منى حوا ترد على قرار وقفها بالجزيرة: لم أخالف المهنية

الأربعاء 22 مايو 2019 02:05 م

قالت الصحفية الفلسطينية الموقوفة من العمل في قناة "الجزيرة"، "منى حوا" إن مقطع الفيديو الذي أثار جدلا واسعا لم ينكر حدوث الهولوكوست، ولم يبرر لها، كما لم يجادل في كونها جريمة إنسانية تستحق الإدانة إذ إنها وبالفعل واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ.

واستدركت الإعلامية التي أشعلت واقعة إيقافها جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بأن ما جاء في الفيديو فيما يتعلق بالتوظيف الصهيوني لآلام ومعاناة ضحايا المحرقة، هو أصبع اتهامٍ جرى توجيهه من أكاديميين ومؤرخين وإعلاميين عديدين ضد هذه الحركة الاستعمارية العنصرية.

وأضافت الصحفية في توضيح نشرته على صفحتها بـ"فيسبوك" و"تويتر" أن الهولوكوست كارثة إنسانية، يجب أن تجمع البشرية على رفضها بالمطلق، والأهم من ذلك أن تتعلم منها أن تتعلم خطورة فكرة "التفوق القومي"، و قدسية حقوق الإنسان، والواجب الأخلاقي في ألا يخضع الإنسان لأصحاب السلطة فيما يُخالف ضميره.

وأشارت إلى أن (إسرائيل) دولة قائمة على التفوق القومي (منذ بذور الصهيونية وصولا إلى قانون القومية)، وعلى الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان، وعلى سياسات الضغط والترهيب لكتم أصوات الناس والصحفيين والناشطين وإخضاعهم.

وتابعت الصحفية بأنها آثرت الكتابة على الصمت، لأن المسألة لم تعد تقتصر على (تعليق عمل)، بل باتت تمس كل العمل الإعلامي، وتهدد سقف حريته، وتطعن في التزامه القيمي، وتزرع الخوف في قلب كل صحفي يعمل على حمل قضاياه العادلة.

وتساءلت: "ما المطلوب أن يتعلمه الصحفي بعد هذه الحادثة؟ أن يُفكر ألف مرة قبل انتقاد الصهيونية، كي لا يتعرض لـ"التأديب"؟

وشددت على أن السكوت اليوم من شأنه أن يُكرس السطوة الصهيونية ويجعل كل صحفي يخشى على مستقبله المهني في حال أقدم على انتقادها.

واعتبرت أن تهمة معاداة السامية تحولت إلى تهمة فضفاضة تواجه كل من يتجرأ على انتقاد السياسات الإسرائيلية، وليس آخرها إدانة البرلمان الألماني لـ"حركة مقاطعة إسرائيل" (BDS).

وذكرت بأن وظيفة الصحفي أن يسأل الأسئلة الصعبة على الرغم من نفوذ وسطوة جماعات الضغط.. وهو معرض في طريقه هذا للوقوع في خطأ هنا أو زلة هناك في اختيار التعبير أو مراعاة السياقات، ولا عيب أبدا في الاعتذار عن هذا.

وختمت بقولها: "أنا منى حوا، فلسطينية من صفد، أعرف جيدا ما تعنيه سياسات الاقتلاع والتهجير والترهيب، التي تعرض لها شعبي وأهلي. ولذلك أنحاز -كإنسانة وكصحفية- لجميع ضحايا الاضطهاد والعنصرية والتمييز أينما كانوا وأيا كان دينهم أو عرقهم".

وكانت قناة "الجزيرة" قد أعلنت اتخاذ إجراءات إدارية تأديبية بحق اثنين من صحفييها أنتجا مقطعا مصورا عن الهولوكوست، وأثرها في الصراع الفلسطيني الصهيوني؛ الأمر الّذي أثار غضبا إسرائيليا، وأصدرت على إثره وزارة خارجيتها بيانا، وصف الفيديو بـ"الكاذب" و"المعادي للساميّة"، وأنّه حاول "الإقلال من هول المحرقة".

وقالت "الجزيرة" إن مقطع الفيديو "خالف المعايير والضوابط التحريرية لشبكة الجزيرة الإعلامية" ولذلك قررت اتخاذ إجراءات ضد الصحفيين الذين أنتجوه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية