفض ذكر اسمه، إن تعاطي المخدرات وضع تركيا في المركز الأول أوروبيا من حيث عدد الوفيات بسبب الإدمان؛ ما دفع عضو مجلس اتحاد طب الطوارئ الأوروبي، "أولكومان رودوبلو"، إلى التحذير من أن المشكلة تزداد خطورة مع ارتفاع نسبة البطالة، خاصة أن الوصول إلى المواد المخدرة أصبح في متناول الجميع في تركيا.

وكشف نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، "ولي أغبابا"، عن تصدر تركيا الدول الأوروبية في معدلات الوفيات بسبب المخدرات الاصطناعية، وأن عام 2017 شهد وفاة أكثر من 580 شخصا بسبب المخدرات، مشيرا إلى إدمان بعض الأطفال للمخدرات في سن التاسعة.

وتشير الإحصاءات الرسمية التركية إلى ارتفاع عدد سجناء المخدرات خلال آخر 10 سنوات بنحو 410% وارتفاع عدد من توجهوا إلى مستشفيات إعادة التأهيل والعلاج من الإدمان بنحو 674%.

وكان حزب "الشعب الجمهوري" المعارض في تركيا أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن عدد متعاطي المخدرات في البلاد وصل إلى نصف مليون شخص، بزيادة سنوية قدرها 20%.