مظاهرات ببغداد ومدن عراقية تدعو لتجنب حرب أمريكية إيرانية

السبت 25 مايو 2019 03:05 م

شهدت العاصمة العراقية بغداد، ومدن كربلاء والبصرة، مساء الجمعة، مظاهرات حاشدة تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر"، دعت إلى تجنب البلاد الحرب المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران، وإبعاد العراق عنها.

وحمل المتظاهرون العلم العراقي، ولافتات كتب عليها "لا للحرب"، بعدة لغات، محذرين من مغبة اندلاع الحرب على بلادهم أمنيا واقتصاديا.

وهتف المحتجون من مؤيدي "الصدر"، الذي قاد مسلحين من قبل ضد القوات الأمريكية وانتقد علنا أيضا النفوذ الإيراني في العراق، بشعارات مناهضة للحرب.

ويخشى العراقيون من تورط بلادهم في أي تصعيد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، والذي احتدم هذا الشهر، عندما قالت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، إنها سترسل قوات إضافية للشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات لمصالحها في المنطقة من جانب أطراف بينها جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق.

ودعا سياسيون وقادة جماعات شيعية مسلحة للتحلي بالهدوء، في وقت حاولت الحكومة العراقية أن تضع نفسها في موقع الوسيط بين الجانبين.

وثارت تكهنات بشأن ظهور "الصدر"، لإلقاء خطاب في الحشود التي تجمعت في بغداد، لكنه لم يحضر.

وكان "الصدر"، قد حذر الإثنين، من أن "الحرب بين إيران وأمريكا ستكون نهاية للعراق"، مؤكداً أن "أي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدواً للشعب العراقي".

وتابع: "نحن بحاجة الى وقفة جادة مع كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركاماً".

وأعلن العراق، الذي يشكل ملتقى استثنائياً للولايات المتحدة وإيران المتعاديتين فيما بينهما، استعداده للتوسط لوقف التصعيد، حيث قال رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي"، الثلاثاء، إن "بغداد تعتزم إرسال وفود قريباً جداً إلى طهران وواشنطن سعياً للتهدئة بين البلدين".

ووصفت الولايات المتحدة "الصدر"، من قبل بأنه أخطر رجل في العراق، وصنفت جماعته المسلحة وهي "جيش المهدي"، على أنها تشكل تهديدا أكبر لقواتها من تنظيم "القاعدة"، أثناء تمرد، ضد الغزو الأمريكي للعراق في 2003.

وركز "الصدر"، حملته الانتخابية العام الماضي على القومية العراقية، ومعارضة النفوذ الأمريكي والإيراني في البلاد على حد سواء، قبل أن يحصل على أكثر المقاعد في البرلمان العراقي.

ووسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، شهدت المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، والتي تضم مبان حكومية وسفارات إطلاق صاروخ مطلع الأسبوع الماضي، لكنه لم يتسبب في وقوع خسائر.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم يشتبهون بقوة، في أن حلفاء محليين لإيران هم من يقفون وراءه.

جاء إطلاق الصاروخ بعد أن حذر وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، القادة العراقيين من أن واشنطن سترد بالقوة، إذا أخفقوا في السيطرة على الجماعات المدعومة من إيران.

وتقول إيران والولايات المتحدة، إنهما لا تريدان الحرب، لكن مسؤولين أمنيين ومحللين يحذرون من أن أي واقعة بسيطة من شأنها أن تطلق شرارة دائرة جديدة من العنف، في منطقة مضطربة بالفعل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية